نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية تقريرا بينت فيه أسباب تضاؤل احتمال عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر إجراؤه في سوتشي، يومي 29 و30 كانون الثاني/ يناير.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس التركي شرع في تنفيذ تهديداته بشن حملة عسكرية في منطقة عفرين السورية. ووفقا لما ذكرته وسائل الإعلام العربية والسورية، شنت القوات التركية هجمات ضد معاقل وحدات حماية الشعب الكردية. فقد لوحظ وجود مجموعة من الطائرات التابعة للقوات الجوية التركية، تحوم في سماء عفرين".
لكن، لم تبلغ الجهات الرسمية عن تسجيل أي خسائر بشرية في صفوف مواطني عفرين، أو قوات وحدات حماية الشعب الكردية، أو الشرطة العسكرية الروسية، المسماة "الخوذ الزرقاء". وحسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، تسببت التشكيلات الموالية لتركيا في أضرار جسيمة، وتمكنت من إحباط هجوم الجيش العربي السوري وحلفائه في جنوب محافظة إدلب.
وأضافت الصحيفة أن قوات بشار الأسد تحاول السيطرة على قاعدة أبو الظهور الجوية الواقعة في محافظة إدلب. وتحيل جميع الإجراءات على مقدمة حرب عظمى تعدها أنقرة وحلفاؤها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وخلال خطابه الذي ألقاه في البرلمان في 16 كانون الثاني/ يناير، بين أردوغان أن قوات المعارضة السورية ستدعم العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومنبج.
وأوردت الصحيفة أن وسائل الإعلام التركية نشرت خطط القوات المسلحة التركية للسيطرة على عفرين. وقبل بداية العملية العسكرية، نشرت صحيفة "هابيرتورك"، أن أنقرة تخطط لشن غارات جوية واسعة النطاق تستهدف 149 هدفا يقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب.
ووفقا لما نشر في المصدر التركي، "يمكن أن تستمر المرحلة الأولى من العمليات لمدة تصل إلى ستة أيام، ومن المقرر أن تشارك الطائرات في العمليات فضلا عن وضع مدفعيات على الحدود". كما ذكرت صحيفة "ملييت" التركية أنه بعد اتخاذ هذه الخطوات ستبدأ القوات البرية التابعة للجيش التركي بشن هجوم يعتمد بالأساس على الوحدات المدرعة.
وبينت الصحيفة أن روسيا، في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، أدخلت وحداتها الخاصة إلى عفرين. وبمساعدة الشرطة العسكرية، نشرت روسيا مراكز مراقبة تضمن الامتثال لنظام وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، وذلك حسب ما صرحت به وزارة الدفاع الروسية. كما عملت على تشكيل لجنة المصالحة الوطنية، التي تضم ممثلين عن الحكومات المحلية، والمعارضة، والمركز الروسي للمصالحة بين أطرف النزاع. ولتمثيل دمشق وموسكو، تم وضع العلم الروسي والسوري في العديد من نقاط المراقبة في عفرين.
وأشارت الصحيفة إلى تواجد وحدات عسكرية روسية ومراكز مراقبة في مدينة منبج، فضلا عن التواجد الأمريكي، الذي أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية اتخاذه حليفا لها. في شأن ذي صلة، هدد أردوغان ببدء القتال في عفرين وغيرها من المحافظات الكردية، مطالبا حلفاءه والدول الصديقة بعدم الوقوف في طريق أنقرة في حربها ضد الجماعات المسلحة.
إلى جانب ذلك، قال أردوغان: "إن تركيا لا تتحمل مسؤولية العواقب المحتملة، أزيلوا أعلام بلدانكم من مواقع المسلحين حتى نسلمكم إياهم شخصيا". وعموما، يمكن اعتبار تهديدات أنقرة الموجهة للأكراد وقوات التحالف التي ترأسها الولايات المتحدة، رسالة إلى موسكو، نظرا لأن انطلاق العمليات العسكرية للجيش التركي في عفرين ومنبج يهدد سلامة وحدات حفظ السلام.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية متشبثة بموقفها المزدوج في سوريا وتواصل لعبتها الخاصة. وقد ذكرت العديد من وسائل الإعلام العربية تفاصيل اتفاق سري بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، الذي يتمثل في تزويد الوحدات الكردية بصواريخ أرض جو تابعة لأنظمة الدفاع الجوي المحمولة (مانبادس).
وبفضل هذا الدعم، ستتمكن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية من الصمود أمام التهديدات الجوية المرتقبة. وتزعم وسائل الإعلام العربية أنه تم تسليم أول دفعة من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة إلى الأكراد خلال الأسبوع الماضي في منطقة عفرين.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة مرمرة، جنكيز تومار، أن هناك ثلاثة أسباب دفعت أنقرة لتنفيذ عمليات عسكرية في عفرين. وحسب ما أفاد به تومار في تصريح خاص جمعه مع وكالة الأناضول، فإن هذه الأسباب تتمثل أساسا في: "أولا، محاولة وحدات حماية الشعب التي تدعمها الولايات المتحدة تشكيل 30 ألف جندي لمراقبة الحدود السورية. وثانيا، سيطرة قوات الأسد على مطار أبو الظهور العسكري الإستراتيجي في محافظة إدلب. وثالثا، احتمال دعوة روسيا لممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية للحضور في مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في سوتشي".
وأوضحت الصحيفة أنه لكل من روسيا وتركيا مصالحها الخاصة في سوريا. فمصالح تركيا لا تقوم فقط على محاربة وحدات حماية الشعب، بل تكتسي أهدافا اقتصادية وجيوسياسية. بناء على ذلك، تحرص تركيا على المحافظة على الأراضي التي تقع تحت سيطرة المعارضة الموالية لها في إدلب وحلب واللاذقية، وغيرها من المقاطعات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن عددا من الفصائل المسلحة الموالية للولايات المتحدة، وجماعات المعارضة الموالية لتركيا، قد أعلنت في الآونة الأخيرة عن نيتها في عدم حضور مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في سوتشي، ما يقلل من فرص عقد هذا المؤتمر.
موسكو: حددنا مكان انطلاق "الدرونز" التي قصفت "حميميم"
بسبب هجمات نظام الأسد.. أنقرة تستدعي سفيري روسيا وإيران
بوتين يهنئ الأسد بالعام الجديد.. وهذا ما وعده به