تقارير

"جنتي وحياتي".. هكذا وصف مزارع فلسطيني أرضه في يومها السنوي (صور)

المزارع الفلسطيني أكد أنه يشعر بسعادة كبيرة حينما يرى أحفاده يزرعون الأرض ويسقون الزرع- عربي21
"الأرض هي جنتي وثمنها روحي"، بهذه الكلمات وصف مزارع فلسطيني علاقته بأرضه التي تمتد عشرات السنين، وهي تعكس مدى تمسك الفلسطيني بأرضه ووطنه، واستعداده لأن يقدم حياته في سبيل الحفاظ عليها والدفاع عنها من تغول الاحتلال الإسرائيلي.

ويحيي الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في مثل هذا اليوم من كل عام الموافق 30 آذار/ مارس، ذكرى "يوم الأرض الفلسطيني"؛ الذي جاء عقب هبة الشعب الفلسطيني في وجه سلطات الاحتلال بالداخل المحتل عام 1948، للدفاع عن أرضه وإفشال مخططات سرقتها في ذات التاريخ عام 1976، حيث سعى الاحتلال إلى نهب آلاف الدونمات في الجليل.

الأرض والحياة

وأسفرت الأحداث عن استشهاد 6 فلسطينيين وجرح واعتقال آخرين، في المقابل، فشل الاحتلال وأجبر على التراجع عن مصادرة الأرض، وتمر هذا العام الذكرى الـ47، في ظل تصاعد نهب الأرض الفلسطينية من قبل أذرع الاحتلال الإسرائيلي المختلفة.



المزارع الفلسطيني صالح مقبل الخيسي "أبو فارس" (73 عاما)، وجد نفسه منذ طفولته مع والده في الأرض، يلعب ويلهو ويزرع ويحصد، عاش فيها طوال حياته، يستيقظ مبكرا ليذهب كي يمارس عمله في حضن من عشقها ولا يمكن له أن يستغني عنها لحظة، فهو لا يكاد يغادرها حتى يرجع إليها، يسوقه الحنين وحبه الكبير.

وبمناسبة ذكرى "يوم الأرض"، زارت "عربي21" المزارع الخيسي في أرضه التي لا تبعد كثيرا عن السياج الفاصل شرقي مدينة غزة، وهو الحاجز العسكري الذي أقامه جيش الاحتلال ليفصل قطاع غزة المحاصر عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، يجلس يتأمل أرضه بعدما أصبحت حلة خضراء مع قدوم الربيع.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه منذ صغره وهو يعمل مع والده في زراعة تلك الأرض، وبعد وفاة والده ظل يفلح تلك الأرض بصحبة رفيقة عمره الحاجة نعمة الخيسي، التي لا تفارقه وتساعده في عمله، يدها بيده قائلا: "هذه الأرض تمثل لي كل حياتي، أعيش أنا وأسرتي وأبنائي وأحفادي الـ75 منها، هي مصدر معيشتي من يوم أن خلقت وحتى هذا اليوم".



وأضاف: "أنا لا أستطيع العيش بعيدا عن الأرض، أعيش معها في أجواء جميلة وحلوة، أحفادي يعملون في الأرض، أعلمهم الزراعة وأنقل لهم خبرتي في التعامل مع الأرض التي نعيش من خيراتها"، مؤكدا أنه حتى في أجواء التوتر والتصعيد الأمني من قبل الاحتلال مع غزة، يذهب إلى أرضه ويضطر أحيانا إلى مغادرتها عندما تتوتر الأجواء كثيرا.

عشق متواصل

ونوه الخيسي إلى أن الأرض والزراعة تحتاج إلى متابعة بشكل حثيث ومستمر، رغم أنها اليوم تحتاج إلى جهد أقل مما كانت عليه سابقا أيام والده، حيث تطورت أساليب الري وطرق الزراعة، ويقوم بزراعة العديد من أنواع الخضار من مثل؛ فلفل، كرنب، ملفوف، فول، بصل وغيرها من الزراعة الموسمية، إضافة إلى شجر الزيتون.

وعن موقفه مما يشاهده بشكل متكرر، من قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسلب الفلسطينيين أراضيهم، قال: "عندما أرى تلك المشاهد، يصيبني الغضب الشديد، لقد خلقنا في هذه الأرض، وأجيالنا متعاقبة فيها".



ووصف أبو فارس أرضه بقوله: "هي قطعة مني، ورثتها من أجدادي، هي روحي وحياتي، لقد ترعرعت في الأرض، لا يمكن لي أن أستغني عنها أو أتركها ولا بثمن حياتي"، مضيفا: "الموت أهون لي من أن أترك أرضي للأعداء، ولا يمكن أن أتنازل عن ذرة منها".

ولفت المزارع الفلسطيني، أنه يشعر بسعادة غامرة وكبيرة، حينما تجلس زوجته الحاجة "أم فارس" بجواره وحولهما أحفادهما يزرعون الأرض ويسقون الزرع، وهو بدوره ينقل خبرته لهم بحب ومسؤولية، وقال: "نعلمهم ونعطيهم خبرة السنين، كي تساعدهم على فلاحة الأرض وتزيد تمسكهم بها، ونعلمهم أن الأرض هي الأساس والسكن، وهي كل حياتكم".

واشتكى المزارع من سوء الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها القطاع بسبب الحصار، التي تنعكس بشكل واضح على المزارع الفلسطيني، إضافة إلى قيام الاحتلال بإغراق الحقول الزراعية القريبة من السلك الفاصل، وبين الحين والآخر قيام جرافات جيش الاحتلال بتجريف الأرض الزراعية، ما يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع