يعرب أمريكيون من أصول كوبية عن عزمهم التصويت ضد السيناتور المخضرم، بيرني ساندرز، في سعيه للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، المقررة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ويتركز تواجد الكوبيين في فلوريدا، وهم يأملون بأن يتسبب ضعف نتائج ساندرز، الذي يتبنى أفكارا توصف بأنها "يسارية"، في دفعه إلى الاستسلام وإسقاط ترشحه، قبل إجراء الاقتراع التمهيدي في ولايتهم، الثلاثاء، بحسب ما هو مجدول.
وتقليديا، يؤيد الكوبيون في الولايات المتحدة الجمهوريين، لرفضهم النظام الاشتراكي الذي قاده فيدل كاسترو في بلادهم، ودفعهم لمغادرتها، فيما يؤيد الديمقراطيين منهم اليوم المرشح المحسوب على مؤسسة الحزب التقليدية "جو بايدن"، الذي كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما.
ورغم تمكن ساندرز من حصد أصوات الكثيرين من ذوي الأصول اللاتينية في ولايات أخرى، لرضاهم عن توجهاته نحو المساواة والهجرة والرعاية الصحية وغيرها، إلا أن آخرين، ولا سيما ممن اصطدموا بأنظمة اشتراكية، يرون فيه "خطرا".
ولم يساعد ساندرز في إقناعهم بعكس ذلك عندما أظهر تحفظه عن وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـ"ديكتاتوري" أو عندما أشاد ببرنامج فيدل كاسترو لمحو الأمية الشهر الفائت في مقابلة تلفزيونية.
ويوضح المستشار في الاستراتيجية السياسية فيرنان أماندي لمجلة "بوليتيكو" "في كل مرة يفتح فيها بيرني (ساندرز) فمه ويعيد تأكيد أنه اشتراكي، يعطي إلى بايدن في فلوريدا مزيدا من الناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية".
خسارة قاسية
وبحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، يمكن أن يفوز جو بايدن على خصمه في هذه الولاية بفارق 30 أو 40 نقطة.
وهذه التوقعات قاسية جداً بالنسبة إلى بيرني ساندرز، الذي يحتاج إلى قسم كبير من 248 مندوبا في فلوريدا، إذ إنه بعد سلسلة من الهزائم، لديه 150 مندوباً أقل من جو بايدن. ويحتاج كل مرشّح للانتخابات التمهيدية إلى 1991 مندوباً للفوز بالترشح النهائي لحزبه. وقد تتسبب هزيمة ساندرز في فلوريدا بتبديد آماله نهائيا بالوصول إلى البيت الأبيض.
اقرأ أيضا: بايدن يواصل التقدم بانتخابات أمريكا.. وحسابات ساندرز تتعقد
وأقر ساندرز السيناتور المنتخب عن ولاية فيرماونت، في خطابه الأربعاء، بأنه فشل في إثبات أنه المرشح الأفضل في مواجهة دونالد ترامب، مشيرا إلى الدافع الأساسي للناخبين الديموقراطيين هو انتخاب الشخص القادر على هزيمة الملياردير الجمهوري.
وولا يزال صدى خطابه المؤيد للهجرة يتردد لدى الناخبين الديموقراطيين في ولايات أخرى وخصوصا لدى المتحدرين من أميركا اللاتينية الذين يبدو أنهم يعارضونه.
ويقول المحلل السياسي المحافظ جيانكارلو سوبو لفراس برس إن "الناخب المتحدر من أميركا اللاتينية في فلوريدا يعرف جيداً التطرف الاشتراكي في أميركا اللاتينية ويرى بوضوح في بيرني ساندرز مرشحا يفضل هذه الأنظمة اليسارية المتطرفة، وهو أمر لا يتوافق إطلاقا مع قيمه".
"لا خوف من هذه الكلمة"
في المقابل فإن بعضا من أبناء الجيل الجديد في فلوريدا يؤيدون "بيرني"، ولا سيما خططه بشأن النظامين الصحي والتعليمي.
وعلى عكس كثير من الكوبيين الأوائل، فإن كلمة "اشتراكية" لا تخيف قطاعا من الشبان، الذي يشاطرون أقرانهم من بقية الشرائح دعم الأفكار الثورية على أنظمة يرونها غير عادلة، بل يذهب بعضهم حد القول بأنه يتم استخدام "الخوف والترهيب ليقولوا لنا إنه ليس بإمكاننا التصويت لهذا المرشح".
وفي جميع الأحوال، فإنه لن يكون لدى مرشح الحزب الديموقراطي المستقبلي للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر إلا حظوظا قليلة للتغلب على الرئيس الجمهوري في فلوريدا، بحسب عدة استطلاعات رأي، وهي ولاية أساسية للفوز في السباق إلى البيت الأبيض.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته شبكة "تيليموندو" الأميركية الناطقة بالإسبانية، فإن أكثر من 70% من الناخبين المتحدرين من كوبا يفضلون الرئيس الأميركي الحالي على المرشحين الديموقراطيين، ولا سيما ساندرز.
هل "تتآمر" مؤسسة الحزب الديمقراطي الأمريكي ضد ساندرز؟
"الثلاثاء الكبير" في أمريكا.. من سيفوز فيه؟ (إنفوغراف)
فوز المحافظين بإيران قد يضعهم بواجهة التفاوض مع أمريكا