اتهمت أسرة أحد المعتقلين على ذمة القضية 123 جنايات عسكرية، السلطات المصرية بممارسة أكبر انتهاك لحقوق الإنسان في تاريخ مصر الحديث، بحق عشرات المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن العقرب 2 شديد الحراسة.
وحملت الأسرة، في حوار خاص لـ"عربي21"، التي طلبت عدم ذكر اسم ابنهم المعتقل على ذمة القضية، خوفا من التنكيل به داخل السجن، والبطش بهم؛ بتهمة التواصل مع وسائل إعلام أجنبية، السلطات المصرية مسؤولية سلامة نجلهم، وجميع المعتقلين على ذمة القضية.
وتواجه السلطات المصرية الإضراب غير المسبوق في سجن العقرب بالقاهرة لمئات المعتقلين على ذمة عدة قضايا من بينها 64 عسكرية لسنة 2017، و123 عسكرية لسنة 2017، بوحشية لا متناهية، أشبه بفتك الوحوش بفرائسهم في الغابات".
القضية 64 عسكرية لسنة 2017، التي تعرف إعلاميا بمحاولة اغتيال النائب العام المساعد، تضم 130 متهما، تم تعذيب 77 منهم في مقار أمن الدولة -وفق مركز بلادي للحقوق والحريات- وتم اتهام المعتقلين على ذمة القضية بالانضمام إلى ما يعرف بـ"حركة حسم"، واستهداف قتل ضباط الجيش والشرطة.
أما القضية 123 عسكرية لسنة 2017، فتضم 271 شخصا، وتعد من أكبر قضايا ما يسمى حركتي حسم ولواء الثورة، ويواجه فيها المعتقلون اتهامات بارتكاب جرائم بتكوين لجان نوعية مسلحة والانضمام لحركة حسم، وتنفيذ عدد من العمليات العدائية ضد الدولة، واغتيال النقيب إبراهيم عزازي شريف، والاشتراك في الهجوم على كمين أمني بمدينة نصر.
إدانات وتضامن
وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن "ما يتم بحق المعتقلين المصريين داخل سجن طرة شديد الحراسة 2 هو نهج متبع في كافة السجون المصرية، بهدف كسر إرادة المعتقلين ومضاعفة معاناتهم، لتتحول مقار الاحتجاز إلى مقاصل لإعدام المعتقلين بالبطيء".
وقالت في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه: "في انتهاك جديد يُضاف لسجل أجهزة الأمن المصرية ضد المعتقلين في مقار الاحتجاز وذويهم، قامت قوات الأمن بالاعتداء على أهالي المعتقلين في سجن طرة شديد الحراسة 2 الأربعاء الماضي أثناء تواجدهم خارج السجن انتظارا للسماح لهم بزيارة ذويهم".
ودشن نشطاء مصريون وسم #إضراب_العقرب2، للتضامن مع المعتقلين في سجن العقرب 2 سيئ السمعة، المضربين عن الطعام منذ وفاة الرئيس محمد مرسي، للاحتجاج على ظروف اعتقالهم، والمطالبة بتوفير أبسط حقوقهم.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: انتهاكات ضد المعتقلين بسجن طرة المصري تتصاعد
حياتهم في خطر
وأعربت الأسرة عن مخاوفها من استمرار إدارة السجن في الاعتداء على نجلهم ومئات المعتقلين الآخرين، كما أعربت عن قلقها الشديد على مصيرهم المجهول، قائلة: "لن نتحدث عن وضع نجلنا، ولكن عن كل المعتقلين، ونحذر من أن حياتهم في خطر".
ووصفت أحوالهم الجسدية والنفسية بأنهم "شبه أموات، ولا يمكن تصور حالتهم الصحية التي باتت في الحضيض في ظل صيف شديد الحرارة، ومعاملة غير آدمية، ما يجعل حياتهم على المحك، وتحت رحمة إدارة السجن الذي تحول لقطع من العذاب المهين".
وكشفت أن "الزيارات ممنوعة عن نجلهم وباقي المعتقلين منذ سنتين ونصف، وهم موزعون على سجني العقرب شديد 1 والعقرب شديد 2، وجميعهم تغيرت صورهم التي عرفناهم عليها، وبعضهم لم يعد أهله يتعرفون عليه من هول ما يعانيه".
ملابسات الإضراب
وبشأن ملابسات الإضراب، أوضحت أن "الإضراب بدأ منذ حوالي 40 يوما احتجاجا على ظروف اعتقالهم المهينة والمزرية، وللمطالبه بأبسط حقوقهم كسجناء؛ كفتح باب الزيارات، والانتقال إلى مكان آدمي، وتوفير العلاج، لا أكثر ولا أقل".
وكشفت الأسرة أن "إدارة السجن منعت عن نجلهم وجميع زملائه المضربين عن الطعام العلاج، والتعامل مع "الكانتين" لشراء أي طعام، وأطلقت عليهم غاز مسيل للدموع وخرطوش وعذبتهم بشدة من أجل إجباهم على وقف الإضراب".
وأضافت: "الشباب المستمرون في الإضراب باتوا هياكل عظمية، ويعيشون على المحاليل العلاجية من شدة البأس والتعب والنصب، ووجهوا للعالم رسالة استغاثة صرخوا فيها قائلين، "انقذونا قبل أن تفقدونا"، فمتى ننقذهم قبل أن نفقدهم".
واستهجنت موقف جميع الجهات الحكومية التي خاطبوها، قائلة: "تواصلنا مع جميع الجهات الحكومية المعنية بأزمة أبناءئا، وأرسلنا تلغرافات إلى النائب العام، وزارتي العدل والداخلية، ومجلس حقوق الإنسان، ولكن دون جدوى، ودون رد".
وانتقدت موقف المجتمع الدولي بالقول: "ما يثير غضبنا وسخطنا أن المجتمع الدولي يتجاهل الانتهاكات المروعة التي تحدث داخل سجن العقرب وباقي السجون المصرية بحق آلاف المعتقلين، وعلى الرغم من تنديد منظمات حقوقية وإنسانية بما يجري في سجن العقرب إلا أن العالم يغط في نوم عميق".
انتظار الموت
ولفتت الأسرة إلى أن "الكثير من الشباب باتوا ينتظرون بل يتمنون الموت من هول ما العذاب والتعذيب الذي يمارس بحقهم، والذي لا يخفف بل يزاد"، متهمة النظام بأنه "يحارب جيل من الشباب يحب وطنه، ويحفظ كتاب ربه، ويريد حقوقه".
وبشأن مطالبهم للسطات المصرية، قالت: "لا نريد إلا تطبيق اللوائح والقوانين، والسماح لنا بزيارتهم، ومساعدتهم، والوقوف إلى جانبهم، فهم ليسوا أقل من السجناء المجرمين على ذمة قضايا قتل واغتصاب يسمح لهم بممارسة كل حقوقهم".
وفيما يتعلق بمطالب المعتقلين، أضافت: "فتح باب الزيارة، ولقاء محاميهم، والسماح لهم بالتريض، والتعامل مع "الكانتين"، وعرضهم على الأطباء، وعلاجهم، وتوفير مياه نظيفة، ومكان آدمي للجلوس والنوم فيه بدلا من الاكتظاظ والازدحام".
وعن كيفية معرفة أخبار ذويهم، وأوضاعهم الصحية، ذكرت: "نعرفها من خلال الجلسات، والمحامين، ولا يسمح لجميع الأهالي بالحضور، بل يسمحون لعشرين أسرة من بين أكثر من مئتي أسرة حضور الجلسات في كل مرة، ولا يمكن التواصل معهم؛ لوضعهم في قفص زجاجي عازل للصوت، ولا توجد جلسات منذ أكثر من شهرين تقريبا".
السطات المصرية تحبس مؤسس صفحة "آسف يا ريس" الداعمة لمبارك
حذف 20 موقعا إخباريا في مصر بعد قرصنة "الأهرام"
صرخة لإنقاذ 9 من قادة المعارضة المصرية بسجن ملحق المزرعة