رفع تسعة سوريين، دعاوى قضائية ضد مسؤولين بارزين في نظام بشار الأسد في سوريا، وفق ما أكد مصدر لـ"عربي21"، كاشفا عن تفاصيل الأمر.
والسوريون التسعة من الناجين من الاعتقال في سوريا، وتقدموا في العاصمة السويدية ستوكهولم، بملف دعوى بحق 25 ضابطا في أجهزة أمن نظام بشار الأسد، ومسؤولين عن التعذيب والإخفاء القسري بأربعة أفرع أمنية في سوريا.
جاء ذلك وفق ما أكده رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، الذي يعد من الذين ساعدوا على رفع هذه القضايا ضد مسؤولي النظام.
اقرأ أيضا: "الأخبار": علي مملوك حلقة الاتصال بين دمشق والأوروبيين
وقال البني لـ"عربي21" إن الخطوة التي قام بها السوريون التسعة "أول خطوة حقيقية لتحقيق العدالة للسوريين"، موضحا أنها صدرت بجهود الشهود، وهم بانتظار مذكرات توقيف أخرى بحق "باقي المجرمين في سوريا"، وفق قوله.
وكشف البني أسماء أبرز المسؤولين الذين تم رفع الدعاوى ضدهم، وهم:
اللواء علي مملوك رئيس جهاز "الأمن الوطني" التابع للنظام السوري
ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار وقائد الفرقة الرابعة
اللواء جميل حسن رئيس المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد
اللواء محمد المحلا رئيس "شعبة المخابرات العسكرية"
اللواء ديب زيتونة رئيس شعبة الأمن السياسي، في المخابرات السورية
وأوضح البني أن هذه الدعاوى تأتي بعد جهود المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، والمركز السوري لحرية الإعلام، ومجموعة قيصر، و"بدعم من شركائنا الأوروبيين مثل المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان في برلين، ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية في السويد".
وقال إن "السويد لديها الصلاحية العالمية، ويتوجب أن تستعملها لملاحقة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية".
ومن بين السوريين التسعة، الناشط الصحفي منصور العمري، الذي اعتقل في شباط 2012، واستطاع عند الإفراج عنه، تهريب أسماء 82 معتقلا من أحد سجون “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام.
وعمل منصور داخل المعتقل، برفقة أربعة من زملائه، على توثيق أسماء المعتقلين الموجودين في الزنزانة، واتفقوا على إيصالها للعلن متى سنحت لهم الفرصة بذلك.
وقال في شهادته التي نقلتها وسائل الإعلام المختلفة: "عندما نادى الحراس باسمي لإطلاق سراحي بعد احتجازي لمدة تسعة أشهر، عانقني رفاقي وهمسوا بأذني: لا تنسنا".
وكان سبب اعتقاله على يد الشرطة العسكرية في عام 2012، على خلفية عمله في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، قبل أن ينقل إلى معتقل يتبع "الفرقة الرابعة" التي يديرها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار.
وأكد العمري توثيقه لانتهاكات النظام ومشاهدته لكثير من الحالات غير الإنسانية، وسينشرها في دعواه
في محاكم السويد.
اقرأ أيضا: علي مملوك يرفض المثول أمام محكمة لبنانية.. ويضع شرطا
وأكد: "لن نتوقف حتى يكون مستقبل سوريا خاليا منهم، ويكونوا خلف القضبان".
وقال: "ما نقوم به على صعيد ملاحقة المجرمين ضد الإنسانية ومرتكبي جرائم التعذيب والعنف الجنسي، نقصد به إرسال رسالة للمجرمين، ليس في سوريا فقط، بل في كل العالم، بأن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى، وأن الحصانة مهما كان نوعها لا تقف حائلا أمام الملاحقة بهذه الجرائم".
وعيد للنظام بمصر
وأضاف البني لـ"عربي21"، أنه لن تتوقف هذه الجهود في سوريا، وحدها، بل أوضح أن "ما حصل وما زال يحصل في مصر من تعذيب ممنهج سيكون جزءا من اهتمامنا القادم بمشاركة أصدقائنا من المصريين الأحرار وشركائنا الأوروبيين الرائعين".
وشدد على أنه "سنجمع الأدلة ونحضر الملفات، ولن يفلت مجرمو مصر من العقاب، كما أنهم لن يفلتوا في سوريا، ولا بأي مكان، ومهما حاول المجرمون أن يعطوا حصانة لأنفسهم فلن تنجح".
وختم بالقول: "الشعب السوري العظيم دفع ويدفع ثمنا هائلا لحماية ملايين البشر في كل الدكتاتوريات، من أمثال المجرم بشار الأسد وزمرته".
"فلسطينيو سوريا" تدعو للإفراج عن المعتقلين بسجون الأسد
منظمة دولية: مقتل 186 مدنيا شمال سوريا خلال الشهر الماضي
هل يسهم الاجتماع "الأممي" بتحريك ملف المعتقلين بسوريا؟