فيما تتواصل المعارك على الساحة الليبية، يترقب مئات الآلاف من المصريين الأوضاع الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الليبي، معربين عن قلقهم من استمرار المعارك بين القوات والقبائل الليبية، بما يهدد
استثمارات تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
وأوضح عاملون مصريون يمتلكون مشاريع ومصانع في
ليبيا أن مشاريعهم أصحبت مهددة بشكل مباشر في ظل التصعيد المتواصل في كافة المدن والمحافظات الليبية، وأن عشرات المشاريع توقفت خلال الفترة الماضية بسبب تخوف العمال من الأوضاع القاسية التي تمر بها ليبيا.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد المصريين العاملين في ليبيا يتراوح ما بين 300 و500 ألف مصري، يمتلك غالبيتهم محال تجارية ومشروعات صناعية يعمل بها مئات الآلاف من العمال المصريين. فيما تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عددهم يتجاوز المليوني مصري.
وأوضح ناصر حسين، وهو صاحب مصنع غرانيت ورخام في ليبيا، أن الأوضاع أكثر من صعبة وأن مئات المصانع التي يمتلكها مصريون توقفت بسبب سوء الأوضاع الأمنية، إضافة إلى توقف حركة البيع والشراء بسبب انهيار عدد كبير من الصناعات خلال الفترة الماضية.
وأشار في تصريحات لـ "عربي 21"، إلى أن هذه المشاريع هي مصدر الرزق الوحيد للعمالة المصرية وأصحاب المصانع، وأن هذه العمالة التي تشمل أكثر من 3 ملايين مصري، باتت مصائرهم مهددة بعد توقف غالبية هذه المشاريع.
وقال سالم عيد، وهو صاحب محل نظارات بمدينة بنغازي، إن حياة المصريين باتت معرضة للخطر، وإن عشرات الآلاف من
العمالة المصرية فضلت العودة إلى مصر عن الاستمرار تحت القصف المستمر، فيما يجازف عدد كبير من هذه العمالة بأرواحه تحت ضغوط الحياة الصعبة التي تنتظرهم حال العودة إلى مصر.
وتابع بأن غالبية العمالة المصرية تعمل في مجال المقاولات والمعمار في ليبيا، وهذا القطاع يشهد أزمات حادة وخانقة تبدأ بعدم وجود عمالة كافية وتنتهي بعدم الاستقرار الأمني، هذا بخلاف الانقطاع المستمر للمياه والكهرباء ما دفع كثيرين من المصريين إلى تجميد أنشطتهم وأعمالهم إلى حين تحسن الأوضاع هناك.