كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في عددها الصادر الجمعة، معلومات مهمة عن دور بريطاني في
تدريب المعارضة السورية كجزء من استراتيجية التحالف للتعاطي مع "تنظيم الدولة" في
سوريا.
وقال الصحيفة إن القوات البريطانية ستدعم مقاتلي
الجيش الحر بالتدريب والخبرات العسكرية، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية تقدم حتى الآن الدعم للمقاتلين، من خلال فريق عسكري مرابط في الأردن، الذي سيكون مكانا مرشحا لتنفيذ البرنامج الجديد.
وفي الوقت نفسه تتلقى مجموعات من المقاتلين تدريبات على يد مدربين ومتعهدين تابعين للمخابرات الأميركية "سي آي إيه".
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أعدت قائمة بالدول المرشحة، كي تكون مكانا لتدريب مقاتلي "البيشمركة" والمعارضة السورية.
وأرسلت
بريطانيا حتى الآن 150 مستشارا عسكريا إلى العراق، ومن بينهم أفراد من القوات الخاصة "أس إي أس"، و"قوات القوارب الخاصة" التابعة للبحرية البريطانية. ويُعتقد أن بريطانيا لن تبقي على قواتها في العراق لمدة طويلة للمشاركة في عمليات التدريب، وترى من المناسب عقد الدورات التدريبية في بلد ثالث، وفق التقرير.
ويلفت التقرير إلى أن مقاتلات سلاح الجو البريطاني تقوم بطلعات في الأجواء العراقية منذ السبت الماضي، واستهدفت حتى الآن مواقع وعربات متحركة لتنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش".
وتبين الصحيفة أن المقاتلات البريطانية تركز في هجماتها على أهداف تراها بطريقة الحظ، وليس بناء على خطط مسبقة. ويعتقد أن هذه هي الاستراتيجية التي تبنتها القوات الأميركية.
ويقوم منسق بريطاني بارز بإرسال البرقيات حول أهداف محتملة، حيث يقوم وزير الدفاع مايكل فالون بتوقيعها شخصيا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي بريطاني بارز قوله: "كلنا يعرف أن (داعش) لا يمكن هزيمته عبر الغارات الجوية وحدها، ولكن يجب توفير محتويات العملية من خلال المقاومة السورية، والقوات العراقية، والبيشمركة، وربما مشاركة بعض الدول، وكل الإشارات تظهر أن حلفاءنا البريطانيين والفرنسيين والأستراليين سيلعبون دورا في تدريب القوات المحلية".
ويورد التقرير أن خطوة تدريب المعارضة تأتي بعد عامين وعشرة أشهر من اقتراح قائد القوات البريطانية الجنرال سير ديفيد ريتشاردز تدريب 10.000 من مقاتلي المعارضة السورية.
وقام الجنرال في حينه بعقد اجتماع سري مع قادة القوات العسكرية في فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، وحضره أيضا ضابط أميركي برتبة نقيب، وتمت فيه مناقشة الاستراتيجية.
ونوقشت الخطة من قبل الإدارة الأميركية، لكن الرئيس باراك أوباما قرر استبعادها.
وفي الفترة ما بين الاقتراح والقرار الجديد، خسرت المعارضة السورية "المعتدلة" مناطق وتأثيرا ومقاتلين انضموا إلى جماعات مسلحة مثل "تنظيم الدولة" و"جبهة النصرة"، وفق التقرير.
وتقول الحكومة البريطانية إنه لا حاجة لموافقة البرلمان على برامج التدريب.
وحتى الآن اكتفت الحكومة البريطانية بتقديم معدات غير فتاكة للمعارضة السورية، بما في ذلك عربات وأجهزة اتصالات ودروع. وانتهى المطاف ببعض هذه المعدات في يد مقاتلي "جبهة النصرة" الموالية للقاعدة.
وتوضح الـ"إندبندنت" أن الدول الغربية تجد صعوبة في التفريق بين المقاتلين المعتدلين والجماعات المتشددة؛ بسبب تغير الولاءات والتحالفات على الساحة السورية. وكما يقول مخطط عسكري غربي فإن "هذا الوجه المشوش" من الحرب يجعل من الصعوبة وضع خطط لتدريب المعارضة.
وتختم الصحيفة بالقول إن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وعد باستشارة البرلمان في حال قرر توسيع المشاركة لتشمل سوريا، لكن القوات البريطانية لديها المرونة للتحرك في المناطق الحدودية أو ضرب مواقع في سوريا حالة حدوث كارثة إنسانية أو تعرضت أرواح بريطانيين للخطر.