كشفت مصادر لـ"
عربي21" عن سبب انفجار الأزمة بين
الجيش السوداني و"قوات
الدعم السريع" شبه العسكرية، التي أدت إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين السبت.
وذكرت المصادر أن العلاقة بين الجيش السوداني، الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع"، الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، انفجرت خلال ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي عُقدت خلال شهر آذار/ مارس الماضي.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الجيش قدم أوراقه الفنية خلال ورشة الإصلاح، مقترحا مدة سنتين لدمج "الدعم السريع" في القوات المسلحة، فيما قدم "الدعم السريع" ورقة تطالب بعشر سنوات مع بقاء جميع امتيازاته السياسية والمالية.
وورشة الإصلاح العسكري والأمني هي الورشة الأخيرة من بين 5 ورش عمل تُعرف باسم ورش ومؤتمرات المرحلة النهائية للعملية السياسية، تم الاتفاق عليها ضمن متطلبات الاتفاق الإطاري السياسي الموقع بين المدنيين والعسكريين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وشارك في الورشة ممثلو القوات النظامية والقوى السياسية وحركات الكفاح المسلح، ومتقاعدو القوات النظامية وطيف من المختصين الوطنيين، فيما انسحب ممثلو الجيش السوداني من الورشة قبيل ساعات قليلة من الجلسة الختامية المخصصة لتلاوة التوصيات النهائية.
كما ذكرت المصادر ذاتها أن الجيش السوداني يسيطر حاليا على مداخل ومخارج
الخرطوم، ومطار الخرطوم، ومطار مروي، ويقصف جميع مقرات الدعم السريع في المدن الثلاث بالعاصمة.
وأشارت المصادر إلى انهيار قيادة الدعم السريع وقطع منظومة الاتصال بين قياداتها المركزية والقيادات الميدانية، فيما يُتوقع انتهاء العمليات في ولاية الخرطوم قبل الإفطار، على أن تبقى عمليات التمشيط جارية.
كما توقعت المصادر ذاتها أن تتحول الأحداث إلى دارفور وخاصة شمال دارفور حيث قوة حميدتي.
والسبت، اندلعت اشتباكات واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم بين القوات المسلحة، وقوات الدعم، التي أعلنت أنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي وسط اندلاع اشتباكات مع الجيش في صراع متصاعد على السلطة.
وذكرت قوات الدعم السريع في بيان أنها استولت على مطاري مدينة مروي في الشمال والأبيض في الغرب، وهو ما تم نفيه لاحقا من قبل الجيش.
وأعلن الجيش السوداني أن القوات الجوية دخلت على خط المعركة، "وتقوم بعمليات نوعية لحسم التصرفات غير المسؤولة لمليشيا الدعم السريع المتمردة".
وسُمع دوي إطلاق نار في عدة أجزاء من الخرطوم وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق نار أيضا في مدن مجاورة.
كما وصلت الاشتباكات بين الطرفين إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.