أطلق
المغرب برنامجا عاجلا لإيواء المتضريين من الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أسبوع، للاستعجال لـ"للتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز"، بحسب بيان للديوان الملكي.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2946 قتيلا وأكثر من 5600 جريح.، وفقا لآخر إحصاءات وزارة الداخلية، التي أوضحت أنه "تم دفن 2944 شخصا، بنسبة تتجاوز الـ99 بالمئة من مجموع الوفيات".
وأفاد بيان الديوان الملكي بأن اجتماعا حضره
العاهل المغربي، محمد السادس، تضمن استعراض برامج إعادة إيواء نحو 50 ألف مسكن، انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة، كما وجه الملك أمرا بإحصاء اليتامى الذين فقدوا أسرهم جراء كارثة الزلزال ومنحهم صفة "مكفولي الأمة".
وفي التفاصيل، يشمل برنامج إعادة الإيواء مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت، من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية، كما ينص على منح الدولة مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم للأسر المعنية، ومساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
ويشمل البرنامج إجراء عملية إعادة الإعمار بإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة، الذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة، وذلك عبر استجابة قوية وسريعة واستباقية مع احترام كرامة المواطنين وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم.
وأوضح البيان أن البرنامج سيتم تمويله بشكل أساسي، من خلال الوسائل المالية الخاصة للدولة والمؤسسات العمومية، وسيكون أيضا مفتوحا للمساهمات الواردة من القطاع الخاص والجمعيات، إضافة إلى الدول الشقيقة والصديقة.
وكانت السلطات المغربية كشفت استجابتها لأربعة عروض مساعدة، قدمتها كل من إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب وسط البلاد، وتركزت بؤرته في
إقليم الحوز التابع لمدينة مراكش السياحية.
هزات ارتدادية
وتواصل فرق البحث والإنقاذ جهودها لليوم الثامن على التوالي للوصول إلى الأحياء النائية التي تضررت بفعل الزلزال المدمر مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين محتملين، في وقت تشكل فيه الهزات الارتدادية التي تضرب دون سابق إنذار عائقا أمام جهود الإغاثة.
رغم ذلك، تمكنت فرق الإنقاذ، الخميس، من انتشال سيدة على قيد الحياة بعد 6 أيام قضتها تحت الأنقاض في قرية "تيزي نتاست" بإقليم تارودانت، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية والعناية الطبية اللازمة.
وفي اليوم ذاته، وقعت هزة ارتدادية بلغت شدتها 4.8 درجات على مقياس ريختر في منطقة إيغيل بإقليم الحوز بؤرة زلزال يوم الجمعة الماضي، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول عن مسؤول بالمعهد المغربي للجيوفيزياء.
كما تعرضت قرية إيمي نتالا الجبلية، القريبة من مركز الزلزال لهزات ارتدادية، دفعت رجال الإنقاذ وسكان القرية إلى الركض بين الأنقاض، فيما أصيب شخص بجروح إثر سقوط صخرة عليه.
اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين
على جانب آخر، تصر الرباط على استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في مدينة مراكش في تشرين الأول /أكتوبر المقبل، بحسب رويترز نقلا عن 3 مصادر لم تسمها.
ويعكف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على تقييم احتمالات أن تعيق الاجتماعات جهود الإغاثة وإمكانية عقدها بأمان، في المدينة التي تبعد 72 كيلومترا فقط من بؤرة الزلزال المدمر.
كما يتضمن التقييم اعتبارات أخرى حول مدى أمان السكن، وقدرة البنية التحتية في مراكش على استيعاب الوافدين، وتوافر السعة الملائمة في المستشفيات لاستيعاب تدفق الأشخاص دون الضغط على موارد البلاد، وفقا للمصادر.
وفي أول تعليق رسمي على الأمر، أوضح والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، للبنوك المركزية خلال مؤتمر "الطريق إلى مراكش"، أن الاجتماعات ستعقد كما هو مزمع، مضيفا أن المؤتمر يعقد تحضيرا لهذه الاجتماعات.
كما قال متحدث باسم سفارة المغرب في واشنطن: "يسعدني أن أبلغ أن حكومة المغرب ستمضي قدما في عقد الاجتماع السنوي كما هو مقرر رغم الزلزال"، بحسب رويترز.
ومن المقرر أن يتوافد لحضور الاجتماعات ما بين 10 إلى 15 ألف شخص في المركز السياحي القديم بمراكش الذي تعرض لبعض الأضرار، ويعدّ المسار الرئيسي لتوجيه جهود الإغاثة في المناطق الأكثر تضررا من الزلزال في جبال الأطلس الكبير.
وتشير تعليقات المسؤولين المغربيين إلى ضغط قوي يمارسه المغرب على صندوق النقد والبنك الدوليين، للمضي قدما في الاجتماعات التي ستدر إيرادات كبيرة على المغرب، وتسلط الضوء عالميا على قدراته وسياساته الاقتصادية القوية.
ولم يعلق متحدثو صندوق النقد والبنك الدوليين، لكن مصادر أشارت إلى أنهما يدرسان كيفية إعادة استخدام المباني لاحقا في جهود الإغاثة، وكيفية تركيز جدول أعمال الاجتماعات على المساعدات.
ويذكر أن الزلزال المدمر الذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، يعد الأعنف من نوعه منذ قرن، كما خلف أضرارا واسعة في الأرواح والمباني؛ بسبب تركزه في المناطق الجبلية حيث المباني القروية، المبنية بطرق تقليدية غير قابلة للصمود أمام الهزات الأرضية العنيفة.