"أوسي شي"..
فنان ياباني قادته الصدفة لسماع أغنية للمصرية أم كلثوم، فاقتفى أثرها وتبحر في دراسة
الموسيقى العربية، إلى أن أسس أول فرقة يابانية متخصصة في تقديم موسيقى أغنيات كوكب الشرق، وأطلق عليها "ألف ليلة وليلة" نسبة لإحدى أشهر أغنيات المطربة الراحلة.
وحاليا، تحل الفرقة اليابانية ضيفا على مصر لتحتفل مع المصريين بالعام الميلادي الجديد من خلال تقديم عدة حفلات موسيقية متتالية.
أبرز هذه الحفلات نظمتها نقابة الإعلام الإلكتروني، مساء الأحد، على مسرح "جريك كامبس" بالجامعة الأمريكية في وسط القاهرة.
وعلى مدار ساعتين متتاليتين، قدمت الفرقة عزفا لموسيقى أشهر ما تغنت به كوكب الشرق على مدار مشوارها الفني كأغنيات: "أغدًا ألقاك، رجعوني عينيك، أنت عمري، حب إيه".
ولفت أوسي شي، مؤسس الفرقة الفنية، إلى أن الفكرة اختمرت في ذهنه منذ أربع سنوات حينما سمع بالصدفة إحدى أغنيات أم كلثوم، فأعجب بها لدرجة دفعته للتخصص في تقديم هذا اللون الموسيقي.
كما لفت إلى أن فرقته تضم أربعة فنانين يعزفون على آلات الطبلة والعود والكمان بحرفية شديدة كالموسيقيين العرب.
وفيما يتعلق بكيفية تغلبهم على حاجز اللغة في تقديم أغنيات أم كلثوم، رغم أنهم لا يجيدون العربية، أوضح الفنان الياباني أنهم يزورون مصر لأخذ دورات تدريبية موسيقية تمكنهم من هذا الأمر، خاصة أن مثل هذه الدورات غير متوفرة في اليابان.
ومضى قائلا: "في اليابان نستعين بأساتذة مختصين في تدريس الموسيقى العربية كي يتولوا مهمة تدريبنا".
وأضاف أن "التكنولوجيا الحديثة سهلت كثيرا من هذا الأمر، فنحن نمضي أوقاتا طويلة في تصفح مقاطع الفيديو الخاصة بأم كلثوم على موقع "يوتيوب"، ونقتني هذه الأغنيات على أسطوانات مدمجة كي نحتفظ بها ويسهل علينا دراستها وحفظها".
وبحسب الفنان الياباني، فإن الموسيقى العربية لا تلقى رواجا كبيرا على الإطلاق في بلاده وبين شعبه، لكن هذا الأمر لم يدفعه للإحباط، بل دفعه للتفكير في أن يأخذ على عاتقه هذه المهمة، وتكون فرقته هي "جسر مرور الموسيقى العربية للثقافة اليابانية".
وفي سبيل ذلك قدمت الفرقة عددا كبيرا، لم يستطع تحديده بدقة، من حفلات الموسيقى العربية في اليابان، وتحديدا في مدينتي طوكيو وأوساكا، وذلك لأن أعضاء الفرقة تعود أصولهم إلى هاتين المدينتين.
ولم يخفِ الفنان الياباني سعادته الغامرة بردة فعل الجمهور الياباني على أغنيات أم كلثوم عقب تقديمهم لها، خاصة هؤلاء الذين يحضرون حفلاتهم لأول مرة فتصيبهم "دهشة تلك الموسيقى الساحرة"، على حد تعبيره.
وأوضح أوسي شي أن "الفرقة تعتزم خلال الفترة القادمة تثبيت أقدامها في المنطقة العربية وتقديم حفلات في دول الشرق الأوسط بعد النجاح الذي لاقته في اليابان ومصر".