أثار مسلسل كوميدي سوري، سخطا واسعا، بعد تخصيصه حلقة للسخرية من ضحايا قصف النظام، ومن الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية، أو ما يعرف إعلاميا باسم "الخوذ البيضاء".
مسلسل "كونتاك"، عرض مشهدا لاختطاف مسلحين، حافلة تقل مدنيين، إلا أنه وبسبب عدم وجود أموال معهم، طُلب منهم تأدية خدمة للمسلحين مقابل إطلاق سراحهم.
وقام المسلحون باقتياد الرهائن إلى إحدى المناطق، لتمثيل دور ضحايا قصف النظام الكيماوي، بسخرية واضحة.
وقامت بهذا الدور، الممثلتين أمل عرفة، وغادة بشور، إضافة إلى العديد من الممثلين، على رأسهم، حسام تحسين بك، ومحمد حداقي.
وردت الممثلة سوسن ارشيد على حلقة "كونتاك"، قائلة إن من رضي بالقيام بهذه الأدوار، قبل على نفسه تبييض صفحة نظام مدان بارتكاب مجازر بحق الأطفال.
وقالت في صفحتها عبر "فيسبوك": "ما بستغرب من ممثلين مقضيين وقتهن عم يهرجوا لشركات الإنتاج، وللدولة، ويلي فوق ويلي تحت، ويلي بالنص، ليحصلوا على دور أو شبه دور إنّه يبيضوا صفحة النظام ويدعسوا على جثث الأطفال يلي ماتوا قدّام أهاليهون، وهنن عم يختنقوا من كيماوي قائدكون وجيشو وطيرانه".
وأوضحت ارشيد أن هؤلاء الممثلين لن يحلموا بالوصول إلى "هوليوود"، مضيفة: "كثير عليكن تمشوا وراسكن بالأرض، وفوقه البسطار للأبد للأبد".
وقال ناشطون إن النظام تقصد ترك مساحة للانتقاد في بعض الأمور الاقتصادية، والحياتية، من أجل التنفيس عن مؤيديه الذين باتوا يشعرون بالضيق والسأم.
وفي وقت لاحق، اعتذرت أمل عرفة، على طريقة عرض الحلقة، قائلة: "لو أننا كممثلين عرفنا كيف سيتم مونتاج هذه اللوحة وربط الأحداث ببعضها سيكون على هذا الشكل لكنا طالبنا بعدم عرضها من الأساس".
وأضافت: "أعتقد أنه كان من حق الألم السوري أن تحذف هذه اللوحة جملةً وتفصيلاً حفاظاً على مشاعر السوري أينما كان وكيفما كانت مواقفه".
ورغم ذلك، لم تنكر أمل عرفة أن المقصد من الحلقة كان تكذيب "الخوذ البيضاء"، وشيطنتها، مضيفة: "عندما صورت هذه اللوحة كان المقصود بها البعض ممن تلاعبو بتزييف حقائق.. وليس استهزاء من الموت أو من الفواجع التي ألمت بالكثير".
وخلال السنوات الماضية، سخّر النظام السوري الآلة الإعلامية ومن ضمنها نقابة الفنانين، لإنتاج مسلسلات تشيطن المعارضة، وتخونها، وتعطي انطباعا أنها من تقوم بقصف مناطق المدنيين.