لا تخفي دولة الاحتلال استهدافها العلني لمرافق البنية التحتية السورية بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة، وآخرها مطار حلب الذي هاجمته الطائرات الإسرائيلية مرتين خلال أسبوع واحد، حتى أصبح معطّلا بأكمله.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، بصدور ردود فعل لافتة في الساحتين السياسية والحزبية، لاسيما عن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست رام بن باراك، نائب رئيس الموساد الأسبق، الذي أشار إلى أن "هذه الهجمات المتلاحقة ضد مطاري دمشق وحلب على التوالي تحمل رسائل موجهة مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح أن استمرار الاستهدافات في الأراضي السورية، يعني عدم تمكين بعض الطائرات من الهبوط في هذه المطارات، الأمر الذي يعني تضرر قدرة حركة الطيران الجوي الدولية لسوريا.
وأضاف باراك في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمتها "عربي21"، أن "الاستراتيجية الإسرائيلية تتلخص في إحباط المحاولة الإيرانية لبناء مليشيات مسلحة من حولها مزودة بأسلحة دقيقة".
اقرأ أيضا: صور أقمار صناعية للأضرار بمطار حلب بعد غارات الاحتلال
وأضاف أن "الهجمات الأخيرة تأتي لكبح جماح هذه الخطة الإيرانية التي تحاول طهران تنفيذها منذ سنوات عديدة، حين قادها قاسم سليماني في ذلك الوقت، وقد وضعنا لأنفسنا هدف إفشالها، وفي الوقت ذاته تنبيه السوريين والأسد أن انحيازهم لتنفيذ هذه الخطة من المحتمل أن يضر بهم أيضا".
أما الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، فقد أكد أن "مهاجمة مطار حلب، وقبله مطار دمشق، وقبلهما ميناءي اللاذقية وطرطوس، يأتي لمنع شيئين من التحقق في سوريا: أولهما عدم تمركز القوات الإيرانية في سوريا، وثانيهما منع نقل أسلحة متطورة مضادة للصواريخ تعد حاسمة لدقة قذائف حزب الله".
وقال: "طالما أننا منعنا إيران وحزب الله من التمركز في هضبة الجولان بسبب كثافة العمليات التي نفذناها هناك، فإننا ماضون في الطريقة ذاتها، ولو بالاتفاق مع الروس لعدم السماح للإيرانيين بالدخول هناك".
وأضاف أن "الهجمات المتصاعدة على سوريا في الآونة الأخيرة تحيط بها جملة محاذير أساسية، أولها عدم الإضرار بعلاقاتنا مع الروس، وثانيها عدم تصاعد الموقف إلى مواجهة عسكرية، وثالثها عدم تضرر طائراتها، لذا فإن من الأفضل أحيانا مهاجمة مدرج المطارات حتى لا تهبط الطائرات، وليس مهاجمة الطائرات ذاتها، لأننا حينها سنكون أمام تصعيد دراماتيكي".
اقرأ أيضا: الخارجية السورية تعتبر قصف الاحتلال لمطار حلب جريمة حرب
في الوقت ذاته، يعوّل الاحتلال على أن استمرار هجماته ضد المطارات السورية من شأنه إلحاق أضرار بسير عملها، وفي هذا تلميح لدمشق وموسكو مفاده مطالبة الأسد بمراقبة ومعرفة ما يجلبه الإيرانيون إلى بلاده، والعمل على وقفه.
مع أن معلومات إسرائيلية زعمت قبل يومين أنها تجري نوعا من الحوار المباشر مع النظام في دمشق لنقل هذه الرسائل بصورة واضحة ومباشرة.
يديعوت: التواصل بين "إسرائيل" والأسد يتم بدون وسيط
"معاريف": ضغوط لابيد وغانتس على الضفة ستفجر الأوضاع
تحريض إسرائيلي ضد فلسطينيي48 بالجليل.. "تهديد استراتيجي"