أثارت زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى الحكومة الموازية في الشرق الليبي،
غير معترف بها دوليا، وهجومه على الاتفاقية التركية الليبية من هناك، بعض
التساؤلات والتكهنات حول إمكانية تشكيل اليونان مع حكومة "حفتر" أي
تهديد لاتفاقية التعاون بين "أنقرة وطرابلس".
وزار الوزير اليوناني، نيكوس دندياس، الأحد، شرق ليبيا، والتقى برئيس ما
يعرف بالحكومة المؤقتة، غير المعترف بها دوليا، وشن من هناك هجوما واسعا على حكومة
الوفاق ورئيسها، معتبرا إياها لا تملك حق التوقيع على الاتفاقية مع
"تركيا"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي سيقف بحزم تجاه هذه الاتفاقية".
تخوف من دعم تركي
وفي محاولة لمغازلة "حفتر" والحكومة المؤيدة له، اتهم "دندياس"
تركيا بدعم "الميليشيات" في طرابلس بالسلاح والطيران المسير بهدف إطالة
أمد الصراع في ليبيا، مشيرا إلى أن بلاده لا تنظر إلى ليبيا على أنها فرصة،
إنما تنظر إلى مصلحة الشعب الليبي.
اقرأ أيضا: وزير يوناني يزور بشكل مفاجئ حكومة بنغازي.. والوفاق تعلق
في حين، دعا رئيس ما يعرف بالحكومة المؤقتة، عبدالله الثني، خلال لقائه
بالمسؤول اليوناني، المجتمع الدولي بسحب اعترافهم بحكومة الوفاق، وصفا إياها بأنها
"تشكل خطرا على الليبيين وعلى دول الجوار وأنها تقوم ببيع ليبيا إلى
تركيا".
تواصل "غير مشروع"
في المقابل، رفضت حكومة الوفاق زيارة الدبلوماسي اليوناني إلى شرق ليبيا
ولقاء مجموعات غير معترف بها دوليا، مؤكدة أن "اليونان" بهذه الخطوة
خرقت كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية جميعها التي تقر أن
"الوفاق" هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي ينبغي التعامل معها".
ووصف بيان لوزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد سيالة، أن هذه الزيارة خرق
واضح للقرارات الدولية وأن التواصل مع الحكومة الموازية هو تواصل مرفوض وغير مشروع".
تحالف ضعيف
وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "حالة الغضب من قبل حكومة
الوفاق طبيعية ومبررة كون ما فعلته الخارجية اليونانية يشكل خرقا لقرارات مجلس
الأمن وتحد سافر للحكومة "الشرعية" في ليبيا والمعترف بها من قبل
المجتمع الدولي والمنظمات الدولية".
وفي حديثه لـ"عربي21" وصف ما حدث بـ"تحالف الفشلة"،
مضيفا: "اليونان دولة ضعيفة وفاشلة اقتصاديا وهي تتحالف مع ما تسمى حكومة مؤقتة
وهي بالأساس حكومة ميتة".
وقال: "هذا التقارب لا يشكل شيئا لدى حكومة الوفاق أو تركيا، لكن
"الوفاق" قلقة أكثر من اعتراض دول أخرى قد تشكل تهديدا أو تدعم بشكل
مباشر الجنرال "حفتر" في عدوانه على طرابلس"
ضغط وتحكيم دولي
لكن المحلل السياسي من الشرق الليبي، عيسى رشوان، توقع أن "تشكل دولة اليونان
مع البرلمان الليبي المعترف به دوليا ورقة ضغط سياسية أمام القضاء الدولي في حال
لجأ الأطراف إلى التحكيم الدولي بنفي صفة الشرعية عن موقعي الاتفاقية
الأخيرة".
اقرأ أيضا: اليونان وإسرائيل وقبرص توقع الشهر المقبل اتفاق إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز
وأشار في تعليقه لـ"عربي21" إلى أن "الأمر سيكون بمثابة
توثيق وتحديد موقف مجلس النواب الليبي من الاتفاقية، لتقوم اليونان بعد ذلك بنقل
هذا الموقف إلى الاتحاد الأوروبي وإلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن إن لزم
الأمر".
تحرك حكومي
الصحفية الليبية، وداد الدويني، أكدت أن "الوفاق حتى لو اختلفنا معها
إلا أنها لا تزال الحكومة المعترف بها دوليا والاتحاد الأوروبي أحد المنظمات
الدولية المعترفة بهذه الحكومة، وبما أن جزيرة اليونان جزء من هذا الاتحاد فما
فعلته بزيارة وزير خارجيتها لحكومة غير معترف بها يعد تصرفا غير قانونيا أو
شرعيا".
وأشارت إلى أن "وزير خارجية اليونان لن يتحصل على أي شيء أو اتفاقات
من تواصله وزياراته للحكومة الموالية لحفتر في الشرق الليبي، وكل ما سيقدموه له
مجرد وعود وحبر على ورق لن يخرج أبدا للواقع الذي لا يردون الاعتراف به".
وختمت "إن لم تحترم اليونان المواثيق الدولية فمن حق الوفاق أن
تقاضيها دوليا على تواصلها مع عصابات داخل ليبيا لإبرام العقود والتدخل في شؤون
البلاد".
"حفتر" يهدد مصراتة.. هل يستطيع مواجهة ثقلها العسكري؟
بعد اتفاقية مع اليونان.. هل يستطيع حفتر فعلا مواجهة تركيا بحرا؟
ما مدى نجاح اليونان في عرقلة الاتفاق التركي الليبي؟