نشرت صحيفة" لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الحلفاء الجدد لإسرائيل في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه في الآونة الأخيرة شهدت العلاقات الإسرائيلية اليونانية
القبرصية تقاربا غير مسبوق، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات.
وأكدت الصحيفة أن مساعي إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع
كل من اليونان وقبرص، تنطوي على رغبة تل أبيب في حماية مصالحها في الشرق الأوسط،
في ظل تغلغل النفوذ الشيعي في المنطقة، ومؤخرا، التقى رئيس أركان الجيش
الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، في العاصمة اليونانية أثينا، بنظيره اليوناني، في الوقت
ذاته، حل وزير الدفاع اليوناني ضيفا في إسرائيل والتقى أفيغدور ليبرمان، وقد ساهمت
هذه الزيارات في تعزيز التحالف بين البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أنه في السنة الماضية زار رئيس
الوزراء الإسرائيلي أثينا، في حين شهدت سنة 2017 العديد من الزيارات بين قادة
البلدين، إلى جانب ذلك، تشهد العلاقات الإسرائيلية والقبرصية تقاربا ملحوظا، مما أدى
إلى ظهور حلف قوي يشمل كلا من اليونان وقبرص وإسرائيل.
اقرأ أيضا: إسرائيل تغير بوصلة تحالفها مع تركيا نحو اليونان والعرب
وتطرقت الصحيفة إلى أن إسرائيل نفذت مناورات عسكرية
في المجال الجوي اليوناني والقبرصي على حد السواء، بالإضافة إلى القيام بمناورات
عسكرية مشتركة بين البلدان الثلاثة، ويعد استكشاف إسرائيل للمجال الجوي القبرصي
بمثابة استعداد للحرب المحتملة مع لبنان، وتمكنت إسرائيل من تدريب قواتها العسكرية
بعيدا عن أنظار أعدائها في المنطقة.
وأفادت الصحيفة أن عزم إسرائيل على تعزيز علاقاتها
مع كل من أثينا ونيقوسيا يعزى إلى سببين، موضحة أنه يتمثل أولهما في توتر العلاقات
الإسرائيلية التركية، أما السبب الثاني، فيعود إلى اكتشاف حقول الغاز في المياه
الإقليمية القبرصية الإسرائيلية مع إمكانية إنشاء أنبوب غاز يمر من اليونان.
والجدير بالذكر أنه خلال التسعينات، كانت العلاقات
الإسرائيلية التركية جيدة، حيث كانت تل أبيب تعتبر أنقرة حليفا استراتيجيا في
المنطقة، إلا أنه ومنذ تولي أردوغان مقاليد الحكم انقلبت الموازين، فقد عمد الرئيس
التركي إلى دعم الفلسطينيين الأمر الذي جعل من التحالف بين إسرائيل وتركيا
مستحيلا. في الآن ذاته، لا تزال أنقرة تعمل على الحفاظ على مصالحها الاقتصادية مع
تل أبيب.
وبينت الصحيفة أنه خلال فترة حكم أوباما، سعت
الولايات المتحدة إلى التخفيف من حدة التوتر بين البلدين ولكن المساعي الأمريكية
كللت بالفشل.
ويعزى ذلك إلى الاعتداءات التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل المساعدات إلى غزة. في ظل توتر العلاقات بين الدولتين، عمدت إسرائيل إلى إنشاء تحالفات مع البلدان السنية الرافضة لسياسة تركيا في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: توجيه تهمة التجسس لجنديين يونانيين اعتقلا على حدود تركيا
وأكدت الصحيفة أن الاستراتيجية الإقليمية لنتنياهو
قائمة على بناء سلسلة من التحالفات تمتد من بحر إيجة وصولا إلى الخليج العربي،
التي تشمل كلا من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية
المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن من العوامل المساهمة في ظهور هذه
التحالفات؛ صعود ترامب إلى السلطة، الأمر الذي ساهم في التقارب بين إسرائيل
والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى رغبة تل أبيب في إنشاء أنبوب غاز يربط
كلا من إسرائيل وقبرص واليونان، علاوة على ذلك، لم تعد القضية الفلسطينية محل
اهتمام العالم والقادة العرب على وجه الخصوص.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن مصر تعد حليفا مثاليا
لإسرائيل ويعزى ذلك إلى الهجمات التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على مواقع
تابعة للتنظيم الدولة في سيناء، إلى جانب الاتفاقية التي وقعتها مصر مع إسرائيل
والتي ستزود بموجبها تل أبيب القاهرة بالغاز الطبيعي، علما وأن هذه الاتفاقية كانت
لعقود من الزمن مستحيلة.
ناشونال إنترست: هل يتحول لبنان لقاعدة روسية جديدة؟
أوبزيرفر: لهذه الأسباب لن تندلع حرب بين إيران وإسرائيل
كريستيان مونيتور: تحذيرات من انفجار وشيك بغزة.. هذه أسبابه