في ظل تصاعد حالة التوتر في الأراضي الفلسطينية، المحتلة جراء استمرار اعتداءات
الاحتلال الإسرائيلي، فقد اقتحمت عدة مجموعات من
المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، برفقة القوات الخاصة الإسرائيلية صباح اليوم، فيما يواصل
الأسرى خطواتهم النضالية داخل السجون الإسرائيلية.
اقتحام متواصل للأقصى
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن قوات الاحتلال المتمركزة على الأبواب تعيق دخول المصلين، وفي ذات الوقت سمحت منذ صباح اليوم باقتحام عشرات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، والتجول بشكل استفزازي في ساحاته.
ونبهت في حديثها لـ"عربي21"، إلى أن "المجموعات الاستيطانية التي تجولت داخل المسجد الأقصى، قامت بأداء صلوات تلمودية بحماية شرطة الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى.
ولفتت الأوقاف إلى أن "قوات الاحتلال التي ترافق المستوطنين المقتحمين للأقصى، تقوم بإبعاد حراس المسجد عن المجموعات المقتحمة نحو 50 مترا، منوهة إلى أن أي خطوة للاقتراب من المستوطنين من قبل الحراس فستقوم قوات الاحتلال على الفور باعتقالهم".
وتسود أجواء من التوتر الشديد داخل الأراضي المحتلة وفي مدينة القدس المحتلة، مع تصاعد الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وخاصة ما يجري بحق المواطنين في بلدة حوارة، حيث أحرقت عصابات المستوطنين مساء أمس العديد من المنازل والسيارات والمحال التجارية، إضافة إلى إصابة المئات من المواطنين، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال.
معركة الأسرى مستمرة
وفي شأن فلسطيني آخر، يستمر الأسرى في سجون الاحتلال في خطواتهم الاحتجاجية النضالية الرافضة لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير التي تستهدفهم لليوم الـ20 على التوالي، حيث تستمر معركة الأسرى هذه حتى الإعلان عن الإضراب عن الطعام مع بداية شهر رمضان.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن خطوات الأسرى الاحتجاجية مستمرة، وذلك ضمن البرنامج النضالي المتصاعد، لمواجهة سياسات المتطرف بن غفير والإجراءات القمعية بحقهم، منوها إلى أن هذه الخطوات ستشمل اليوم إغلاق الأقسام من العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، وارتداء ملابس السجن "الشاباص"، والاحتجاج في الساحات أثناء "الفورة".
وبحسب بيان مشترك لكل من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطينيّ، وأسرى سجن "النقب"، فإنه إلى جانب الخطوات العامة، فسيمتنع الأسرى عن الخروج إلى "الفورة"، وسيستمرون في إغلاق الأقسام، وكذلك في سجن "نفحة"، وسيواصل الأسرى إلى جانب الخطوات المشتركة، عرقلة الفحص الأمني ودق الشبابيك".
وذكرت مؤسسات الأسرى، أنه سيجري "عقد جلسات تعبئة أثناء "الفورة"؛ وهي فترة الخروج إلى ساحة السّجن، وذلك الساعة الخامسة والنصف مساء، موضحة أن "ارتداء الزيّ البني (الشاباص)؛ يعني استعداد الأسرى للمواجهة الجماعية".
ومؤخرا، وسعت إدارة سجون الاحتلال من دائرة إجراءاتها التنكيلية بحقّ الأسرى، وذلك بعد أن أبلغت إدارة سجن "النقب" الأسرى بأنها بصدد فرض إجراءات جديدة بحقّهم، وتتمثل في إغلاق "الكانتينا" يومي الجمعة والسبت الماضيين، وفرض تضييق على إدخال الملابس للأسرى، بحيث يشترط على كل أسير يتم إدخال ملابس له، أن يخرج ما لديه من ملابس.
ومن بين الإجراءات التنكيلية التي تستهدف الأسرى، التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام بحيث يسمح للأسرى بالاستحمام في ساعة محددة، كما أنه تم وضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن "نفحة".
وذلك، إضافة إلى تزويد الأسرى بخبز رديء، وفي بعض السّجون زودت الإدارة الأسرى بخبز مجمد، كما أنها ضاعفت من عمليات الاقتحام، والتفتيش بحقّ الأسرى والأسيرات مؤخرا، مستخدمة القنابل الصوتية، والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات.
وقد عملت إدارة سجون الاحتلال على مضاعفة عمليات العزل الانفرادي بحقّ الأسرى، وسحب التلفزيونات من أقسام الموقوفين الذين يقبعون في أقسام "المعبار"، منوهة إلى وجود "تصعيد في عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة، وأسرى المؤبدات بشكل خاصّ.
وسبق أن أكدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، في بيان مقتضب لها أن "من قرّر محاربتنا برغيف الخبز والماء؛ سنرد عليه بمعركة الحرية أو الاستشهاد"، معلنة عن سلسلة خطوات نضالية ضد إجراءات الوزير المتطرف بن غفير؛ "تبدأ بالعصيان، وتكون ذروتها بإعلان الإضراب عن الطعام في الأول من شهر رمضان المبارك".
ويبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 4،780 ، ومن بينهم 160 طفلا، و29 أسيرة، و914 معتقلا إداريا، وبلغ عدد الشهداء من الأسرى داخل السجون 235 شهيدا.