يتعرض الطفل السوري إلى انتهاكات إنسانية مختلفة، حيث لا يتمتع بالحقوق الأساسية التي نالها أقرانه في مختلف دول العالم، كحقه في التعليم، وعدم دخوله سوق العمل أسوة بأقرانه في مختلف دول العالم، ناهيك عن إهمال الجانب النفسي، إذ يتعرض الأطفال السوريون لأخطار نفسية محدقة قد تجعل الكثيرين منهم مشاريع إجرامية مستقبلية.
مجازر جماعية
وتعرض الأطفال في عشرات البلدات والقرى السورية خاصة تلك التي تقع في خط تماس مع القرى التي تنتمي للطائفة العلوية، إلى مذابح جماعية بالسكاكين، كما حدث في بانياس أو في التريمسة وغيرها من المناطق.
وبحسب ناشطين "تعمد الميليشيات الشيعية الموالية للنظام السوري سواء كانت محلية أو قادمة من إيران والعراق ولبنان إلى قتل الأطفال من الطائفة السنية، وفق عقيدة دينية منحرفة يتبناها هؤلاء، وينكرها كل الإعلام حتى المتعلق بالثورة السورية، وتقول: أقتل سنيا تدخل الجنة. فيتقربون إلى الله بذبحهم للأطفال من الطائفة السنية وبمباركة من مشايخهم ورجال الدين لديهم".
الأميّة
قام النظام السوري عبر السنوات الثلاث بقصف المئات من المدارس التي تقع في المناطق الخارجة عن سيطرته، كما أنه فصل معظم المعلمين في تلك المناطق من وظائفهم، بعد أن أوقف مرتباتهم الشهرية، ما دفع بالكثيرين منهم لمغادرة البلاد، ورغم بقاء بعضهم فإن العملية التعليمية التي تجري في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر لا تجري وفق المعايير التعليمية المدروسة، بل تقوم على تقديم ما يستطاع تقديمه في ظل حالة من انعدام الإمكانات.
حتى بمناطق اللجوء في دول الجوار، فإن عددا كبيرا من الأطفال لا يحصلون على حقهم في التعليم لعدم توفر شواغر لهم في المدارس التابعة لمؤسسات المعارضة السورية، إذ تحتوي بعض المدن التركية مثلاً على عشرة آلاف طفل في سن التعليم الابتدائي بينما المدارس السورية المفتتحة حديثا لا تستوعب فيها أكثر من ألف طفل، فضلا عن أن عددا كبيرا من الأسر ترسل أطفالها للعمل بسبب الظروف المادية الصعبة التي تمر فيها.
انعدام الرعاية الصحية
لم يعد موضوع الاهتمام بالصحة الجسدية للطفل على سلم الأولويات في مناطق الداخل السوري، إذ ينصب الإهتمام على بقائه سالما من القصف وعلى قيد الحياة، في حين تهمل مختلف الجوانب الصحية غير المستعجلة، بحيث تتابع المواضيع الطبية الإسعافية أما الحالات الأخرى فيتم إهمالها لتتحول شيئاً فشيئاً إلى أمراض مزمنة، تفتك بالطفل قبل أن يصبح شاباً.
كما تم إهمال موضوع اللقاحات في السنة الأولى من الثورة نظراً لعدم الثقة بما سيقدمه النظام من جرعات لتلقيح الأطفال، أدى إلى حرمان عشرات الأطفال من اللقاحات ضد الأمراض السارية ما جعلهم عرضة لها بشكل مستمر.
وبعد أن أصبحت اللقاحات تصل عن طريق المؤسسات السورية المعارضة، فإن حدثا غامضاً جرى مؤخراً أدى لمقتل أكثر من ثلاثين طفل سوري، بعد أن تم إعطاؤهم لقاحات فاسدة أو سامة، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة ترافقت باحتجاجات من قبل الناشطين، ومطالبات بإقالة وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.
تجارة الأعضاء
كثير من الحوادث المتفرقة التي تداولها الناشطون عن اختفاء أطفال من أحيائهم ومناطق إقامتهم فجأة، لتمر الأيام دون أن يسمع ذووهم عنهم أي معلومة، وتكثر هذه الحوادث في مناطق سيطرة النظام حيث يتم إطلاق يد من يسمون بــ"الشبيحة وعناصر الدفاع الوطني" للتصرف كما يحلو لهم دون أن تتم محاسبة المخطئ منهم، حيث أن المطلوب منه فقط العمل على ما يدعم ويفيد النظام السوري.
وأفاد ناشطون من حمص أن عددا كبيرا من الأطفال فقدوا دون أي اهتمام من قوات النظام التي تسيطر على معظم أحياء مدينة حمص، وقد كتب المعارض السوري الدكتور عطا كامل عطا وهو من مدينة حمص: "تجارة الأعضاء البشرية تعود إلى الواجهة في مدينة حمص".
وتواردت أنباء عن اختطاف 186 طفلا من الأحياء المعارضة الحمصية، ولا يعرف مصيرهم حتى اللحظة، وهناك حملة أطلق عليها اسم "تنظيف الأحياء العلوية من أبناء وتوابع الإرهابيين"، كتغطية على هذه الجرائم ضد الإنسانية بحق أطفال سوريا بالعموم، وأطفال حمص على وجه الخصوص.
وتم ذكر أسماء أطباء يقومون بهذه الأفعال سيتم تسليمهم للمنظمات الدولية المختصة، كي تقوم بالتحقيق في هذه الحوادث والتحقق من رواج ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية السورية في كل من لبنان وإيران و روسيا.
الاغتصاب أثناء الاعتقال
تقوم قوات النظام السوري باعتقال كل من تشك بولائه للنظام، بل تقوم أحيانا باعتقالات بحسب بطاقة الهوية، فبعض المناطق يكون كل سكانها مطلوبين لأجهزة نظام بشار الأسد الأمنية، وبهذا يتم اعتقال كل من يمر على أحد الحواجز سواء كان طفلا أو طفلة أو رجلا أو امرأة.
وقال ناشطون: "يتعرض الأطفال السوريين من الجنسين لحوادث اغتصاب من قبل السجانين والجلادين أثناء التحقيق في فترة الاعتقال، الأمر الذي يخفيه الأهالي لدى الإفراج عن أبنائهم، أو يخفيه الأبناء عن الأسرة تماماً، نظراً لحساسية هذا الموضوع في المجتمعات الشرقية".
وأضاف الناشطون: "في غالب الأحيان يطوى الموضوع تماماً ليتحول إلى عقدة نفسية لدى الطفل وتحوله فيما بعد إلى شخص يمتلئ بالحقد على كل شيء حوله، وهذا ما يخشى أن يحدث لأطفال ذاقوا الأمرين سواء في المعتقلات أو المخيمات أو تحت رحمة قذائف وصواريخ الأسد".
تجنيد الأطفال
ذكرت مصادر إعلامية وحقوقية في الداخل السوري، أن الكثير من الكتائب المقاتلة، التي تعتبر أن سن البلوغ لدى الطفل هو سن التكليف بمختلف الفروض والواجبات الدينية الشرعية والتي يعتبر الجهاد أحد أهمها، تعمل على تجنيد الأطفال في صفوفها.
ويشارك في القتال مئات من الأطفال المراهقين ممن هم دون سن الثامنة عشر ضمن صفوف العديد من الفصائل وعلى رأسها "تنظيم الدولة" (داعش)، والذي يستطيع قادته بكل سهولة وبساطة إقناع المراهقين بضرورة مشاركتهم في الجهاد، وبناء "الدولة الإسلامية" ومحاربة المرتدين.