سياسة دولية

الاحتلال يوسّع عدوانه على شمال الضفة.. تدمير ممتلكات وارتفاع حصيلة الشهداء

الاحتلال بدأ فجر الأربعاء عدوانا واسعا على شمال الضفة الغربية المحتلة- الأناضول
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عدوانه على مدن وبلدات شمال الضفة الغربية المحتلة إلى اليوم الثاني، ما أسفر عن 17 شهيدا فلسطينيا وعشرات المصابين بجروح مختلفة، وسط قلق أممي ودعوات إلى حماية المدنيين من العدوان الإسرائيلي.

ويشن جيش الاحتلال، عملية عسكرية هي الأوسع منذ عام 2002، ضد مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، وذلك بالتزامن مع انسحابه من مخيم الفارعة، بعد عدوان استمر أكثر من 30 ساعة.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية، الذي أعلن عنه الاحتلال فجر الأربعاء الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بتوسيع جيش الاحتلال عدوانه على طولكرم ليشمل مخيمها إلى جانب مخيم نور شمس، وأوضحت أنه داهم عشرات المنازل فيه وأخضع عددا كبيرا من المواطنين للتحقيق الميداني.

وواصل جيش الاحتلال حصاره المفروض على مخيم نور شمس، مؤكدا أنه اغتال قائد كتيبة طولكرم محمد جابر المعروف بكنية "أبي شجاع"، بالإضافة إلى 4 مقاومين آخرين بعد اشتباك مسلح في مخيم نور شمس.

ووفقا لـ"وفا"، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العملية الإسرائيلية الواسعة ضد شمال الضفة الغربية المحتلة ارتفع إلى 17 شهيدا، وأكثر من 30 مصابا بجروح مختلفة.

واقتحم جيش الاحتلال الحي الشرقي من مدينة جنين المحاصرة لليوم الثاني على التوالي، ودفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط مخيمها، وسط سماع دوي انفجارات متقطعة على وقع اندلاع مواجهات عنيفة مع المقاومين الفلسطينيين.

وذكرت "وفا"، أن جيش الاحتلال دمر بالجرافات مركبات الفلسطينيين وممتلكاتهم في جنين، وقام بتجريف الشوارع والبنية التحتية في المدينة والمخيم.

وفي السياق، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال بحق فلسطينيين عقب اقتحامه عددا من أحياء مدينة نابلس ومخيمي بلاطة وعسكر.

ونفذ الاحتلال سلسلة من الاقتحامات في مخيم العروب قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى مدينة رام الله.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت في الضفة منذ أمس الأربعاء وحتى صباح الخميس 25 فلسطينيا على الأقل، بينهم أسرى سابقون.

وبذلك، ترتفع حصيلة الاعتقالات بحق الفلسطينيين منذ بدء العدوان على شمال الضفة الغربية فجر الأربعاء الماضي إلى 24 حالة اعتقال.

وذكر نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن "حملات الاعتقال تشكل أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال، ومن أبرز أدوات سياسة العقاب الجماعي (..) في ظل العدوان الشامل على شعبنا والإبادة المستمرة في غزة".

قلق أممي
أعرب الأمين للعام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة ضد مدن شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقال غوتيريش عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنه  "قلق جدا من التطورات الأخيرة في الضفة الغربية"، داعيا دولة الاحتلال إلى "اتخاذ تدابير لحماية المدنيين".

وطالب المسؤول الأممي الاحتلال بـ"الامتثال بالتزاماته ضمن القانون الإنساني الدولي"، مشددا على ضرورة وقف العملية العسكرية الإسرائيلية فورا".

ويواصل الاحتلال تصعيده على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 668 شهيدا بينهم 149، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف و300 منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.