الاستراتيجية الصينية المتبعة ضد الإيغور حولت الأقلية المسلمة في (إقليم شينجيانغ) تركستان الشرقية من جسر للسلام بين الصين والعالم العربي والإسلامي إلى أكبر عقبة في طريق تطوير العلاقة بين الصين والعالم الإسلامي مستقبلا؛ فبوابة الصين للعالم تمر بالعالم العربي والإسلامي عبر مشروعها الكبير (حزام واحد طريق واحد).
الصين تتناقض مع مشاريعها
الإيغور وعلى نحو غير متوقع، تحولوا إلى ملف إنساني يفوق في أهميته ملف تايوان وهونغ كونغ والتبت؛ رافعا بذلك جدارا عاليا يفوق في منعته سور الصين العظيم، الذي عزل الصين عن عالمها الخارجي لقرون طويلة.
فالسياسة الصينية تتناقض مع مشاريعها الاقتصادية الصينية الطموحة، وعلى رأسها مشروع (حزام واحد طريق واحد) الذي يمر في العالم العربي والإسلامي؛ سواء عبر البر أو البحر؛ مرورا بآسيا الوسطى ودولها الإسلامية؛ وأفغانستان والباكستان وإيران وتركيا وموانئها، وصولا إلى الخليج العربي والعراق؛ لينتهي بشواطئ المتوسط والقارة الأوروبية وشمال أفريقيا عبر البحر الأحمر ومضائقه أو عبر الخليج العربي والبحر المتوسط.
الصين جعلت من ملف الإيغور المسلمين في (شينجيانغ) تركستان الشرقية ثغرة قاتلة في استراتيجيتها تجاه العالم العربي والإسلامي
قضية رأي عام
المشروع الجيوسياسي الصيني بأبعاده الجيوستراتيجية بات مهددا وعرضة للتفكك والانهيار؛ فقضية الإيغور تتحول يوما بعد الآخر إلى قضية رأي عام عربي وإسلامي وعالمي؛ قضية باتت قادرة على تقويض السياسة الاقتصادية والتجارية للصين ومشاريعها الكبرى في ظل تربص أمريكي وترقب أوروبي.
اختارت القيادة الصينية وعلى نحو خاطئ التعامل مع الأقلية المسلمة من مدخل الإرهاب والإسلاموفوبيا؛ وهو ما كشف عنه الكتاب الأبيض الصيني الذي تحدث عن محاربة الإرهاب ومكافحته وربطه بالمسلمين بشكل أساسي؛ استراتيجية تعكس ضعفا كبيرا في الخبرة والمعرفة الصينية بالعالم الإسلامي والعربي بل وبالقارة الأفريقية؛ إذ وضعت الصين مزيدا من الحواجز النفسية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية التي تعزلها عن العالم، ومن ضمنها العالم العربي والإسلامي .
قضية الإيغور تتحول يوما بعد الآخر إلى قضية رأي عام عربي وإسلامي وعالمي؛ قضية باتت قادرة على تقويض السياسة الاقتصادية والتجارية للصين ومشاريعها الكبرى في ظل تربص أمريكي وترقب أوروبي
الصعود الصيني.. هل تهيّأ العرب لما بعد كورونا؟
ما بعد مقتل سليماني.. نذر مواجهة لن تقع!!
التهجم على تركيا.. نقد سياسي أم ماذا؟