بعد حديث "الأعلى للدولة" عن تغييره.. هل ينتهي مستقبل السراج؟

رغم اللقاءات المتعددة التي يعقدها رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج مع مؤسسات وشخصيات سياسية وعسكرية، إلا أن هناك بعض الأنباء عن إعادة هيكلة وتشكيل حكومة مصغرة قريبا لن يكون "السراج" جزءا منها، وسط تساؤلات عن مستقبله السياسي.

وصرح أعضاء من المجلس الأعلى للدولة الليبي أن "المجلس يناقش الآن رؤية للخروج من الأزمة وأنها تشمل إعادة هيكلة المجلس الرئاسي الحالي وتشكيل حكومة مصغرة من المتوقع ألا يكون السراج موجودا فيها".

توافق "البرلمان والأعلى"
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب، إن "المجلس يناقش رؤية للخروج من الأزمة الحالية استنادا إلى المبادرة السابقة، وأن المرحلة السابقة كانت وصلت إلى إعادة هيكلة المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة مصغرة للفترة الانتقالية، والذهاب نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

وأوضح أن إعادة هيكلة المجلس الرئاسي قد لا تشمل أيا من أعضاء المجلس الحالي، إذا توافق مجلس النواب والأعلى للدولة على ذلك، وأنه سمع "السراج" شخصيا يؤكد أن وجوده مرهون بتوافق البرلمان والأعلى للدولة، وأنه حال التوافق على أي سيناريو آخر فإنه لن يمانع الانصياع لما توافقا عليه.

في حين أكد عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، أن "المجلس الرئاسي لم ينجح في إدارته للأزمة وإيجاد الحلول للعقبات التي تواجه ليبيا، وأن الأعلى للدولة يتفق أن السراج أخفق في مهمته، وأن أعضاء المجلس متوافقين حول إعادة تعديل المجلس الرئاسي وحصره في رئيس ونائبين"، وفق تصريحات صحفية.

والسؤال: هل سيتم الإطاحة بالسراج قريبا؟ وفي حال حدوثه من سيتفاوض مع "حفتر" حال العودة إلى العملية السياسية؟

خطوات مستفزة
من جهته، رأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "مجلس الدولة يريد إحياء المبادرة التي تحاور بخصوصها مع البرلمان قبل الحرب على طرابلس والمتعلقة بإعادة هيكلة الرئاسي من رئيس ونائبين فقط، وتشكيل حكومة منفصلة تهتم بالخدمات".

اقرأ أيضا: "السراج" في واشنطن.. بحث عن دعم أم ملاحقة لـ"حفتر" ؟

وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "إعادة إحياء هذه المبادرة في هذا التوقيت قد تؤدي إلى زعزعة الصف الداخلي الذي يواجه مشروع العسكرة، وأن الأفضل هو البحث عن حلول مبتكرة تراعي وحدة الصف والظرف الحالي بدل الانجرار وراء خطوات مستفزة قد تؤدي إلى فقدان الثقة"، وفق كلامه.

غطاء دولي
وقال المحلل السياسي الليبي، علي فيدان إن "خروج السراج من المشهد هو أمر سابق لأوانه لاسيما في هذه المرحلة التي تشتد فيها المعارك على الجبهات، وإن لم يتحصل هذا التعديل على الاعتراف الدولي فسيصبح خطوة في الفراغ، كون الموقف الدولي هو كل شيء في الأزمة الليبية".

وأضاف لـ"عربي21": "انتهاء مستقبل السراج من عدمه يحدده أداؤه وقدرته على التكيف مع الواقع، لكن المرحلة المقبلة ستحتاج إلى وجوه جديدة، والمطلوب تعديل حكومي خاصة للوزارات الضعيفة ومنها وزارة الخارجية وتعيين وزير دفاع"، حسب رأيه.

وبخصوص تأثير غياب "السراج" على التفاوض مع "حفتر"، قال فيدان: "التفاوض مع حفتر أيضا سابق لأوانه، بل سيُحكم عليه بالفشل كون الرجل لا يؤمن إلا بالحل العسكري والمعادلات الصفرية ولا يعرف طريقا للمشاركة مع الآخرين، وتجربته السابقة مع "الرئاسي" لا تشجع على التفاوض معه مرة أخرى"، كما قال.

قوة السراج
وبدوره قال المدون والناشط الليبي، أكرم الفزاني إن "تقليص أو تغيير المجلس الرئاسي لن يتم إلا بتعديل الاتفاق السياسي بالاتفاق بين الأعلى والنواب وهذا صعب بسبب الأوضاع العسكرية الحالية وكذلك انقسام البرلمان، ويبدو أن الاتجاه هو إظهار محاورون جدد الآن".

وأضاف الفزاني في تصريح لـ"عربي21": "أما بخصوص "السراج" فهو يقوم الآن بتثبيت أركانه والتسويق لنفسه عبر إجراء لقاءات مع النخب السياسية والعسكرية، وهو ما جعل شخصية الرجل تشهد حالة التفاف حولها، ما يؤكد امتلاكه للقوة والاستمرار في المشهد، وتغييره سيربك المشهد".

اقرأ أيضا: هل تنجح مبادرة "الأعلى للدولة" الليبي في استبعاد حفتر؟