أصدرت مجموعة اتحادات نقابية ومنظمات حقوقية في البلدان العربية وأوروبا
بيانا يدين تشكيل ما يسمى تحالف الراغبين، الذي هو بقرار أمريكي بريطاني، لمنع
القوات المسلحة
اليمنية من حظر السفن الإسرائيلية، أو تلك المتوجهة نحو الموانئ
الإسرائيلية من عبور باب المندب، ما دام العدوان على غزة مستمرا، وما لم يجر وقف
فوري للهجوم الإسرائيلي.
وذكرت هذه المنظمات، في بيانها الذي أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21"، بأن هذا الموقف لا يختلف عن
مواقف العمال الشرفاء
الذين رفضوا تفريغ أية سفينة قادمة من بلدان التمييز العنصري، أو حركة مقاطعة
مشروعة لكل ما يمكن أن يساهم في استمرار جريمة العدوان.
وقد أبدت المنظمات الموقعة استغرابها ودهشتها إزاء قرار مجلس الأمن
2722، هذا المجلس الذي ركع ست مرات أمام الفيتو الأمريكي، تاركا للإبادة الجماعية
في غزة ما يسمح باستمرارها.
ومن أبرز الموقعين على البيان، نجد التحالف العراقي لمنظمات حقوق
الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق
الإنسان، مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، اللجنة العربية لحقوق الإنسان، المعهد
الإسكندنافي لحقوق الإنسان/ مؤسسة هيثم مناع، الاتحاد العام التونسي للشغل،
الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، اتحاد العمل النسوي الفلسطيني، اتحاد لجان
العمل النسائي الفلسطيني، اتحاد النقابات العمالية المستقلة الأردني، جمعية خوسيه
مارتي للتضامن العربي الأمريكي اللاتيني، المرصد الفرنسي لحقوق الإنسان، التنسيقية
المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان (تضم 26 منظمة حقوقية في المغرب وموريتانيا
والجزائر وتونس وليبيا)، الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد".
وأعلنت جماعة الحوثي، أمس الخميس، أن القوات الأمريكية والبريطانية
شنت قصفا طال عددا من المحافظات اليمنية.
وقالت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين؛ إن "العدوان
الأمريكي البريطاني استهدف جبل الصمع ومنطقة طخية في محافظة صعدة شمالي البلاد".
وتكمن أهمية محافظة صعدة في كونها المعقل الرئيسي للحوثيين، ومسقط
رأس زعيمها عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كما استهدف
القصف، بحسب القناة، "جنوب مدينة ذمار (شمال)،
ومنطقة الصليف بمحافظة الحديدة (غرب)، ومديريتي التعزية (بمحافظة تعز/ جنوب غرب)
والصومعة (في محافظة البيضاء/ وسط).
وفجر الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"،
قصف قواعد عسكرية مساء الأربعاء، شملت 14 صاروخا كانت مجهزة للإطلاق من مناطق
يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
ومساء الأربعاء، أعلنت جماعة الحوثي استهدافها سفينة "جينكو
بيكاردي" الأمريكية في خليج عدن، "بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة،
وتحقيق إصابة مباشرة"، لتكون السفينة الأمريكية الثانية التي تستهدفها الحوثي
في أسبوع.
تأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة إعادة تصنيف
جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) "منظمة إرهابية، وفق بيانين صادرين
عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأمريكية أنتوني
بلينكن.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف
الحوثيين، في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن
كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات
إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وفي 12 كانون الثاني/يناير الجاري، أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك لـ10 دول، أنه
"ردا على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت
القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة، ضد أهداف في مناطق
يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
يذكر أن تحالفا عسكريا بحريا متعدد الجنسيات، تأسس يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، بهدف التصدي للهجمات
الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمر.
وأعلن عن التحالف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر في البحرين، خلال جولة له في الشرق الأوسط.