أفاد ناشطون، أن غارات للتحالف الدولي في منطقة التوسعية في
الرقة السورية، الثلاثاء، أدت إلى مقتل نحو 21 مدنيا، غالبيتهم من النساء. كما ذكر الناشطون أن الغارات دمرت آخر بئر لمياه الشرب في ما تبقى من أحياء تحت سيطرة
تنظيم الدولة في المدينة.
وقال الناشط الإعلامي مهاب الناصر؛ إن التحالف استهدف تجمعا للمدنيين حول بئر المياه والخزانات في منطقة التوسعية، في الجهة الشمالية من مدينة الرقة، ما أسفر عن وقوع "مجزرة" في الحي المذكور، وفق قوله.
وأشار الناصر في، حديث لـ"
عربي21"، إلى أن البئر كان الأخير الذي يؤمن مياه الشرب لآلاف المدنيين في الأحياء التي لا زال يسيطر عليها التنظيم داخل الرقة.
ولفت الناصر، من مدينة الرقة، إلى عدم وجود البدائل عن مياه البئر، معربا عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى فقدان المياه وحرمان المحاصرين منها.
من جانبه، أشار مدير الوكالة الإخبارية "عين على الوطن"، أحمد عبد القادر، إلى أن المدنيين لا يستطيعون الوصول إلى نهر الفرات للتزود بمياه الشر،ب بسبب الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات
سوريا الديمقراطية (قسد).
وحذر عبد القادر، في حديث مع "
عربي21"، من خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السكان المحاصرون، وقال: "من لم يمت بالقصف، سيموت نتيجة العطش والجوع".
وبعد مرور نحو أربعة أشهر على بدء المعارك في الرقة بين قسد التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، وبين تنظيم الدولة، لا يزال الأخير محتفظا بسيطرته على أحياء محاصرة بالكامل داخل المدينة، من بينها حارة البدو وأجزاء من منطقة التوسعية وحي الكهربا.
واعتبر عبد القادر أن "القصة واضحة. إن هدف الحرب في الرقة تدمير المدينة قبل استعادتها من تنظيم الدولة"، بحسب تعبير.
وتساءل: "هل يحتاج استهداف قناص واحد تابع للتنظيم تمت محاصرته قبل أيام إلى 13 غارة جوية، راح ضحيتها أكثر من 11 مدني؟".
وقال: "إن المدنيين يتحصنون داخل أقبية المباني، لكن مع ذلك تستهدفهم مقاتلات التحالف، وتخلف عشرات القتلى منهم يوميا"، لكنه أشار في المقابل إلى أن "التنظيم منع المدنيين من مغادرة المدينة".
إلى ذلك، قدرت شبكة "الرقة بوست" حجم الدمار في مدينة الرقة بنسبة 90 في المئة، وأشارت إلى المدينة تتعرض لـ"تدمير ممنهج"، بحسب قولها.