فتح النظام السوري، صباح الثلاثاء، 9601 مركز اقتراع لاستقبال المنتخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته في أول انتخابات رئاسية عقب اندلاع
الثورة على حكم بشار
الأسد، في ظل رفض عربي وغربي واسع، ومقاطعة المعارضة التي تصف الانتخابات بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم".
وأظهر التلفزيون الرسمي التابع للنظام في مشاهد بثها على شاشته، صباح اليوم، جانباً من عملية الانتخاب في عدد من الدوائر الحكومية التي وضعت فيها صناديق اقتراع، وتفاوتت أعداد المصوتين فيها، حسب ما ظهر على الشاشة، التي قسمت إلى عدة نوافذ، وكانت تنقل على الهواء مباشرة عملية التصويت في عدد من المحافظات في وقت واحد.
على الجانب الآخر، قال ناشطون سوريون معارضون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إنهم يعتزمون افتتاح صناديق
القمامة ليدلي المعارضون بأصواتهم فيها لصالح الانتخابات الرئاسية، في إشارة رمزية إلى رفضهم للانتخابات التي يقوم النظام بتنظيمها في المناطق الخاضعة لسيطرته.
الناشط رفعت الحسين الذي يقطن في حي تسيطر عليه قوات المعارضة في مدينة دير الزور (شرق)، قال إن عدداً من الناشطين في المدينة سيقومون بوضع "صناديق قمامة" في عدد من المناطق في الحي، ليدلي المواطنون بأصواتهم في انتخابات "المهزلة"، وذلك رداً على صناديق الاقتراع التي افتتحها النظام في الجزء الواقع تحت سيطرته من المدينة.
وأضاف الحسين أن هذا النوع من الإشارة الرمزية انتهجها معارضو النظام ضد كل عملية انتخاب أو استفتاء نظمها النظام بعد اندلاع الثورة مارس/ آذار 2011، للتعبير عن رفضهم لها وكنوع من السخرية وعدم الاعتراف بنتائجها.
من جهته قال أبو محمد الإدلبي، وهو ناشط إعلامي من محافظة إدلب (شمال)، إن صناديق الاقتراع التي افتتحها النظام السوري اليوم الثلاثاء لا تختلف عن "صناديق القمامة" التي يعتزم المعارضون افتتاحها اليوم كون "الأصوات في الصندوقين ستذهب إلى القمامة"، حسب تعبيره.
واعتبر الإدلبي أن النظام يقوم بسوق الموظفين وشبيحته إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وإظهار الإقبال على عملية الانتخاب على أنه جماهيري، في حين أن صناديق القمامة التي يعتزم المعارضون افتتاحها اليوم هي "التعبير الحقيقي عن عملية الانتخاب".
والانتخاب عبر صناديق القمامة عادة ابتدعها معارضو النظام السوري، في الانتخابات التي نظمها النظام بعد اندلاع الثورة في البلاد قبل أكثر من 3 أعوام، وتم تطبيقها في الانتخابات البرلمانية عام 2012، والاستفتاء على الدستور في نفس العام، وبث ناشطون وقتها عشرات مقاطع "الفيديو" لعملية التصويت عبر "صناديق القمامة".
وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات
الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون بالداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام.
وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة الصادر في مارس/ آذار الماضي، فإن فترة التصويت تبدأ في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي من صباح الثلاثاء وحتى الساعة السابعة مساء، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة خمس ساعات على الأكثر في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها.
وتعد جميع الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة النظام دائرة انتخابية واحدة يحق لأي سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.
وخصصت اللجنة العليا للانتخابات للسوريين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم من خلال وضع صناديق اقتراع في المطارات السورية والمراكز الحدودية البرية، من أجل إتاحة الفرصة لمن يرغب من المغتربين السوريين واللاجئين في دول الجوار من الإدلاء بأصواتهم، وحتى إن لم يرغبوا بالدخول إلى البلاد بسبب الصراع الذي دخل عامه الرابع.