قطعت زيارة وزير الخارجية المورتيانية إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرباط جمودا استمر سنوات في العلاقات بين الجارين، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة الذي دعا الجانبين إلى عدم السماح "للخصوم" أن يتحكموا في علاقات البلدين.
وأعلن وزير الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عقب مباحثات جمعتهما الخميس 20 أيلول/ سبتمبر الجاري بالرباط، أن العلاقة بين بلاده وموريتانيا "لم تكن ترقى إلى طموح البلدين، ولا يجب أن نترك للخصوم أن يتحكموا فيها".
وتابع بوريطة أن "العلاقة بين البلدين تعيش دينامكية جديدة، وهذه الزيارة كانت مناسبة للحديث بشكل صريح حول واقع العلاقات بين البلدين وكيفية تطويرها".
وكشف أنه "تم الاتفاق على عقد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال السنة المقبلة، خصوصا أنها لم تنعقد منذ 2013".
وأضاف أن "البلدين تحدوهما رغبة في ألا تبقى العلاقة بينهما في وضع استقرار (فقط)، بل يجب أن تتطور، وأن المباحثات تناولت تكثيف الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال والبرلمانيين للرفع من وتيرة العلاقة".
وفي 2016 كادت تصريحات أمين عام حزب الاستقلال (معارض) أن تسبب أزمة سياسية بين البلدين قبل أن تقوم الرباط باحتوائها عبر إرسال رئيس الحكومة إلى نواكشوط لملاقاة الرئيس.
اقر أ أيضا: المغرب يسعى لتهدئة موريتانيا ويرسل رئيس الحكومة إلى نواكشوط
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي تمتد زيارته للمغرب يومين يتلقي خلالها عددا من المسؤولين، أن زيارته "تبين أن العلاقة بين البلدين تعيش ديناميكية جديدة، تجسدت في تعيين سفيرين".
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد قالت إن "الزيارة تندرج في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات".
وأضافت أن الزيارة التي تستمر يومين "ستمكن من بحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية، وأن هذه الزيارة ستكون مناسبة للتنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل الظرفية الاستثنائية التي تجتازها المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا".
اقر أ أيضا: حزب موريتاني: تصريح شباط "صادم" ورد الحزب الحاكم "ساقط"
هذا وأعلنت الحكومة الموريتانية تشرين الأول/ أكتوبر 2017، اعتماد السفير المغربي الجديد في نواكشوط، حميد شبار، كما وعين الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، محمد الأمين ولد آبي، سفيرا لموريتانيا في الرباط.
وكان موضوع السفراء أحد أوجه الخلاف بين الرباط ونواكشوط خلال السنوات الماضية، حيث استمر شغور منصب السفير لسنوات، قبل أن ينتهي الخلاف حوله السنة الماضية.
وجاءت هذه الخطوة غير المتوقعة بعد سنوات من توتر غير معلن بين الدولتين الجارتين، خاصة بسبب الموقف من النزاع بين الرباط وجبهة "البوليساريو" على إقليم الصحراء.
وتشهد العلاقة بين الرباط ونواكشوط تباينا في مواقفهما من بعض القضايا الإقليمية، خصوصا فيما يتعلق بملف الصحراء، حيث تؤكد الحكومة الموريتانية أن موقفها من النزاع في الصحراء، موقف حيادي.
المغرب: إيران تدعم "البوليساريو" لتوسيع هيمنتها بأفريقيا
"الأعلى للحسابات" يحصي اختلالات عديدة بالمؤسسات المغربية