التقت "عربي21"، خلال تغطيتها الميدانية لعملية "نبع السلام" في تل أبيض، قياديا بارزا في الجبهة الشامية، التي تعد رأس الحربة في المعارك التي أفضت إلى السيطرة على المدينة الحدودية المهمة.
ويعد هذا اللقاء حصريا والأول من
نوعه مع القائد الميداني غسان فروح ممثل الفيلق الثالث في مدينة تل أبيض وريفها،
وممثل الجبهة الشامية التي تقدمت المعارك في عملية نبع السلام داخل المدينة.
وتمكنت القوات التركية والجيش الوطني
السوري من السيطرة على مدينة تل أبيض في اليوم الخامس من عملية "نبع
السلام" التي انطلقت في التاسع من الشهر الجاري.
- في البداية عرفنا على الجبهة
الشامية، وما الهدف من تشكيلها العسكري؟
الهدف من تشكيل الجبهة الشامية،
تحرير الإنسان من الظلم والاستبداد، الذي كان يقوم به النظام الفاشي، نظام بشار
الأسد، الذي قتل الناس وظلمهم وشردهم.
والجبهة الشامية، امتداد للواء
التوحيد الذي شكل في 2012، لمواجهة الظلم والعصابات الأسدية، وهي جزء من الجيش
الوطني السوري، الذي يقاتل ضمن عملية نبع السلام شرق الفرات في الشمال السوري.
- ما هي طبيعة مشاركتكم في عملية
"نبع السلام" التركية؟
نحن نمثل جزءا كبيرا من الجيش الذي
شارك في معركة شرق الفرات، ومهامنا تقتصر على مدينة تل أبيض وريفها، وكنا رأس حربة
في هذه المعركة، بالمشاركة مع القوات التركية.
تم نقل قواتنا عبر الشريط الحدودي
إلى تل الأبيض، وبدأت المعركة وكنا بالمقدمة في الاشتباكات، وخلال أيام معدودة
قمنا بتحرير تل أبيض بالكامل، وعدد كبير من القرى المحيطة بها وبريفها.
ونشاطنا العسكري ظل مستمرا، حتى وجود
الهدنة التي تم الاتفاق عليها في سوتشي وقبلها الهدنة مع أمريكا، وننتظر نهاية
الهدنة حتى نستعيد جاهزيتنا.
- كيف تتعاملون مع حقيقة تواجد النظام
السوري بالقرب من تل أبيض؟
في حال تم خرق الاتفاقيات الدولية
بهذا الخصوص فنحن على جاهزية قصوى للتعامل مع الأمر، ونطمح إلى تحرير كافة مناطق
سوريا.
- كيف تتم إدارة مدينة تل أبيض بعد
السيطرة عليها وإخراج الوحدات الكردية منها؟
بعد تحرير كل منطقة من أجزاء سوريا،
نقوم بتفعيل المؤسسات والمفاصل الرئيسية فيها، وإعادة الخدمات من مشافي وأفران
ومستوصفات وخدمات أخرى، حتى نعيد الحياة الطبيعية إلى أهل هذه المناطق.
أتت الحكومة المؤقتة بوجود رئيسها
ووزير الإدارة المحلية، الأحد الماضي، وتم الإعلان رسميا عن تشكيل المجلس العسكري.
هذه الخطوة تعني إدارة الأهالي
لمدينتهم، والمجلس المحلي سيكون معنيا بمفاصل رئيسية بالمدينة إداريا وخدميا.
- ما الذي اختلف بعد دخول قوات نبع
السلام على تل أبيض وأهلها؟ وكيف استقبلكم الأهالي؟
كان الأهالي أمام حالة استبداد فكري
وعنصري وديني، وكان جميع الناس في المدينة يعيشون حالة من الاضطهاد في هذه
المناطق، وقمنا بتحريرها، وإعادة كرامتها.
واستقبل الأهالي قواتنا الجيش الوطني
السوري والقوات التركية، في وفرة عارمة من المشاعر التي لا توصف، مشاعر كبيرة
شهدناها.
كان يشاركنا من المقاتلين في تل أبيض
عدد كبير من أبناء المنطقة، ورأينا فرحة لا توصف من الأهالي عند لقائهم، بعد تحرير
المدينة وريفها.
- كيف تعاملون الأقليات في المدينة، لا
سيما أن هناك أكرادا وأرمن وتركمانا؟
الاضطهاد العنصري الذي كان موجودا في
السابق من "الفصائل الإرهابية" كان ظاهرا وعاما على الناس الموجودة هنا،
وكردة فعل طبيعية لإخوانا الأكراد في المنطقة هنا، فالتعامل حذر.
نحن نوجه رسائل حقيقة لأهلنا الأكراد
بالعودة إلى مناطقهم وإلى أهلهم، وديارهم، فهم جزء من السوريين في البلاد، ويعنينا
الأكراد والمسيحيين كما يعنينا كافة الشعب السوري في وطننا.
ونرجو أن يعودوا إلى ديارهم آمنين
مستقرين، وتل أبيض تستقبل أهلها من كل الأطياف، إن كانوا أكرادا أو مسيحيين وغيرهم،
وتل أبيض لهم جميعا.
ياسين أقطاي لـ"عربي21": تفاهم مصري-تركي في ليبيا (شاهد)
ياسين أقطاي لـ"عربي21": هذه حقيقة المصالحة بين مصر وتركيا
منظمة سورية: النازحون فقدوا الأمل ويعيشون حياة عوز كامل