قال رئيس الموساد الإسرائيلي السابق،
يوسي
كوهين، إنه إذا أرادت إسرائيل مواصلة حربها في غزة، فعليها الاستماع إلى
الولايات المتحدة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، حتى لا تخسر الدعم
الدولي بسبب كارثة إنسانية في القطاع.
وقال كوهين في
مقابلة معه، إنه كان
يعارض تحويل الأموال إلى القطاع، وإن إسرائيل الآن بحاجة إلى بناء "تحالف
عربي" لإدارة أمور غزة بعد انتهاء الحرب.
وعن المساعدات، قال كوهين: "لا
ينبغي أن تكون هذه المساعدات غير محدودة. علينا وضع شروط، فالقطاع بأكمله جلب
الكارثة على نفسه".
وحول استعداد المقاومة للحرب، قال
كوهين إن القطاع أعد نفسه جيدا خلال السنوات الماضية لهذه الحرب بالذات، ومقاتلو "حماس" لديهم تفوق على الجيش في القطاع.
وتابع: "لدي شعور بأن الأنفاق هي
أكثر بكثير من مجرد مترو يبلغ طوله مئات الكيلومترات، ولكنها مدينة تحت الأرض، فيها
مخابئ عميقة وطويلة، مع ترتيب لوجستي يسمح بحياة أكبر تحت الأرض مما كنا نعتقد.
هناك نوع من المفاجأة في قوة هذه المدينة تحت الأرض. نحن نقاتل في الأعلى وهم
يبقون في الأسفل".
وفي ما يتعلق بالدور الذي قام به في
السنوات التي سبقت هجوم حماس، قال كوهين: "كنت رئيس الموساد لقد قلت لسنوات
إن تحويل الأموال إلى غزة كان خطأ. كان هذا هو تصور سياسة الحكومة التي قمت
بتنفيذها بحسب تعليمات الحكومة. لو كان لي أن أعبر عن موقفي اليوم، لقلت إن فك
الارتباط الكامل عن قطاع غزة أمر ضروري. كنت أتوقع جدرانًا أعلى وأفضل من شأنها أن
تحمينا بشكل أفضل".
وعلى صعيد العملية العسكرية، قال إنه
يعارض وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أن السبيل الوحيد للوصول إلى صفقة تحرير
الأسرى هو مواصلة المجهود الحربي.
وفي ما يتعلق بمصير قطاع غزة في اليوم
التالي للحرب، قال كوهين: "علينا أن نتعامل معه ونقول ما نريد أن يحدث بعد
ذلك. علينا بناء شيء ليست دولة إسرائيل مسؤولة عنه بشكل كامل".
وقدم رئيس الموساد السابق رؤيته التي
مفادها: "نحن بحاجة إلى بناء نوع من التحالف العربي ومن ثم التحالف الدولي
الأوسع، الذي سيتحمل المسؤولية، كما فعلوا مع بلدان اللاجئين ومناطق الحرب الأخرى".
وتابع كوهين: "هناك دول تحتاج إلى
التشجيع على هذه الخطوة، وترى مسؤولية معينة في ذلك (..) إذا أردنا الاستماع إلى
الدول التي تدعونا لتجنب كارثة إنسانية - فلنجلس في نفس الغرفة مع الولايات
المتحدة واليابان والهند والصين والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية
السعودية وغيرها ونقول لهم: أيها الأصدقاء الأعزاء، إننا نعلن أننا سننفصل عن هذه
المنطقة، وهذه المرة بشكل جدي".
واستدرك قائلا: "سنضع أيضا ملاحظة
مفادها أنه يحق لنا الدخول والتخلص من الإرهابيين إذا علمنا أن مثل هذا النشاط لا
يزال قائما".
وفي ما يتعلق بالجبهة الشمالية، قال إن "علينا
الاستمرار في إعطاء فرصة للتسوية السياسية وتجنب فتح جبهة ثانية عندما يكون حزب
الله مستعداً وجاهزاً للحرب".
وحول التصريحات الإسرائيلية المتكررة
حول ضرورة اغتيال قيادات "حماس"، لا سيما في تركيا وقطر، قال كوهين: "في الوقت
الحالي، لا أحبذ القيام بعمليات سرية على أراضي
قطر، كونها الوسيط العملي الوحيد
تقريبًا".
وأعرب رئيس الموساد السابق عن دعمه
لعمليات الاغتيال التي تستهدف كبار قادة التنظيمات الإرهابية أو قدراتهم. وأشار
إلى أن قادة "حماس" يتحركون بحرية وموقعهم معروف، لكن هذا قرار سياسي، لأن القدرة
العملياتية موجودة.
وتابع: "سأكون سعيدًا برؤية ذلك.
لمدة ست سنوات تقريبًا كنت رئيسًا للموساد ولم أكن بحاجة إلى أي توجيه عام للتخلص
من شخص ما أو منشأة تشكل في رأينا تهديدًا لأمن دولة إسرائيل، هكذا تصرفت".