قلل مراقبون للشأن السوري، تحدثت إليهم "عربي21"، من احتمالية اندلاع مواجهة في الجنوب السوري بين النظام وإيران من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، على خلفية قصف الأخير الذي استهدف فيه مواقع للنظام بريف القنيطرة، ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية، على منطقة جبل الشيخ.
وأشار المراقبون إلى وقوف إيران وراء القذائف التي استهدفت مواقع عسكرية للاحتلال قي منطقة الجولان المحتل، موضحين أن إيران تريد إيصال رسائل للجانب الإسرائيلي والأمريكي، واستعراض نقاط قوتها في سوريا.
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، إلى امتلاكه معلومات تشير إلى أن الرد الإسرائيلي لن يقتصر على الغارات الأخيرة التي شُنت على مواقع عسكرية للنظام في ريف القنيطرة الشرقي.
وأوضح لـ"عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي حذر من قبل النظام السوري، بالمسؤولية عن كل القذائف التي تخرج من الأراضي السورية باتجاه "إسرائيل".
وقال رحال، إن التحركات الإسرائيلية المقبلة لن تقتصر بالضرورة على أهداف إيرانية أو لحزب الله في سوريا، وإنما قد تمتد لتطال أهدافا عسكرية تابعة للنظام السوري.
وأضاف أن إسرائيل تراقب تطورات الموقف في الجنوب السوري، وتمدد إيران وحزب الله في المناطق القريبة من الحدود، وكذلك نشر إيران صواريخ في الجنوب السوري.
غير أن رحال استبعد في الوقت ذاته، أن ينزلق المشهد في الجنوب إلى مواجهة عسكرية، معتبرا أن إيران تحاول مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها، بالإشارة إلى امتلاكها القدرة على استهداف أمن الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضا : مقتل جندي سوري بقصف إسرائيلي على مطار التيفور بريف حمص
من جانبه، شكك الخبير العسكري، العقيد الركن عبدالله الأسعد، بجدوى الضربات التي يشنها العدو الإسرائيلي على مواقع عسكرية إيرانية في سوريا، وقال: "لم نشاهد تبعات أو نتائج للعشرات من الغارات الإسرائيلية التي نفذت سابقا".
وقال لـ"عربي21"، إن الغاية من كل هذه الضربات التي ينفذها العدو، هي إرغام إيران على الانسحاب من الجنوب السوري، تمهيدا لجعل الجنوب السوري حديقة آمنة مجاورة لإسرائيل، في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وبسؤاله عن الاعتبارات التي دفعت بالاحتلال الإسرائيلي إلى التركيز على القنيطرة، قال الأسعد، إن القطاع الجنوبي يشهد انتشارا لأكبر تشكيلات الأسد (الفيلق الأول بالكامل)، والتركيز عليها كونها تعتبر خط الجبهة الأول مع سوريا.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الضربات التي شنها الاحتلال أسفرت عن سقوط عشرة قتلى هم ثلاثة جنود وسبعة مقاتلين موالين من جنسيات غير سورية.
يذكر أن الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، قال في بيان نشره في صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، إن "الجيش قصف عددًا من الأهداف العسكرية داخل سوريا ردا على إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن باتجاه منطقة جبل الشيخ مساء السبت من داخل الأراضي السورية".
تقرير يدعو لدعم رفض الاعتراف الأمريكي بضم الجولان لإسرائيل
"مناورة روسية"وراء الدعوة لهدنة شمال سوريا.. المعارضة تشترط
الحويز بقبضة الأسد بحماة.. هذه مخاوف المعارضة من سقوطها