قالت حركة "طالبان" إنها "تدقق" في تسجيل فيديو يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مقاتلوها وهم يعدمون أسرى من أعضاء مجموعة متمردة أفغانية.
وقالت "جبهة المقاومة الوطنية" وهي مجموعة ناشئة تنشط بشكل رئيسي في وادي بانشير إن الفيديو يتضمن إعدام عدد من مقاتليها، متهمة "طالبان" بارتكاب جرائم حرب.
ويُظهر مقطع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعتين من الرجال يجلسون على منحدر تلة وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم قبل أن يطلق مقاتلو طالبان النار عليهم من رشاشات.
ويسمع المقاتلون وهم يهتفون "الله أكبر"، ثم يسمع اسم رجل يقول "توقفوا توقفوا" بعد أن سقط الأسرى الذين قتلوا على ما يبدو.
وتثبت فريق التحقق من صحة الأخبار في "وكالة الصحافة الفرنسية" بأن النسخ الأولى من الفيديو لم تظهر على الإنترنت إلا في الساعات الـ24 الماضية.
اقرأ أيضا: طالبان تعلن مقتل 40 مسلحا في صفوف حركة تمرد في بانشير
وأكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية بلال كريمي الأربعاء، أن السلطات تحقق في المسألة.
وقال: "نبحث في الأمر لنعرف بالضبط متى تم تصوير هذه الفيديوهات ونعرف ما إذا كانت قديمة".
وأضاف: "لكن حتى الآن لا نعرف على الإطلاق مكان وزمان مقاطع الفيديو ومن هم الأشخاص الموجودون فيها".
وانتشرت اللقطات بشكل واسع بعد يوم على إعلان طالبان أن قواتها قتلت أربعين من مقاتلي الجبهة في اشتباكات في وادي بانشير.
وقالت جبهة المقاومة الوطنية إن الذين ظهروا أثناء إعدامهم في الفيديو أُسروا أثناء القتال في الوادي.
وقال المتحدث باسم الجماعة صبغة الله أحمدي، في تغريدة على "تويتر": "المجرمون طالبان.. ارتكبوا جريمة حرب مرة أخرى بإطلاق النار على ثمانية من أعضاء جبهة الخلاص الوطني وقتلهم".
إعدامات خارج إطار القضاء
وقد عبر أحد كبار خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان عن قلقه إزاء الوضع في بانشير مؤخرا.
وقال ريتشارد بينيت مقرر الأمم المتحدة الخاص لوضع حقوق الإنسان في أفغانستان على تويتر: "أشعر بقلق عميق من الادعاءات الأخيرة المتعلقة بإعدامات خارج إطار القضاء بإجراءات موجزة في بانشير".
وأضاف بينيت: "أدعو إلى إجراء تحقيق شامل وفوري ومحاسبة الجناة".
اقرأ أيضا: "طالبان" تعلن قتل قيادي سابق من "الهزارة" منشق عنها
وفي تموز/يوليو، اتهمت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) طالبان بارتكاب مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان منذ استيلائها على السلطة، بما في ذلك عمليات قتل خارج إطار القانون وتعذيب.
وقالت البعثة إن عددا كبيرا من الضحايا كانوا مسؤولين حكوميين سابقين وأفرادا من قوات الأمن الوطني. ونفت طالبان هذه الاتهامات.
ووادي بانشير المعروف بمناظره الخلابة، كان مركز المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفياتي في ثمانينات القرن العشرين وكذلك المقاومة لحكم طالبان الأول في التسعينات.
وكان آخر منطقة صمدت في أفغانستان أمام تقدم طالبان عندما عادوا إلى السلطة في آب/أغسطس من العام الماضي.
ويقود جبهة المقاومة الوطنية أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني المناهض للسوفيات ولطالبان أحمد شاه مسعود.
واغتال تنظيم القاعدة أحمد شاه مسعود الملقب بأسد بانشير في 2001 قبل يومين من هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.