شهدت عدة مدن في
ليبيا احتفالات بالذكرى السادسة للتحرير والتخلص من حكم
القذافي، وانتصار ثورة 17 شباط/ فبراير 2011، إلا أن هذه الاحتفالات غابت عن الشرق الليبي الذي تسيطر عليه قوات اللواء خليفة
حفتر.
ولم يكتف الشرق بعدم الاحتفال، لكن بلدية مدينة
طبرق (مقر البرلمان الليبي) ألغت الإجازة التي منحتها الدولة للعاملين بها منذ يوم سقوط نظام القذافي، وأكدت على الأهالي والعاملين بها أن يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر يوم عمل عادي وليس إجازة، بحجة "مقتضيات المصلحة العامة"، حسب البلدية.
ما علاقة حفتر؟
ومنذ انطلاق عملية الكرامة على يد قائد القوات التابعة للبرلمان (حفتر) في 2014، لم تشهد عدة مناطق في الشرق الليبي أي احتفالات بهذه الذكرى التي نص عليها الإعلان الدستوري بأنها عطلة رسمية.
وبرر البعض من مؤيدي حفتر وبرلمان طبرق بأن الوضع الأمني والمعيشي لم يسمحا بأية احتفالات، خاصة في حالة "محاربة الإرهاب" وتردي الحالة المعيشية للمواطنين.
إجازة بدون احتفالات
لكن الحكومة المؤقتة غير المعترف بها دوليا، والمتواجدة في مدينة البيضاء بالشرق الليبي، أصدرت بيانا مقتضبا نص على يوم إجازة تطبيقا للقانون "5" لسنة 2012، دون تقديم أي تهنئة أو السماح باحتفالات.
وطرح غياب الاحتفالات وإلغاء العطلة الرسمية في طبرق، عدة تساؤلات من قبيل: هل منع حفتر الاحتفالات؟ وهل هي مغازلة منه لأتباع القذافي؟ أم أنها مجرد مكايدة سياسية للغرب الليبي وحكومة الوفاق التي أقامت احتفالات رسمية؟
ضغوط معيشية
من جهته، أكد الإعلامي من الشرق الليبي، عاطف الأطرش، أن "المزاج العام، وخاصة في الشرق، لا يسمح بالاحتفال بذكرى التحرير خاصة مع تفاقم الأزمات المعيشية للمواطن التي يكابدها يوميا"، كما قال.
وأوضح في حديث لـ"
عربي21"؛ أن "عدم الاحتفال ليس مغازلة لأتباع القذافي، كون معظم أفراد الشعب الليبي يعلمون تماما أن ما يحدث الآن هو نتاج ثقافة زرعها النظام السابق في نفوسهم؛ وها هم يجنون ثمارها منذ سنوات، وما أن تستقر الأمور سيحتفل المواطن"، وفق قوله.
طبرق ليست "ثورية"
الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، رأى من جانبه؛ أن "مدينة طبرق وغيرها من المناطق الشرقية لم تشهد ثورة حقيقية، ومن خرج فيها خلال أحداث
الثورة هم فئة قليلة جدا وتبعها من تبع ولم تحدث حروب داخلها مثلما حدثت مواجهات في مدن أخرى"، وفق تقديره.
وأضاف لـ"
عربي21": "العامل القبلي هناك هو الحكم الفعلي وليست المبادئ، حتى المعارضون للثورة هناك كانوا أذكياء، فإما تصدرون أمرها أو اختفوا عن الأنظار، وعامة الاحتفال في كل ليبيا لم يعد له مكان ولا طعم"، حسب تعبيره.
"فلول" القذافي
وقال مدير منظمة "تبادل" الليبية (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، إن "غياب الاحتفالات في الشرق الليبي يعود إلى حالة الانقسام بين الفرقاء السياسيين، والتي ألقت بظلالها على حياة المواطنين العامة، ما أدى إلى نقص للسيولة وانقطاع للتيار الكهربائي وغيرها".
وأشار إلى أن "أنصار القذافي سعيدون بما آلت إليه الأمور بعد الثورة؛ نكاية في خصومهم وفي المواطن الذي ثار ضد زعيمهم"، مضيفا: "في نظر المواطن البسيط، ثورة فبراير ليست بديلا جيدا عن القذافي، كون الساسة بعد القذافي لم يكونوا على قدر المسؤولية"، وفق قوله.
وتابع: "للأسف المواطن البسيط ولاؤه ليس لثورة فبراير أو انقلاب سبتمبر أو عملية الكرامة أو فجر ليبيا (الأخيرتان عمليتان عسكريتان)، لكن سيكون ولاؤه الدائم لمن يقدم له الخدمات العامة ويضمن حياة كريمة له"، كما قال لـ"
عربي21".