في مقر حزب الحرية والعدالة بشارع منصور التقينا جميعا لمتابعة علان نتيجة
الانتخابات الرئاسية والتي تأخر إعلانها بعض الوقت (تم الإعلان عن النتيجة يوم 29 حزيران/
يونيو 2012 بينما انتهى التصويت في 17 حزيران/ يونيو 2012 (
راجع التسلسل الزمني)، فزاد التوتر وانتشرت الأقاويل خصوصا مع نقل أخبار عن
تحركات لمدرعات وقوات الحرس الجمهوري إلى منزل المرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق،
وأنباء عن اجتماعات تمت بين الرئيس
مرسي (المرشح حينئذ) والمجلس العسكري، وهو ما
تم تسريبه لاحقا في مسلسل "الاختيار 3" والذي عُرض بطريقة توحي بأن
الرئيس مرسي هدد الجيش إن لم يتم إعلان فوزه، وهو فوز مستحق.
كانت الأجواء ساخنة والنفوس ما بين اضطراب وشغف وانتظار إعلان النتيجة التي
كنا نعرفها من متابعات ورصد مندوبي اللجان الفرعية وإعلان نتيجة كل لجنة، وكلما مر
الوقت كلما شعر الجميع بأن هناك شيئا ما يجري في دهاليز المجلس العسكري خصوصا ما
نقل عن طنطاوي بعد الثورة أنه لن يؤدي التحية العسكري لرئيس من الإخوان..
نجح الرئيس وتسلم مهام منصبه بعد مناوشات واضحة إثر تصميمه على أداء القسم
أولا في ميدان التحرير (
أيها الشعب العظيم جئت لأنكم مصدر
السلطات)، كان ذلك قبل أن يؤديه أمام
المحكمة الدستورية في أجواء عاصفة وكما نقول بالعامية "كان الجو متكهرب".
انتهت مرحلة المجلس العسكري ولو ظاهريا وبدأت مرحلة الحكم العسكري الباطنية، أو الحكومة الخفية التي سيّرت برنامج الرئيس الجديد وفق خطتها لإفشاله على مدار عام.
انتهت مرحلة المجلس العسكري ولو ظاهريا وبدأت مرحلة الحكم العسكري الباطنية،
أو الحكومة الخفية التي سيّرت برنامج الرئيس الجديد وفق خطتها لإفشاله على مدار
عام.
في العام الأول والوحيد لحكم الرئيس مرسي عليه رحمة الله؛ تم تنظيم 7709
وقفات احتجاجية بواقع 557 وقفة احتجاجية في الشهر، أي قرابة وقفتين يوميا، أين
ومتى ولصالح من؟ ليس مهما، فالمهم هو إرباك الرئيس الجديد وطاقم عمله. وعلى مستوى
المظاهرات فقد تم ترتيب 5821 مظاهرة خلال عام واحد، يعني حوالي 485 مظاهرة في
الشهر يعني بواقع مظاهرة ونصف في اليوم الواحد!
أما المليونيات، وهو مصطلح ثوري تم اختطافه من قبل الدولة العميقة وتجييره
لصالح الانقلاب الذي كان يتم الإعداد له على مدار الساعة، فقد وصل عددها إلى 24
مليونية بواقع مليونيتين كل شهر. ولا تسل عمن وراء تلك المليونيات ولا عدد
المشاركين فيها، فالمهم هو أن تنقل البرامج التلفزيونية الخبر لكي تنشر الرسالة
المطلوب إيصالها، وهي أن البلد غير مستقر وأن النظام الجديد لا يجيد السيطرة على
الأمور، حتى أن المعتز بالله عبد الفتاح قال يوما ما عن حكم الرئيس مرسي وهو في
السلطة إن مرسي لا يصلح أن يكون حتى ديكتاتورا ولو أراد.. يعني وباختصار أن الرئيس
مرسي ليس كفؤا لإدارة
مصر، وهو ما عبرت عنه وبوضوح
المذيعة لميس الحديدي بقولها "لو
الشيلة تقيلة يا مرسي امشي أو سيبها"، وذلك بعد حادثة قطار البدرشين.
المليونيات، وهو مصطلح ثوري تم اختطافه من قبل الدولة العميقة وتجييره لصالح الانقلاب الذي كان يتم الإعداد له على مدار الساعة، فقد وصل عددها إلى 24 مليونية بواقع مليونيتين كل شهر. ولا تسل عمن وراء تلك المليونيات ولا عدد المشاركين فيها، فالمهم هو أن تنقل البرامج التلفزيونية الخبر لكي تنشر الرسالة المطلوب إيصالها، وهي أن البلد غير مستقر وأن النظام الجديد لا يجيد السيطرة على الأمور
عن المليونيات المربكة كتب الأستاذ أحمد عبد العزيز، مستشار الرئاسة لشئون
اتحاد الإذاعة والتلفزيون، عدة تغريدات يرصد فيها عناوين وشعارات تلك المليونيات
الصغيرة فعليا، بأن بعضها حمل عنوان حل حزب الحرية والعدالة والثانية بعنوان "رفض
أخونة الدولة" وكانت في 31 آبا/ أغسطس، أي بعد شهرين من استلام الرئيس للسلطة،
وأجزم أنه بالكاد كان قد تعرف على القصر الرئاسي ساعتها. ثم مليونية ثالثة بعنوان "إنذار
بكشف حساب" ثم "مليونية الحساب" بعد مرور مائة يوم وكانت في 12 تشرين
الأول/ أكتوبر 2012، ورابعة بعنوان "كش ملك"، وأخرى "استقلال
القضاء وإسقاط مرسي"، وخامسة وسادسة بعناوين تدرك منها أنها صُنعت وصُممت في
أقبية أجهزة المخابرات وعلى عيني عبد الفتاح
السيسي ومن معه. ويمكنكم العودة الى تغريدات
الأستاذ أحمد عبد العزيز عبر حسابه على تويتر (
AAAzizMisr@).
كل هذه المليونيات والتظاهرات إضافة إلى حملة الشائعات المغرضة التي نالت
من الرئيس مرسي وعائلته وحزبه وحتى الوضع الصحي له، كان الهدف منها تهيئة الأجواء
للتحرك السياسي على الأرض. وقبل أن نذهب إلى ذلك دعونا نراجع بعض هذه الشائعات
ولعل أشهرها شائعة زواج الرئيس مرسي من سيدة لبنانية، وقد خصصت إحدى الصحف الصفراء
غلاف صفحتها الأولى للخبر، ناهيك عن شائعة سفر أسرة الرئيس مرسي في رحلة إلى شرم
الشيخ على حساب الدولة، ورغم تأكيد الفندق الذي نزلت في أسرة السيد الرئيس إلا أن
النفي لم يجد طريقه في مواجهة التداول السريع للشائعات عبر السوشيال ميديا.
على أن أشهر الشائعات هي بيع الرئيس مرسي للأهرامات، وتسليم حلايب وشلاتين
للسودان الشقيق، وأن مرتب الرئيس مرسي يصل إلى 300 ألف جنيه مصري شهريا؛ علما بأنه
لم يتقاض أي مليم عن الفترة التي قضاها كما جاء في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات.
(يمكنكم مراجعة
الفيديو الخاص بالمليونيات والشائعات والمظاهرات التي وقعت
خلال عام حكم الرئيس مرسي).
عام من المظاهرات
والاحتجاجات والفوضى الخلاقة على الأرض مع نقل تلفزيوني وإعلامي بشكل يومي وعلى
مدار الساعة، ضمن حملة تعرف سياسيا بالاغتيال المعنوي (Character
Assassination) ساهم فيها بشكل كبير المذيع
المعروف باسم يوسف في برنامج "
البرنامج"،
والذي نال من الرئيس مرسي نيلا عظيما. وللأسف اختفى بعد ذلك لأسباب يعلمها الجميع،
فقد أدى دوره المطلوب واختفى كما اختفت حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وهما الأداتان
السياسيتان اللتان تم اختراعهما وتبنيهما ودعمها من عدة جهات محلية وإقليمية.
جبهة الإنقاذ لم تكن بدعا بل لها سوابق كثيرة في بلدان عدة، حين أرادت أمريكا التخلص من النظم المعارضة لها في أمريكا اللاتينية وغيرها في أوروبا الشرقية. أما حركة تمرد فهي تطبيق مصري لحركة أوتبور (Otpor)، أي المقاومة، في دولة صربيا، وهي حركة صُنعت على أعين جهاز الاستخبارات في مواجهة الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش
وبالمناسبة فجبهة الإنقاذ لم تكن بدعا بل لها سوابق كثيرة في بلدان عدة،
حين أرادت أمريكا التخلص من النظم المعارضة لها في أمريكا اللاتينية وغيرها في أوروبا
الشرقية. أما حركة تمرد فهي تطبيق مصري لحركة أوتبور (Otpor)، أي
المقاومة، في دولة صربيا، وهي حركة صُنعت على أعين جهاز الاستخبارات في مواجهة
الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش.
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لكي نفهم ترتيبات الانقلاب على الرئيس مرسي
أثناء وجوده في السلطة، فقد ذكرت مصادر رئاسية أن طنطاوي كان يرغب في الانقلاب على
الرئيس مرسي بعد مقتل الجنود المصريين في سيناء في الخامس من آب/ أغسطس، أي بعد
أقل من شهرين على توليه السلطة، وقد تربص طنطاوي بالرئيس ورفض زيارته إلى رفح ولكن
الرئيس أصر على الزيارة. وكلنا شاهد كيف تعامل طنطاوي مع تعليمات الرئيس بهز الرأس
والسخرية الواضحة وهو ما جعل الرئيس يطيح به.
وهنا لا بد من ذكر ما تم تسريبه من القول بأن السيسي
قدم للرئيس مرسي
ملفا يضم فساد طنطاوي وعنان، وأن مرسي عرض
الملف على طنطاوي فإما الاستقالة وإما المحاكمة. وبالطبع تم الاتفاق على
الخروج
الآمن لكل من طنطاوي وعنان، وساعتها تمت الإطاحة ببعض قيادات القوات المسلحة
وبرئيس المخابرات العامة مراد موافي وبمحافظ شمال سيناء وعدد من رجال طنطاوي.
فشلت الخطة الأولى وبقيت الخطة البديلة وهي تسخين الشارع بالمظاهرات والاحتجاجات
والإشاعات، ثم تحريك بعض الأدوات النخبوية مثل جبهة الإنقاذ التي ظن القائمون
عليها أنها ستكون البديل للرئيس مرسي. وترأس الجبهة محمد البرادعي الذي سيحصل على
منصب نائب الرئيس المؤقت للعلاقات الدولية، ومعه عمرو موسى وحمدين صباحي وزمرة ممن
يدعون الليبرالية مثل عمرو حمزاوي وأسامة الغزالي حرب، واليساريين مثل محمد أبو
الغار وجودة عبد الخالق، وبعض رجال الأعمال مثل سيد البدوي وحتى سكينة فؤاد؛
الكاتبة المعروفة التي اختارها مرسي لتكون واحدة من مستشاريه. وفي
يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، أي بعد أقل من
خمسة أشهر على استلام الرئيس للسلطة، تم تشكيل الجبهة بحجة مواجهة الاعلان
الدستوري الذي ألغاء الرئيس مرسي لاحقا مع الاحتفاظ بكافة آثاره؛ لشعوره بأن شيئا
ما يجري ضده على غرار ما جرى بعد حادثة جنود رفح الإرهابية.
كانت جبهة الإنقاذ واجهة سياسية للتخاطب مع الغرب ثم كانت تمرر للتخاطب مع
الناس في الشوارع، مع العلم أن "تمرد" تأخر ظهورها إلى 24 نيسان/ أبريل 2013 لعدة أسباب
من وجهة نظري؛ أهمها خشية الجنرالات من أن تحل الجبهة محل الرئيس مرسي وبالتالي
يتم خروجهم من الملعب، لذا وبتفكير مخابراتي تم تصنيع حركة "تمرد" لكي
تلقف ما تبقى من الشارع وتبلع جبهة الإنقاذ ثم يمكن السيطرة عليها من قبل من
صنعوها، أما جبهة الإنقاذ ففيها رموز وأسماء ثقيلة يمكن أن تقف حجر عثرة في وجه
الجنرالات إن حاولوا عرقلة وصولهم إلى السلطة الطامحين إليها.
كانت جبهة الإنقاذ واجهة سياسية للتخاطب مع الغرب ثم كانت تمرر للتخاطب مع الناس في الشوارع، مع العلم أن "تمرد" تأخر ظهورها إلى 24 نيسان/ أبريل 2013 لعدة أسباب من وجهة نظري؛ أهمها خشية الجنرالات من أن تحل الجبهة محل الرئيس مرسي وبالتالي يتم خروجهم من الملعب، لذا وبتفكير مخابراتي تم تصنيع حركة "تمرد" لكي تلقف ما تبقى من الشارع وتبلع جبهة الإنقاذ ثم يمكن السيطرة عليها من قبل من صنعوها، أما جبهة الإنقاذ ففيها رموز وأسماء ثقيلة يمكن أن تقف حجر عثرة في وجه الجنرالات
حسب توفيق عكاشة، فإنه يزعم أنه
صاحب الفكرة وجامع التوقيعات التي سلم منها عدة
آلاف إلى ضابط في المخابرات الحربية يدعى تامر الشهاوي، وقد أصبح هذا الضابط فيما بعد نائبا في البرلمان في
فترة حكم الجنرال السيسي الأولى. ولم ينكر أحد هذه
الرواية ولكن تمت معاقبة عكاشة وإخراجه من البرلمان لأنه أعلن
عن نفسه كمفجر لما يسمى ثورة
30 يونيو. وقد قدم عبر قناته "الفراعين"
فيلما تسجيليا بعنوان "الرجلان"، أي هو والسيسي، صور فيه نفسه على أنه
المخ الذي رافقته عضلات الرجل العسكري. كما أن عكاشة نفسه هو من أعلن أنه صاحب
اقتراح
التواصل مع نتنياهو لكي يقدم المساعدة عند الأمريكان حتى لا تتم معاقبة
النظام كله ووصمه بالانقلاب. ومن المضحك أن زوجته الإعلامية حياة الدرديري طالبت
بوضع توفيق عكاشة في مناهج التاريخ والمدارس جنبا إلى جنب مع حركة تمرد لأنه
صانع ومفجر ما يسمى بثورة 30 يونيو.
بالطبع لا ينسى أحد دور رجل الأعمال
نجيب ساويرس في دعم وتمكين "تمرد"
من العمل بأريحية مالية في مجتمع يعاني الفقر، إضافة الى آخرين من خارج البلاد مثل
وزير خارجية الإمارات الذي
التقى وفدا من "تمرد" بعد حدوث الانقلاب. (طالع الرابط)
أما لماذا تم تأخير ورقة حركة تمرد إلى نيسان/ أبريل 2013، فكما ذكرت أن
السيسي والجنرالات قد رأوا في استبدال الإنقاذ بمرسي خطرا على مشروعهم الاستراتيجي،
وهو تحويل مصر كما قلت مرارا في برنامجي "مع زوبع" إلى مملكة عسكرية.
وهنا يجب أن نعود إلى ما قاله السيسي في حواره مع لميس الحديدي أثناء التحضير
للانتخابات الرئاسية في 2014، وبالمناسبة السيسي تراجع عن
عدم ترشحه وعن اليمين الذي أقسمه وترشح، ولا يزال يحكم لعشر سنوات
رغم أنه اتهم مرسي بأنه جاء ليحكم لقرون هو والإخوان المسلمون.
في إحدى المقابلات التلفزيونية أثناء ترشحه للرئاسة وعندما سئل السيسي متى
حسمتم الأمر (أي أمر الرئيس مرسي)؟ قال: في شهر ثلاثة، يعني آذار/ مارس 2013، وهذا
دليل واضح على المؤامرة المحددة بمواعيد وتوقيتات واضحة المعالم، وبالتالي فإن
موعد الإعلان عن تمرد جاء بعد شهر من قرار ما اتخذ للانقلاب على الرئيس مرسي.
وهنا أستدعي من الذاكرة
دعوة وزير الدفاع السيسي في 11 كانون الأول/
ديسمبر 2012 لعقد اجتماع أو
حوار مع القوى السياسية، وقد اتصلت ساعتها بأحد مساعدي الرئيس مرسي وقلت له بالنص:
"هذا الرجل خطر ولا يجوز السماح له بالتحرك السياسي"، وبعد أخذ ورد تم إلغاء
هذا الاجتماع. ولعله ترك في نفس السيسي حقدا دفينا جعله يتحرك ويسرع الخطى في
تنفيذ خطته الانقلابية.
لم يكتف السيسي بالدعوة التي ألغيت بل تمادى في الدخول إلى ملعب السياسة
بقدم ثابتة؛ حين قال أو حذر جميع القوى السياسية المصرية من الوضع السياسي المتأزم.
كان ذلك في
حوار له مع طلبة الكلية الحربية نشر على موقع المجلس العسكري بتاريخ 29
كانون الثاني/ يناير 2013.
وقد تصاعدت دعوات الجيش ثم
المهلة الشهيرة التي أعطاها الجيش للقوى السياسية والتي فهمها بعض
قيادات السلطة في مصر على أنها ليست ضد النظام ولا ضد الرئيس مرسي. وحسب أحد
مساعدي الرئيس مرسي فإن الرئيس لم يكن مصدقا أن السيسي يمكن أن يكون خائنا رغم
علمهم ورصدهم لإرهاصات التدخل وإشاراته المتصاعدة، وقال لي: كنا على يقين في آذار/
مارس 2013 أن انقلابا يتم طبخه وحاولنا جاهدين إقناع الرئيس مرسي بذلك ولكنه أصر
على موقفه. وهذه الرواية تقابلها رواية أخرى هي أن الرئيس مرسي وإن أدرك الأمر فقد
أدركه متأخرا، وبالتالي تمت خيانته في التحرك الذي كان سيقوم به ضد السيسي.
رفعت "تمرد" مجموعة مطالب ليس من بينها الانقلاب على الرئيس مرسي،
وكل ما طالبوا به هو الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، وهو الأمر الذي لم يتم بسبب
تعنت السيسي حين التقى الرئيس مرسي في اللقاء الأخير؛ حين وافق مرسي على الاقتراح
شريطة أن يتم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك حتى لا يحدث فراغ دستوري يتم
شغله من قبل الجيش. وقد رفض السيسي الاقتراح لأنه كان في عجلة من أمره.
ومرة أخرى أستدعي من الذاكرة مقابلة تلفزيونية أجراها الإعلامي عماد أديب في
برنامج "بهدوء" وكان معنا اللواء سامح سيف اليزل يوم 30 حزيران/ يونيو
2013، وسألت عن القوى السياسية التي ستتسلم السلطة حال رحيل الرئيس مرسي، وكان
الرد هو محاولة الهروب، ولما أصريت على السؤال وقلت لسامح سيف اليزل وهو ضابط
مخابرات سابق: هل تمرد ستحكم، أم أن هناك مطبخا يتم تحضير فيه الوجبة المقبلة؟
وهنا أشار بالموافقة، يعني أن تمرد واجهة لن تحكم وقد حدث، فلا جبهة الإنقاذ حكمت
ولا تمرد حكمت، والذي سيطر وحكم هو من صنع كل هذه الكيانات ومن قام بتفكيكها جميعا.
انتهى الأمر ببيان 3 تموز/ يوليو 2013.. الانقلاب الدموي الذي لم يسبق له
مثيل في أي بلد في العالم.