وجّه رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
المصري (حكومي)، مكرم محمد أحمد، انتقادات حادة لغياب الحريات الإعلامية والصحفية
في مصر، مؤكدا أن حرية الرأي والتعبير منقوصة في البلاد في ظل ما وصفه بتكميم الأفواه،
وإخافة الناس من قول رأيها بحرية.
وأكد مكرم، في تصريحات إعلامية على إحدى
القنوات المحلية، مساء الأحد، أن "حرية الرأي منقوصة في مصر، ونحتاج إلى قدر
أكبر من حرية الرأي والتعبير والتفكير، والصحفيون لابد أن يأخذوا زمام المبادرة وأن
يكتسبوا أرضا جديدة، وأن ينتزعوا حريتهم"، كاشفا عن منع أحد مقالاته من
النشر في صحيفة الأهرام مرة واحدة.
وشدّد على أن "الصحافة يلزمها قدرا من
حرية التفكير والإبداع، دون وجود تكميم للأفواه، ودون تخويف الناس من أن تقول
رأيها"، وهنا تساءل مُقدم البرنامج أحمد موسى الذي استغرب التصريحات:
"هل لدينا تخويف للناس هنا؟"، ليجيب عليه مكرم: "ليس لدينا تخويف
بالعصا، بل هناك تخويف بأشياء أخرى".
وقال: "عندما نتحدث عن الصحافة لابد
أن تكون هناك حرية، ويجب أن تتسع هذه الحرية لأن تقول رأيك، والصحفيون المصريون على
قدر المسؤولية وأصحاب تجارب طويلة ويعرفون أصول المهنة وضوابطها الذاتية"،
مشدّدا على أن "حرية الرأي والتعبير لابد أن تتوافر لكل من يمارس هذه المهنة،
ولابد أن نثق في القائمين على مهنة الصحافة لأنهم ليسوا أعداء".
وحول أسباب تراجع الصحافة في مصر، أرجع
مكرم الأمر إلى أن "كل شخص يتصور أن المهمة الوحيدة لصحيفته هي الترويج
للرئيس السيسي، وليس حتى الترويج لفكر الرئيس، بل شخصه فقط، وبالتالي فهو يخرج
لهذا السبب فقط، وعندما يكون هدفك شخص يختلف الأمر تماما عندما يكون هدفك
القراء"، مشيرا إلى أن السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن الإعلام وليس المجلس الأعلى
للإعلام الذي يترأسه، ومؤكدا أن رسالتهم الإعلامية غير صالحة الآن.
اقرأ أيضا: "مراسلون بلا حدود" تدعو للإفراج عن 3 صحفيين معتقلين بمصر
كما اعترف مكرم، الذي دافع كثيرا عن
سياسيات وممارسات النظام، بعدم وجود معارضة في مصر، إلا أنه قال: "ليست هناك
معارضة، إلا أنه يمكنك أن تُعارض، وعدم وجود معارضة منظمة، وهذا أمر غير جيد"،
متسائلا: "كم مقالا دفع الناس لتنظيم مظاهرة في الشارع حاليا؟".
وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنه
لا يوجد في مصر نقاش أو اختلاف في الآراء، لأنه ليس هناك هامش للحرية، مضيفا:
"العلانية شيء مهم، ولا ينبغي الخوف من ذلك، وحرية الرأي والتعبير أمر مهم جدا،
وتحمي البلد من التوجه الواحد وصلابة الرأي الواحد".
واعترف أن النظام لا يستجيب لأي دعوة لتخفيف
الوضع السياسي والأمني، وأنه لا يريد أي حرية للصحافة، وأن اختيار القيادات الإعلامية
لا يتم نتيجة الخبرة والكفاءة، وإنما لحسابات أخرى منها العلاقات العامة.
يُذكر أن مصر تقبع في المرتبة 163 (من أصل
180 بلدا) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته "مراسلون بلا حدود"
العام الماضي.
النظام المصري ينكل بنجل مرسي السجين منذ 3 سنوات
القضاء المصري يحكم بسجن المقاول محمد علي 3 سنوات
"مراسلون بلا حدود" تدعو للإفراج عن 3 صحفيين معتقلين بمصر