قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مصر إن المعتقل مصطفي
الجبروني توفي داخل محبسه بسجن طرة بالقاهرة قبل أيام دون إخطار أسرته لاستلام
الجثمان، والقيام بإجراءات الدفن.
وذكرت، في بيان لها على حسابها بموقع "فيسبوك"، أن الجبروني محبوس
احتياطيا منذ 10 أيار/ مايو 2020 على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة
عليا، مشيرة إلى أنه "تم نقله منذ عدة أيام من مقر احتجازه بمدينة دمنهور (بمحافظة
البحيرة) إلى سجن طرة بالقاهرة دون إخطار محاميه أو أسرته".
ولفتت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى أن شقيق الجبروني قام الاثنين،
بالتوجه لزيارته وللسؤال عن مكان احتجازه بسجن طرة، وتم إخباره أنه متوفى من يوم
10 آب/ أغسطس بمستشفى السجن، وأنه في مشرحة زينهم الآن".
اقرأ أيضا: مصر.. حملة حقوقية: تفاصيل "خطيرة" في وفاة عصام العريان
وفي ذات السياق،
أكدت مصادر للجبهة المصرية (منظمة مجتمع مدني مستقلة)، أن "سبب وفاة الشاب
الجبروني (34 عام- سائق تاكسي) كانت بسبب تعرضه لـ (الصعق الكهربائي) داخل مكان
احتجازه في سجن طرة، وفقا لتقرير السجن. وذلك بعد نقله دون إخطار ذويه من معسكر
الأمن بدمنهور إلى سجن طرة، والتي لم يتم إبلاغها أيضا من قبل السجن بخبر وفاته حتى
معرفتها مصادفة أثناء سؤال أسرته عنه في السجن".
وأضافت، في بيان
لها،: "وفقا لرواية السجن، فإن مصطفي تعرض للصعق الكهربائي في زنزانته في سجن
طرة إثر لمس يديه المُبللة مُسخن المياه الكهربائي (الكاتيل)، وبعدها تم نقله
لمستشفى السجن، والتي قامت بعد التأكد من وفاته بإرسال جثته إلي مشرحة زينهم.
والتي قامت بتشريح الجثة لكن لم تحدد بعد سبب الوفاة".
واستطردت قائلة:
"وفقا لمحامين أكدوا للجبهة المصرية، فسيتم إرسال تقرير الطب الشرعي فور
تحديد السبب لنيابة المعادي، محل دائرة سجن طرة، لإرفاقه مع تقرير السجن بمحضر الوفاة
هناك، حيث من المفترض وفقا للمحامين أن تقوم النيابة بالتحقيق في هذه الوفاة".
وحول ظروف قضيته
وملابسات القبض والتحقيق معه؛ فقد ظهر مصطفي لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة
للتحقيق معه على ذمة القضية 558 لسنة 2020 أمن دولة (المحبوس عليها عدد من النشطاء
والمحامين والصحفيين على خلفية اتهامات تتعلق بفيروس كورونا)، حيث وجهت النيابة
اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإساءة استغلال وسائل التواصل
الاجتماعي.
وأشارت الجبهة
المصرية إلى أن "مصطفي كان قد تم إخفاءه قسريا لمدة شهر على الأقل بعد إلقاء القبض
عليه، وتم التحقيق معه لأول مرة دون حضور محام".
من جهته، قال الكاتب الصحفي قطب العربي، إن "وزارة الداخلية لم تعلن وفاة
الجبروني، وهو أحد قيادات حركة 6 أبريل في محافظة البحيرة، وإن شقيقه عرف نبأ
الوفاة حين كان في زيارته إلى سجن طرة، الاثنين، حيث أبلغته إدارة السجن بأنه متوفى منذ يوم 10 آب/ أغسطس، أي قبل عصام العريان بثلاثة أيام فقط. رحم الله الفقيدين،
وكل شهداء السجون".
وأضاف، في تدوينة له على "فيسبوك": "الآن ينتقل النظام
إلى مستوى جديد من الحقارة في التعامل مع السجناء من كل التيارات، حيث لا يقوم
بعلاجهم، ويرفض علاجهم على نفقاتهم الخاصة، ويصر على استمرار اعتقال المرضى حتى
يلفظوا أنفاسهم الأخيرة في السجون، والجديد أنه لا يبلغ ذويهم بوفاتهم ويقوم
بدفنهم دون حضور الأهالي".
واستطرد العربي قائلا: "الأمر يحتاج إلى نفرة عامة من كل التيارات
والكيانات لإنقاذ السجناء، لم يعد هناك مجال للسفسطات والمماحكات السياسية، فليتحد
الجميع خلف هذا الهدف لينقذوا ما يمكن إنقاذه".
يُذكر
أن السجون المصرية شهدت 3 حالات للوفاة خلال أقل من أسبوع، وذلك بعد وفاة القيادي الإخواني عصام العريان
بسجن العقرب شديد الحراسة 1، والمعتقل محمد سعد أنور بسجن طرة تحقيق، ومصطفى الجبروني
بسجن طرة.
منظمة حقوقية: 331 حالة إصابة بكورونا داخل سجون مصر
تقرير حقوقي يرصد ظاهرة "تدوير الاعتقال" بمصر خلال شهرين
المصري المعتدى عليه بالكويت: لن أتنازل عن حقي (شاهد)