أعلنت طاولة المعارضة التركية، أنها بدأت مناقشة "المرشح الرئاسي المشترك" بينها، مشيرة إلى أنه جرى التوافق على خريطة طريق للمرحلة الانتقالية والبرنامج الحكومي في حال فوزها بالانتخابات المرتقبة.
جاء ذلك في الاجتماع العاشر لقادة "
الطاولة السداسية" بضيافة رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو والي، استمر تسع سنوات ونصف أمس الخميس.
وسيتم الإعلان عن "نص السياسات المشتركة"، الذي يعدّ بمثابة بيان انتخابي، والذي أنتهى إعداده إلى جانب "خارطة الطريق" للعملية الانتقالية في 30 كانون الثاني/ يناير الجاري
وقررت الطاولة السداسية تشكيل "لجنة التحالف الانتخابي"، والبدء بمناقشات تحديد المرشح المشترك الذي يخوض الانتخابات في منافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح البيان أن تحقيق رؤية الطاولة السداسية، والتي بدأت منذ عام، يعتمد على شرطين ضروريين، أولهما انتخاب المرشح المشترك كرئيس، والثاني الحصول على الأغلبية البرلمانية اللازمة للإصلاح الدستوري.
وأضافت أنه من أجل تحقيق الشرطين، يجب أن تعمل اللجنة المشكلة لأمن الانتخابات بشكل متواصل، مع التركيز على التدابير اللازمة لصمان حماية صناديق الاقتراع، وتشكيل لجنة مشتركة لبحث الانتخابات، وفق قرارات الرؤساء، ودراسة البدائل التي يمكن تطبيقها في الانتخابات البرلمانية لتحقيق الأغلبية.
وقررت الطاولة السداسية تكثيف اجتماعاتها في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن اللقاء المقبل سيعقد في 26 من الشهر الجاري بضيافة زعيمة حزب الحيد ميرال أكشنار.
وأكدت أنها لن تدعم أي انتخابات مبكرة ستجرى وفق قانون الانتخابات الجديد، مشيرة إلى أنها على استعداد لدعم انتخابات مبكرة قبل 6 نيسان/ أبريل، وفقا القانون الذي أجريت فيه الانتخابات في العام 2018.
زعيم الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال، أوضح أن لقاءات ثنائية وثلاثية ستعقد من أجل مناقشة المرشح الرئاسي المشترك، مستبعدا الإعلان عنه قبل بدء التقويم الانتخابي.
وأكد في تصريحات صحفية، أن المرشح الرئاسي المشترك يجب أن يكون أحد قادة الطاولة السداسية، مشيرا إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو لم يفرض نفسه على الطاولة ليكون المرشح الرئاسي.
ولفت إلى أن كل حزب سيجري التقييمات الخاصة به بشأن المرشح، مع مراعاة الظروف السياسية وموازين القوى.
داود أوغلو يثير الجدل
وأثار داود أوغلو الجدل بعد تصريحات أدلى بها الجمعة، على قناة "HALK TV"، بشأن صلاحية قادة الطاولة السداسية في حال تم ترشيح مرشح مشترك وفاز بالرئاسة.
وأكد داود أوغلو أن الطاولة السداسية ستطلق مرشحا مشتركا واحدا، مشيرا إلى أنه سواء إذا كان المرشح المشترك أحد الزعماء أو لا، فإنه سيكون للقادة الستة صلاحية التوقيع والمصادقة على أي قرار استراتيجي سيصدر من رئاسة الجمهورية.
وتابع: "عندما نأخذ قرارا سنراعي حساسية حزب الشعب الجمهوري عند اتخاذه، وعندما يأخذ كليتشدار أوغلو قرارا فسيأخذ بعين الاعتبار الحساسية التي تبديها الكتلة المحافظة".
وأضاف أن الوقت قد حان للتوفق بشأن اسم المرشح المشترك، مشيرا إلى أنهم لم يناقشوا الأسماء بعد، لكن جرى الحديث عن سير العملية.
تصريحات داود أوغلو بشأن صلاحيات زعماء الطاولة السداسية أثارت جدلا في الأوساط السياسية التركية.
وقال زعيم حزب البلد والمرشح الرئاسي السابق محرم إنجه في تصريحات: "تابعت داود أوغلو يقول إنه سيوقع كرئيس.. هل يكون الرئيس هكذا؟.. هؤلاء يبحثون عن سكرتير لهم. الشخص الذي سينتخب بنسبة ٥٠+١ بالمئة سيستشير رئيس الحزب الذي حصل على نسبة ١ بالمئة عن تعيين المدراء. إنهم لا يفكرون بشكل سليم".
وكتب حمزة داغ مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية في تغريدة على "تويتر": "يبدو أن زعماء الطاولة السداسية يحلمون بحكم أقلية خال من الديمقراطية.. أولئك الذين يشككون بشرعية رئيسنا الذي انتخب بنسبة (50+1) يريدون أن تصبح تركيا محكومة بشفاه من نسبتهم أقل من 1 بالمئة".
وقال النائب محمد علي شلبي، الذي انضم مؤخرا إلى "العدالة والتنمية" بعد استقالته من "الشعب الجمهوري": سيكون زعماء الطاولة نوابا للرئيس، وسيقومون بتوجيه السلطة التنفيذية كهيئة شرعية.. نائب الرئيس سيوجه الرئيس.. هذه فوضى حقيقية".
الكاتب التركي المعروف شامل طيار كتب: "اتضح أن أولئك الذين لا يريدون رئيسا منتميا لحزب، يبحثون عن دمية... هذه مزحة".
وقال الكاتب التركي إسماعيل ياشا: "هذا نظام وصاية على الرئيس المنتخب وتحويله إلى مجرد دمية.. الرئيس المنتخب لن يتخذ أي قرار إلا بموافقة حزب شعبيته لا تصل 1 بالمئة".
الصحفي التركي إرصوي ديدي، كتب قائلا: "هذا العرض يتعارض مع النظام المعمول به، وغير قابل للتطبيق.. من هذا الرئيس الذي بعد حصوله تفويض من الشعب سيتلقى تعليمات من رؤساء الأحزاب؟".