ضم قصر "دار الأمان" بالعاصمة الأفغانية
كابول معرضاً للصور، أقامه أهالي القتلى الأفغان بعد أربعين عاماً من الحروب الطاحنة التي مرت بالبلاد ابتداء من الاحتلال السوفييتي وصولاً إلى الاحتلال الأميركي، وما تخللهما من حروب داخلية.
وامتلأت جدران القصر المؤلف من ثلاثة طوابق بصور القتلى، وعلى كثرتهم قلما تجد عائلة أفغانية ليس لديها قتيل أو مفقود، لما عاناه هذا البلد من تسلط الدول الأجنبية عليه والانقسامات الداخلية التي أدت إلى اقتتال دام عشرات السنين.
"أحمدالله حليمي" الذي فقد خمسة أشخاص من عائلته بعد غارة شنتها الطائرات السوفيتية، يطالب اليوم بتقديم مجرمي الحرب إلى المحاكمة، أما منظمة المعرض "ويدا أحمدي" فقالت لمراسل الأناضول إنها "نظمت المعرض من أجل ألا ينسى الأفغان شهداءهم، وما تجره الحرب من ويلات، فكثير من أمراء الحرب الذين ارتكبوا جنايات بحق الأفغان إبان حكم طالبان وقبل ذلك هم الآن في الحكومة، وأطالب بمحاكمتهم من قبل الأمم المتحدة".
وأضافت أحمدي أنَّ قصر "دار الأمان" بني عام 1900 من قبل الشاه "أمان الله" الذي أنجز استقلال أفغانستان، وكان شاهداً على المآسي التي مرت بالبلاد بعد ذلك من احتلال السوفييت، مروراً بحكم طالبان، ووصولاً إلى الاحتلال الأميركي، ونال نصيبه من نيران الحروب، ليصير المكان الأمثل لاستذكار القتلى الأفغان.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة الأفغانية تؤكد أن الحكومة عثرت في الأعوام العشرة الأخيرة على 180 مقبرة جماعية في أفغانستان تضم آلاف الضحايا على يد الاحتلال السوفييتي والحكومة التي دعمتها وعلى يد حركة طالبان وأمراء الحرب.