يتكشف مع تواصل
العدوان على قطاع
غزة، حجم الإصابات النفسية التي تحدث
لجنود
الاحتلال، نتيجة المجازر التي أقدموا على ارتكابها، والظروف الاقتصادية
السيئة التي وقعوا فيها نتيجة التحاقهم بالجيش، فضلا عن معايشتهم مقتل زملائهم
الجنود بنيران المقاومة.
وأعلن جيش الاحتلال، عن عدد الجنود الذين خضعوا للفحوصات النفسية، من
قبل ضباط الصحة النفسية، في كافة قطاعات الجيش، منذ عملية طوفان الأقصى، وحتى الآن
في العدوان الجاري على القطاع.
وقالت يخال
ليفشيتز، رئيسة القسم السريري للأمراض العقلية في الجيش الإسرائيلي إن حوالي 3000
جندي، نظاميين واحتياط، جرى فحصهم من قبل ضباط الصحة العقلية في جيش الاحتلال.
وأضافت
أنه "تم علاج أكثر من 2000 شخص من قبل فرق الاستجابة القتالية على الأرض قرب
منطقة القتال، بينما تلقى آخرون العلاج في وحدات داخل إسرائيل".
وأشارت
إلى أن أكثر من ألف جندي نظامي واحتياط "ظهرت عليهم أعراض ما بعد الصدمة
ونقلوا إلى العناية المركزة في قاعدة تسرفين العسكرية" .
ولفتت إلى أن المشاكل النفسية بدأت في الظهور
على الجنود، بحلول مساء السبت، يوم 7 تشرين أول/أكتوبر، عبر مكالمات هاتفية
متواصلة مع الطب النفسي لطلب المساعدة.
لكن ما الذي يحدث لجيش الاحتلال على الصعيد
النفسي؟
يعد جيش الاحتلال، من أكثر الجيوش حول العالم،
تعرضا للصدمات النفسية، بسبب قصر الفترة التي يخوض فيها معارك وحروبا، وهو ما يترك
آثارا نفسية على الجنود، تصل إلى حد العزلة والانتحار في كثير من الحالات بحسب
مكتبة الدواء الوطنية الأمريكية.
وأوضح الموقع التابع للحكومة الأمريكية، وفقا
لدراسة أجريت على جيش الاحتلال، منذ حرب أكتوبر 1973، أن المشاكل النفسية، تلحق
بالجنود بسبب مشاهدة مقتل زملائهم الجنود والضباط، وكذلك قتل المدنيين الأبرياء،
علاوة على أن الجنود ليسوا متفرجين سلبيين، بل جناة يتسببون في موت وإصابة ودمار
بساحة المعركة وبالتالي ينتهكون المعايير والأخلاقيات السائدة وقت السلم.
وأشار إلى أن من بين الاضطرابات التي يعانون
منها، الوحدة والعزلة والانفصال القسري عن أقاربهم، وسوء الأكل والشرب والنوم،
ووقوعهم تحت ضغط هائل لعدم القدرة على التنبؤ بالحروب، بما في ذلك أسلحة الدمار
الشامل وحرب العصابات التي تجعل من الصعب عليهم توقع زمن ومكان الهجوم التالي.
وقال إن الجنود يصبحون مثقلين بالضغوط
القتالية، لدرجة أن دفاعهم النفسي، يصبح منكا، ويحدث الانهيار النفسي.
صدمات وعقد نفسية مزمنة
ولفت الموقع الأمريكي، إلى أن الدراسة، امتدت على مدى عقدين، على جنود
للاحتلال، أصيبوا بصدمات نفسية.
وشملت المعالم التشخيصية، مجموعة أعراض ظهرت
على الجنود، ومنها الأرق، والانسحاب عن الآخرين، وزيادة النشاط العاطفي والارتباك
والبارانويا (جنون الارتياب والشعور بالملاحقة من الآخرين).
ومنذ حرب لبنان عام 1982، بدأت الدراسات على
جنود الاحتلال، وتوصلت إلى معدلات ما بعد الصدمة كانت مرتفعة بين المقاتلين، تجاه
شركائهم الاجتماعيين على مدار 20 عاما، وبلغت 54 بالمئة بعد الحرب بعام واحد، في
حين بلغت 47 بالمئة بعد عامين، و38 بالمئة بعد 3 أعوام.
وشددت الدراسة على أنه بالنسبة للجنود القدامى،
المصابين بانهيار نفسي، لم تكن الحرب قد انتهت عندما توقف إطلاق النار، بسب كان
الانهيار الأولي على خط المواجهة بداية صراع مدى الحياة مع الآثار النفسية بعد
الحرب.
وكشفت النتائج أيضا أن الجنود الذين شاركوا في
أكثر من حرب، عانوا بشكل ملحوظ من أعراض نفسية، وضيق، وصعوبات في الأداء الاجتماعي،
ومشاكل متعلقة بالصحة، وتسارع الشيخوخة، والوفيات المبكرة لجميع الأسباب، مقارنة
بأولئك الذي شاركوا حديثا.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن الجنود الذين شاركوا
في حروب متعددة، تصاعدت المشاكل الاجتماعية والنفسية بينهم بصورة تصاعدية مع مرور
السنوات، بنحو 57 بالمئة بعد عام واحد من الحرب، و67 بالمئة بعد عامين، و83 بالمئة
بعد 3 حروب.
الانتحار
ومن بين النتائج التي تترتب على الصدمات
النفسية للجنود، اللجوء للانتحار، وكشفت تقارير لجيش الاحتلال، عن زيادة في عدد
الجنود المنتحرين خلال الخدمة العسكرية، عام 2022، حيث بلغ العدد 14 جنديا.
وسجل
جيش الاحتلال، في العام الذي سبقه 2021،
انتحار 11 جنديا، نتيجة مشكلات نفسية وصدمات.
وأشار
الجيش إلى أن معظم حالات الانتحار كانت بين الجنود الذكور، ومن بين المنتحرين،
جنديان يشعران بالوحدة، ليس لديهما عائلات في "إسرائيل"، أو لا تدعمهما عائلات.