أكد زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي المصري السابق،
أيمن نور، أن مجموعة العمل الوطني المصرية تهدف إلى "تجنيب
البلاد الانزلاق نحو الفوضى التي يمكن أن تنشب فيما لو لم يرحل رئيس الانقلاب
عبدالفتاح السيسي عن السلطة، وهذا ما دفعنا إلى وضع وثيقة أجمعت عليها العديد من
الشخصيات السياسية في الشهر الماضي، نعرض من خلالها رؤيتنا المشتركة لفترة ما بعد
الدكتاتورية، بما في ذلك المرحلة الانتقالية".
وكشف نور، في مقال له نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، وترجمته
"عربي21"، أنه "يجري حاليا صياغة مشروع
وطني شامل وتعاوني لمرحلة ما بعد عبدالفتاح السيسي، للإجابة على الأسئلة الملحة
حول الاقتصاد، وإعادة تشكيل مؤسسات الدولة، وتقييد دور الجيش".
ولفت نور إلى أن "المعارضة المصرية بذلت جهودا
مضنية خلال الشهور الفائتة للتوصل إلى إجماع حول شكل مرحلة ما بعد السيسي"،
مؤكدا أن "قيم الربيع العربي تُشكل الأساس الذي يقوم عليه إطار تلك المرحلة،
وهو إطار من شأنه أن يتيح لجميع الكيانات السياسية فرصة التعايش".
وتابعت: "تلك هي الروح التي دعت الشهر الماضي إلى
تأسيس مجموعة العمل الوطني المصرية على يد عناصر مهمة داخل المعارضة المصرية. رغم
أننا ننحدر من خلفيات متنوعة، إلا أننا نحينا الاختلافات جانبا لنشكل هذه المجموعة
غير المسبوقة، التي أتشرف بأن أكون الناطق الرسمي باسمها".
وأردف: "ليس مهما ما إذا كنا وسطيين أو ليبراليين
أو يساريين أو إسلاميين مقارنة بالقيم التي توحدنا، ألا وهي: الديمقراطية، الكرامة
الإنسانية، العدالة، المساواة، الحرية. فبعد ست سنوات من حكم السيسي البشع، لم
يفارق الربيع العربي أبدا أذهاننا، بل لقد نضج فيها، وبتنا أكثر عزما وتصميما من
أي وقت مضى".
اقرأ أيضا: خيار مصر واضح جلي: إما الديمقراطية أو الفوضى تحت قيادة السيسي
وأضاف المرشح الرئاسي الأسبق أن "الجميع سوف يستفيدون
من التحول الديمقراطي الحقيقي، وخاصة إذا ما قورن ذلك بالفوضى التي ستعم لو استمر
السيسي في الحكم"، مشدّدا على أن "مصر - بعد تسعة أعوام من ثورة يناير- أضحت
واحدة من أشد الأنظمة قمعا في العالم، وبلغ السخط الشعبي نقطة التحول، كما أثبتت
الاحتجاجات الأخيرة".
وأكمل: "على الرغم من حالة القمع، خرج آلاف
المصريين في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي إلى الشوارع في طول البلاد وعرضها، وذلك بعد
بث سلسلة من مقاطع الفيديو التي كشفت عن حجم الفساد في رأس النظام، بما في ذلك في
داخل الجيش الذي لطالما كَنَّ له الناس عظيم التقدير والاحترام".
ولفت إلى أن "الاحتجاجات الأخيرة كشفت عن
مدى ضعف وخوف نظام السيسي في واقع الأمر، ولم تزد إجراءات القمع الشديد، بما في
ذلك الاعتقالات التعسفية التي طالت ما يزيد عن أربعة آلاف شخص، الجماهير إلا سخطا".
وقال: "لدينا الآن المكونات المطلوبة كافة لانطلاق
انتفاضة جديدة. فالفقر في تزايد، وبات ستة من كل عشرة مصريين إما في حالة من الفقر
المدقع أو على حافته، وذلك طبقا لما ورد في تقارير البنك الدولي. في تلك الأثناء،
أضحى الكمد وفساد الذمم الآليات الوحيدة للحكم، في ظل هيمنة الجيش على جزء كبير من
اقتصاد البلاد".
وتابع: "كما تواجه مصر كذلك تهديدين وجوديين آخرين
من البلدان المجاورة. ففي ليبيا، تحولت القوات المسلحة المصرية إلى عصابات من
المرتزقة المارقين، مهمتهم إسناد مجموعة من المتمردين الذين يحاربون الحكومة
المعترف بها دوليا. وها هي الحرب بالوكالة هناك تتفاقم، حتى باتت مصدر خطر كبير
على حدودنا الغربية".
كما نوّه إلى أن "سد النهضة الإثيوبي يُهدد حياة
ملايين المصريين الذين يعتمدون على نهر النيل للحصول على ما يحتاجونه من مياه.
وعلى الرغم من أن السيسي كان قد تخلى عن حقوق مصر السيادية في مياه النيل في عام
2015، إلا أنه يعيش الآن في حالة من الخوف والهلع، حتى إنه هدد أوروبا بالتوقف عن
الإجراءات التي تحد من انسياب المهاجرين القادمين من بلاد ما دون الصحراء، مع أنه
يتوجب الآن على الأوروبيين التفكير بشكل جدي بشأن ما الذي يمكن أن يقدم عليه مائة
مليون مصري فيما لو فشلت دولتهم".
واستطرد قائلا: "من المخيب للآمال أن نرى رئيس
وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، يفرش السجاد الأحمر هذا الأسبوع لاستقبال الرئيس
المصري عبدالفتاح السيسي في قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية"، منوها إلى "إضفاء مثل ذلك الشرف على السيسي خطيئة من الناحية الأخلاقية، وعبثا
من الناحية الاستراتيجية، خاصة أن القمع بلغ مستويات غير مسبوقة في مصر".
وأضاف نور: "ليس لدى أي شك في أن السيسي وزمرته سوف
يسقطون، ولذلك المآل المحتوم نحن نعد أنفسنا في المعارضة. لم ينته الربيع العربي.
إلا أن ما ليس معروفا على وجه اليقين هو كم ستستغرق البلدان الغربية حتى تدرك كم
كانت قصيرة النظر حين خذلت الشعب المصري".
وشدّد على أن "سياسات السيسي لم ينجم عنها إلا
مزيد من عدم الاستقرار، ومزيد من الدعم للتطرف في المنطقة"، مضيفا: "قد تكون التكاليف أكبر بكثير من الموارد التي تولدها عقود بيع السلاح. لسوف
يستفيد الجميع من التحول الديمقراطي الحقيقي، وخاصة إذا ما قورن ذلك بالفوضى التي
ستعم لو استمر السيسي في الحكم".
في ذكرى يناير.. لماذا اختفى صوت معارضة الداخل بمصر؟
"العمل الوطني" تعلن دعمها لكل أشكال الحراك الثوري بمصر
التحالف الوطني بمصر: نثمن كل دعوات التغيير لإسقاط الانقلاب