في وقت بدت فيه الأحياء التي يقطنها يهود في
القدس المحتلة كمناطق أشباح، أجمع المعلقون
الإسرائيليون على أنه لا يوجد لدى إسرائيل أي قدرة على وقف الموجة الحالية من
عمليات المقاومة التي تستهدف
المستوطنين في المدينة المقدسة.
وقال نير حسون المعلق في صحيفة "هآرتس" إن الإحباط سيد الموقف وهناك إحساس بعدم قدرة "الدولة" على توفير الحماية لليهود في المدينة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء أوضح حسون أن الاستراتيجية التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف مظاهر
انتفاضة القدس، والتي تقوم على سياسة العقوبات والتهديدات محكوم عليها بالفشل الذريع.
وحذر حسون من استبداد اليأس بجموع المستوطنين في المدينة وآثاره، مشدداً على أن أحداً من المستوطنين لا ينظر بجدية للخطوات التي أقدمت عليها الحكومة حتى الآن.
في ذات السياق، نقلت إذاعة الجيش الصهيوني صباح اليوم الأربعاء عن مصدر أمني قوله إن تعزيز قوات الأمن والشرطة في القدس المحتلة لن يفضي إلى تغيير الواقع ولن يحول دون تواصل العمليات.
وأشارت الإذاعة إلى يأس من إمكانية وضع حد للموجة الحالية دفع قيادة الشرطة إلى الطلب من المستوطنين الذين يملكون تراخيص لحمل سلاح مساعدتها في الحفاظ على الأمن داخل المدينة، في أوضح إقرار بعدم جدوى الإجراءات التي اتخذت والتي يمكن أن تتخذ.
وحتى صحيفة "يسرائيل هيوم"، ذات التوجهات اليمينية، قد حذرت من خطورة ردود الفعل الإسرائيلية على الحادث، معتبرة أن الأمر سيفضى إلى نتائج عكسية.
وفي مقال نشرته صباح اليوم، حذر المعلق العسكري يوآف ليمور من التداعيات الخطيرة لأي سلوك استفزازي يقدم عليه ساسة اليمين في القدس المحتلة، محذراً من أن هذا سيكون وقوداً لتواصل الانتفاضة واشتدادها.
وفي ذات السياق، قال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن مواجهة العمليات التي تنفذ على أساس فردي غير ممكنة، لأنه يستحيل أن يتم جمع معلومات استخبارية عنها.
وفي مقال نشرته الصحيفة، صباح اليوم، أوضح بن يشاي قائلاً: "يستيقظ شاب فلسطيني ما ويقرر فجأة أن ينفذ عملية ما، وهكذا سيكون من المستحيل إحباط العملية قبل وقوعها".
وفي ذات السياق قال رؤفين إلباز، عضو المجلس البلدي للاحتلال في القدس إن المدينة بدت صباح اليوم كمدينة أشباح بسبب خوف المستوطنين من الخروج وممارسة مناشط حياتهم اليومية.
وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، نوه الباز إلى أن معظم أولياء الأمور رفضوا إرسال أبنائهم للمدارس، على الرغم من أنه لم يتم تعليق الدراسة في المدينة.