أجرت الدبلوماسية الإسرائيلية سلسلة زيارات مكوكية باتجاه عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لتحشيد مواقفها ضد
إيران في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التوتر بين الجانبين.
والتقى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي
كوهين، بوزراء خارجية دول منتدى سلافكوف المكون من دول: النمسا والتشيك وسلوفاكيا، وبحث مع نظرائه الأوروبيين تعزيز العلاقات بينهم، وما وصف بالتهديد الإيراني، محذرا أن برنامج طهران النووي وصل إلى نقطة اللاعودة.
وزعم كوهين، أن "
أوروبا تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن إيران أصبحت تهديدا عالميا، وإذا لم نتحرك معًا اليوم، فسيكون الأوان قد فات".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أنها "المرة الأولى التي يشارك فيها كوهين كوزير خارجية إسرائيلي في هذا المنتدى الأوروبي، الذي يحضره بعض أقرب أصدقاء إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، بمشاركة نظرائه من سلوفاكيا ميروسلاف فولشوفسكي، والنمسا الكسندر شيلينبيرج، والتشيك يان ليبفسكي، حيث ناقشوا اتفاقيات التطبيع، وتأثيرها على الشرق الأوسط، ودعاهم للمشاركة في المشاريع والمنتديات التي أقيمت في إطار هذه الاتفاقيات".
ونقل في
تقرير ترجمته "عربي21" عن كوهين "أن إسرائيل أصبحت رصيدا استراتيجيا للدول الأوروبية في مجالات الطاقة والأمن ومكافحة "الإرهاب" والاستقرار الإقليمي، وقد دعوت أصدقاءنا للمشاركة بشكل فعال في اتفاقات التطبيع، ودعاهم ليكونوا شركاء في منتدى النقب الذي أنشأته الحكومة السابقة، من خلال الانضمام لإحدى مجموعات العمل، فيما ذكروا أنهم يدعمون إسرائيل منذ سنوات، رغم أنهم شعروا بالعزلة في الماضي بسبب هذا الدعم، لكنهم يأملون أن يتغير هذا".
في ذات السياق، زار رئيس دولة
الاحتلال يتسحاق
هرتسوغ، أذربيجان لتحشيدها ضد إيران، حيث تبعدان عن بعضهما مسافة مئة كيلومتر من الحدود، وأدّت فرقة عسكرية تابعة لهذه الدولة الشيعية النشيد الوطني "هاتيكفا".
وبحث هرتسوغ مع نظيره الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تطوير العلاقات، وسط خشية إسرائيلية من محاولة إيرانية لتعطيل الزيارة، على خلفية المحور الإسرائيلي التركي الأذري الذي يتشكل أمام طهران.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "زيارة هرتسوغ أحاطت بها إجراءات أمنية غير مسبوقة ترافقه إلى باكو، وعيّنت وحدة الأمن الشخصي بجهاز الأمن العام- الشاباك عددا غير عادي من حراس الأمن لمرافقته، واتخذت أجهزة الأمن الإسرائيلية إجراءات لم نشهدها من قبل، وتم اختيار عدة فنادق لاستيعاب الرئيس والوفد المرافق له، في محاولة لإرباك أي مخططات إيرانية لاستهدافه، وقد صدرت تعليمات بشكل غير مسبوق لحاشيته بعدم استخدام الهواتف المحمولة على الإنترنت، خوفًا أن يؤكد الإيرانيون موقعهم".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "السلطات الأذرية كلفت آلافا من رجال الشرطة والجنود لمرافقة هرتسوغ، رغم ما شهدته الكواليس من خلافات محتدمة بين الأمنين الإسرائيلي والأذري حول التغييرات في جدوله، بما في ذلك جولة بمدينة باكو القديمة".
"وتم اتخاذ إجراءات أمنية غير عادية بسبب القلق البالغ في إسرائيل وأذربيجان، مع تزايد المعلومات بأن إيران ستحاول تعطيل الزيارة بسبب غضبها من دفء العلاقات بينهما، خاصة وأن أذربيجان، دولة شيعية تشاركها حدودا مشتركة مع إيران، وتوترات دبلوماسية شديدة".
وأوضح أن "لدى الإيرانيين سببا وجيها للغاية للقلق من زيارة هرتسوغ لأذربيجان، عقب تشكل محور إسرائيلي تركي أذري ضدها، وساهمت مصالحة إسرائيل وتركيا لأذربيجان بتوطيد علاقاتها مع إسرائيل لأعلى مستوى، بما فيه افتتاح أول سفارة لها في تل أبيب منذ إقامة العلاقات 1992، وتناول لقاء هرتسوغ عالييف بقصره "زاغولابا" على شواطئ بحر قزوين، تعميق وتقوية علاقات الصداقة والاستراتيجية بينهما، وورد اسم إيران مرات عديدة في الحديث، وتم الاتفاق على زيادة الروابط الأمنية، وناقشا التعاون بينهما بمسائل الطاقة والأمن".
وزعم أنه "في بداية اللقاء عزفت فرقة عسكرية أذرية النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفا"، وليس بالأمر الهين أن تعزف فرقة عسكرية لدولة شيعية نشيد الدولة اليهودية، وقام عالييف بتكريم الجالية اليهودية الأذربيجانية، ودعاها لمأدبة غداء، وزعم هرتسوغ أن زيارته مهمة جدا للإسرائيليين وللعلاقات المشتركة، علاقاتنا مبنية على أساس الجالية اليهودية الموجودة منذ مئات السنين، وأحد المجالات البارزة هو الأمن السيبراني، وحضر الحفل 400 ضيف، بينهم رئيس مجلس النواب، ووزراء وأعضاء البرلمان، وقادة الجالية اليهودية ورجال أعمال".
تكشف هذه الزيارة الإسرائيلية لأذربيجان عن رغبة مشتركة بزيادة الضغوط على إيران من جهة، ومن جهة أخرى توسيع وتنويع العلاقات بين باكو وتل أبيب، ومناقشة التعاون بمجالات الصحة والزراعة والطاقة والسياحة والإنترنت، وأثارت المناقشة مبادرة الاستثمارات الأذرية بسوق الغاز الإسرائيلي، وإنشاء مرافق تحلية المياه في أذربيجان بإشراف إسرائيلي لمكافحة النقص المتزايد في مياهها، وتأكيد الحاجة للتعاون في مجال الأمن السيبراني مع إسرائيل، وزيادة عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة بينهما، حيث يبلغ عددها حاليًا أربع رحلات فقط.