تعرض مراسل وكالة الأناضول الذي يغطي الاضطرابات الحالية في جمهورية أفريقيا الوسطى للاعتداء والاحتجاز قرابة ساعتين من جانب
جنود تشاديين.
جاءت
الاعتداءات إثر قيام
مراسل الأناضول حسن إيسيلو بالتقاط صور، مساء الاثنين، لرعايا تشاديين احتشدوا خارج سفارة بلادهم في العاصمة بانغي للمطالبة بالعودة إلى الوطن.
وفي اتصال عبر الهاتف من بانغي، قال إيسيلو: "كنا نقود سيارتنا أثناء مرورنا بالسفارة، عندما رأيت حشدًا كبيرًا من الناس، فترجلت من السيارة واستفسرت عن ما كان يحدث".
وأضاف أن "التشاديين المتجمعين خارج السفارة أشاروا إلى أنهم كانوا ينتظرون للحصول على إذن للسماح لهم بركوب إحدى الطائرات التي بعثت بها حكومتهم لتنقلهم إلى أرض الوطن (تشاد)، كما عرض أحدهم أن يجري معه مقابلة ليبين شعوره في ظل إجباره على مغادرة البلد الذي ولد فيه".
وأضاف إيسيلو أنه طلب من أحد الجنود التشاديين الإذن للسماح له بالتقاط الصور للافتة السفارة والحشود خارجها وعائلة الرجل الذي يجري معه المقابلة، فوافق الجندي.
وقال إيسيلو "ولكن بمجرد أن بدأت التقاط الصور، تقدم نحوي أكثر من 10 جنود مسلحين، وركلني أحدهم، ثم صفعني آخر، قبل أن يجروني داخل السفارة"، مشيرا إلى أنهم صادروا الكاميرا التي كان يستخدمها لالتقاط الصور واحتجزوه داخل غرفة الأمن، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد ذلك.
وأشار إيسيلو إلى أنه في البداية رفض التشاديون إعادة المعدات التي قاموا بمصادرتها، وقبل أن يعطوها له في النهاية أصروا على أن يقوم بحذف جميع الصور التي التقطها خارج السفارة.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السفارة التشادية.
ويخدم الجنود التشاديون كجزء من قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام "ميسكا" في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تضم قرابة 4000 جندي.
يذكر أنه في مارس/ آذار الماضي، انحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروة المعدنية، إلى دوامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي، تولى السلطة عبر انقلاب عام 2003.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "مناهضو بالاكا" (المسيحيين)، ما أسقط 600 قتيل خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبموجب تفويض من الأمم المتحدة، أرسلت فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة 1600 جندي إلى البلد الأفريقي المضطرب في محاولة لوقف العنف المتزايد، تعاونهم قوات الاتحاد الأفريقي التي تتواجد أيضا في البلاد، وتضم 2500 جندي.