أكد تحقيق أجرته صحيفة
الفايننشال تايمز البريطانية أن "
إسرائيل" هي المسؤولة عن قصف قافلة للنازحين من شمال قطاع
غزة باتجاه الجنوب عبر
طريق حددته باعتباره "آمنا"، بعدما زعم جيش الاحتلال أن "حماس" هي التي
قصفت القافلة.
وكانت قافلة تضم عددا من السيارات تتجه جنوبا عبر طريق
صلاح الدين، عندما تعرضت القافلة للقصف مرتين، حيث دمر القصف سيارات بينها شاحنة محملة
بالنازحين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 70 شخصا وإصابة نحو 200، بحسب السلطات
الصحية في غزة. وقالت الصحيفة إنها استطاعت التحقق من 12 جثة؛ بينها لنساء وأطفال.
وقد أصاب الانفجار الثاني سيارات الإسعاف التي هرعت لإجلاء المصابين.
وجاء القصف بعد ساعات من إلقاء جيش الاحتلال منشورات
على مدينة غزة؛ للطلب من سكانها (1.1 مليون من المدنيين) إخلاءها خلال 24 ساعة، والتوجه
إلى جنوب القطاع، عبر طريق محدد وهو الذي تم قصفه. وقد استجاب عدد قليل من السكان للنزوح، في حين أكدت غالبية السكان رفضهم الخروج من منازلهم، وقد حذرت الأمم المتحدة من خطورة هذا الطلب.
ونفى متحدث باسم جيش الاحتلال مسؤوليته، زاعما في حديث
مع الصحيفة أنه "لم يجر أي قصف أي منطقة"، وذهب إلى حد الزعم بوقوف
"حركة حماس وراء هذا، هي تستخدم موت المدنيين
الفلسطينيين لأغراضها السياسية
الدنيئة" بحسب تعبيره.
لكن الصحيفة لجأت إلى تحليل المعطيات المتوفرة للتوصل
إلى طبيعة الهجوم، بما في ذلك في تحليل القذائف المستخدمة وطبيعة الانفجارات،
والتوقيت، وكذلك العمل مع منظمة "إير وارز" (Airwars).
وقالت الصحيفة إن تحليل تسجيلات الفيديو للاعتداء الذي
وقع بعد ظهر الجمعة، أي بعد ساعات من الإنذار الإسرائيلي، يستبعد غالبية التفسيرات
للهجوم باستثناء أن يكون قصفا إسرائيليا، ما يسلط الضوء على المخاطر المترتبة على
عملية النزوح باتجاه جنوب القطاع.
وبينما كان المسعفون يحاولون مساعدة الجرحى، كانت
أصوات انفجارات تُسمع في المكان، وقد أصاب أحد الانفجارات سيارة إسعاف إضافة إلى
سيارات أخرى، بحسب تسجيلات فيديو. كما أنه يظهر دمار في جدار خلف إحدى السيارات ما
يشير إلى انفجار عنيف.
ويقول الضابط وخبير الأسلحة البريطاني السابق، كريس
كوب-سميث، إن الدليل المتوفر يشير غالبا إلى أن الانفجار هو نتيجة قصف صاروخي، وقال
إنه ليس هناك ما يشير إلى أن ما جرى هو نتيجة انفجار سيارة، نظرا لطبيعة الدمار في
السيارات.
واستبعد استخدام قنابل مخصصة لتدمير المباني لأنه
لا تظهر أي حُفر، في حين أن الصواريخ الموجهة تتسبب في دمار يتوافق مع ما ظهر بعد
الانفجار، "ومؤكد أنها تتسبب في احتراق السيارات"، وحقيقة أن جثث الضحايا
غير مشوهة وإنما قتلوا بسبب الشظايا تؤكد هذا الخلاصة، بحسب كوب-سميث.
والأحد، عرض متحدث باسم جيش الاحتلال في إيجاز صحفي؛
مشاهد لما قال إنها لانفجار في طريق فرعي على بُعد ميلين اثنين جنوبي شارع صلاح
الدين، وقال إن جيشه ليس مسؤولا عن هذا الانفجار، لكنه لم يتطرق إلى القصف الذي تم
التحقق منه في شارع صلاح الدين، وقد تم التحقق أيضا من صحة المكان بناء على تحليل الخرائط والمواقع. وزعم المتحدث أنه "لا معنى" لأن تقصف "إسرائيل" السكان الذين يتوجهون جنوبا، وفق قوله.
وتداول نشطاء على
مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر اللحظات الأولى لاستهداف قوات الاحتلال، إحدى قوافل
النازحين في قطاع غزة الجمعة. ويظهر تسجيل لحظة سقوط صاروخ على قوافل النازحين خلال انتقالهم
إلى جنوب قطاع غزة، ويظهر تسجيل ثان انفجارا آخر بعد وصول سيارات الإسعاف.