صحفية روسية تروي تفاصيل هروبها بعد إدانتها غزو أوكرانيا
لندن- عربي2112-Feb-2309:58 AM
شارك
روسيا فرضت على الصحفية إقامة جبرية بعد إدانتها غزو أوكرانيا- جيتي
تحدثت الصحفية الروسية، مارينا
أوفسيانيكوفا، عن ظروف هربها من بلادها قبل أسبوع من الموعد المقرر لمثولها
للمحاكمة لانتقادها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الصحفية إنها كانت ترتدي سواراً
إلكترونياً، ضمن إجراءات إخضاعها للإقامة الجبرية في منزلها، لكنها تمكنت من الهرب
مع ابنتها الصغيرة متجهة إلى الحدود في تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضحت أن المحامي المكلف بالدفاع عنها
أبلغها بضرورة الهرب لأن الحكومة الروسية ستحكم عليها بالسجن.
وبينت أنها غادرت العاصمة موسكو في
بداية عطلة نهاية أسبوع من العام الماضي، عندما ارتأت أن الشرطة ستكون أقل نشاطاً،
وبدلت السيارة سبع مرات قبل أن تقترب من الحدود مشياً على الأقدام.
وذكرت أن سيارتها الأخيرة التي كانت
تقلها باتجاه الحدود علقت في الوحل. ولم تكن لديها تغطية متوفرة للهاتف النقال،
لكنها حاولت أن تجد طريقا من خلال الاستعانة بالنجوم، مضيفة أنه "كان هروباً
خطيراً ومجهداً للغاية".
وقالت
إنها مع ابنتها هامتا على وجهيهما طوال ساعات بالقرب من الحدود مختبئتين من دوريات
حرس الحدود، قبل أن تنجحا في العبور.
وشرح
مدير منظمة "صحفيون بلا حدود" كريستوف ديلوير، عن دور المنظمة في مساعدة
الصحفية الروسية بالهروب، والذي أكد أنه أرسل رسالة نصية إلى مارينا بعد يوم من
ظهورها على شاشة التلفزيون وهي تحمل لافتة تدين الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضح
أن رسالته إلى الصحفية تضمنت سؤالا حول ما إذا كانت تحتاج إلى المساعدة لتقديم ما
يلزم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وكانت السيدة أوفسيانيكوفا قد أرسلت
رسالة في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى منظمة "صحفيون بلا حدود" عبر وسيط،
طالبة مساعدتهم لها لكي تغادر.
ويشرح ديلوير ما جرى قائلاً:
"قلنا حسناً موافقون. لكنها موجودة في موسكو قيد الإقامة الجبرية في المنزل،
وجيرانها وأفراد عائلتها من أنصار بوتين -يمكنهم أن يتصلوا بالشرطة ويقولوا إنها
غادرت- كما أنها ترتدي سواراً إلكترونياً. وبالتالي فقد كانت هناك أسباب كثيرة تجعل
هروبها أمراً في غاية الصعوبة. لكنها نجحت في القيام بذلك".
وتقول أوفسيانيكوفا، البالغة من العمر
44 عاماً والمستقرة الآن في باريس، إنها لا تزال "خائفة بالطبع على
حياتها" لكنها تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخاطر بقيادته بسبب
الحرب في أوكرانيا.
وتضيف: "الناس يعيشون داخل هذه
الفقاعة من الدعاية، لكن النخبة الحاكمة -أي أولئك الذين فقدوا طياراتهم ويخوتهم
ومواردهم المالية- يفهمون كل شيء. وحالما يقترب النصر الأوكراني، فأعتقد أن المؤسسة
الحاكمة ستقدم لبوتين فاتورة كبيرة".
وكانت السيدة أوفسيانيكوفا قد احتلت
العناوين الإخبارية حول العالم في مارس/ آذار الماضي، عندما اقتحمت بثاً حياً
لبرنامج إخباري على القناة الأولى للتلفزيون الحكومي الرسمي، التي كانت تعمل بها
في ذلك الحين، وهي تحمل لافتة كتب عليها "لا للحرب، أوقفوا الحرب. لا تصدقوا
الدعاية الإعلامية، إنهم يكذبون عليكم هنا".
وقالت إنها "تعرضت للعزل على
الفور من قبل جهاز الأمن الروسي"، وتم استجواب مديريها.
وعلى الرغم من استهدافها من قبل النظام
الروسي، إلا أن الكثيرين من الصحفيين الأوكرانيين والمنشقين الروس أعربوا عن عدم
ثقتهم بالسيدة أوفسيانيكوفا، مشيرين إلى عملها السابق كناطقة باسم الدولة الروسية.
وقد أثارت زيارتها إلى أوكرانيا الصيف
الماضي لتغطية الحرب لصالح صحيفة "داي ويلت" الألمانية غضب الكثير من
الأوكرانيين، الذين طالبوا بفصلها من العمل على الفور.