اتهم معلق صهيوني بارز "
إسرائيل" بخذلان الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي وعدم مساعدته على مواجهة التحديات التي يقابلها نظامه، على الرغم من الشراكة الاستراتيجية التي تربطه بالكيان الصهيوني.
وقال آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية والفلسطينية في موقع "وللا" الإخباري في تقرير نشره الموقع مساء أمس، إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يتجاهل دعوات السيسي له بإحداث تقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، مع إدراكه أن هذا التقدم سيساعد السيسي على القضاء على نفوذ حركة
حماس في قطاع
غزة.
وزعم سيخاروف أن السيسي بعث بعدة رسائل لنتنياهو يحذره فيها من أن استمرار الجمود في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يؤثر سلباً على الواقع الداخلي في مصر.
وأشار سيخاروف: "السيسي يعي أن نجاحه في تحجيم الإخوان المسلمين يتطلب إضعاف حركة حماس بشكل كبير، وهذا لن يتأتى إلا بتعزيز قوة السلطة الفلسطينية بزعامة أبو مازن، ولن تتعزز قوة أبو مازن إلا في حال أسفرت المفاوضات عن إنجاز يستطيع أن يقدمه عباس لشعبه".
وأوضح سيخاروف أن السيسي لا يمكنه مساعدة عباس على استعادة غزة ومحاصرة حماس في ظل السياسات التي تتبعها "إسرائيل" في الضفة الغربية.
وأعاد سيخاروف للأذهان حقيقة أن المصلحة المشتركة في ضرب حركة حماس وتقليص نفوذها مثلت أساس الشراكة الاستراتيجية والعلاقة الحميمية التي تربط إسرائيل بنظام السيسي.
من ناحية ثانية سخر سيخاروف من جهاز القضاء المصري الذي لا يتدخل ضد المس بحقوق الإنسان في مصر وتأييده الفظ لسياسات السيسي.
وأضاف: "على ما يبدو أن السيسي لا يخشى من تدخل المحكمة العليا ولا منظمات حقوق الإنسان عندما أمر بإجلاء آلاف المواطنين المصريين من ديارهم في شمال سيناء، في أعقاب حادثة مقتل الجنود المصريين الأخيرة".
وفي سياق متصل، قال السفير الصهيوني الأسبق في القاهرة تسفي مزال إن السيسي يسعى إلى تدشين تحالف إقليمي عربي إفريقي لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين.
وفي ورقة نشرها موقع "مركز القدس لدراسة المجتمع والدولة" أمس، نوه مزال إلى أن السيسي تمكن من إقناع قطاع مهم في ليبيا بتأييده علاوة على نجاحه في التوصل لتفاهمات محددة مع القيادة الجزائرية بهذا الشأن.
ونوه مزال إلى أن السيسي استقبل الرئيس السوداني عمر البشير في مسعى منه لضمه لهذا التحالف، على الرغم من أن الولايات المتحدة وأوروبا تفرض حظراً على التعاطي معه (البشير) بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد أهالي دارفور.
ويذكر أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد كشفت مؤخراً النقاب عن أن إسرائيل ومصر توصلتا إلى تفاهمات بشأن الإجراءات التي تضمن عدم تعاظم قوة "حماس" العسكرية.
ونوهت الصحيفة إلى أنه وفق هذه التفاهمات، فقد أوقفت القاهرة إدخال الأسمنت المخصص للمشاريع الخيرية في القطاع، والذي كان يصل عبر الحدود المصرية، حتى لا تستخدمه "حماس" في بناء الأنفاق والتحصينات تحت الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانبين المصري والصهيوني توصلا لتفاهم يقضي بعدم السماح بإدخال أنابيب معدنية للقطاع، خشية أن تستخدمها حماس في تصنيع الصواريخ.
ونقلت الصحيفة عن جنرال صهيوني قوله إن التفاهمات تقضي بمنع وصول أسمدة كيماوية مخصصة للزراعة خشية أن توظف في تصنيع المواد المتفجرة. علاوة على منع إدخال ماكنات الخراطة التي تدعي إسرائيل أنها تستخدم في تصنيع الصواريخ، أو أي ماكنات قد تسهم في أعادة تأهيل قطع غيار لاستخدامها في تصنيع الصواريخ من جديد.
وأوضح الجنرال أن السلوك المصري يساعد "إسرائيل" على مواجهة حماس في
الحرب القادمة.