"مفكرين دخول الحمام مثل خروجو؟" بهذه الكلمات رد أحد عناصر النظام على عناصر "
اللجان الشعبية" بعد تسليم عشرين منهم أسلحتهم وتقديم استقالاتهم على خلفية سقوط خمسة قتلى منهم في معارك جوبر الأخيرة، لينتهي بهم الأمر إلى الاعتقال والتحقيق معهم بتهمة الخيانة.
وقد خرج جزء من هؤلاء بعد أيام من السجن، فيما بقى آخرون لمتابعة التحقيق.
حالة التذمر أصبحت واضحة بين صفوف هؤلاء عناصر هذه
الميليشيات، حيث اشتدت الخلافات مع النظام في الأيام الأخيرة نتيجة أوامر تنص على توجههم إلى درعا للقتال على جبهاتها، كما أفاد الناشط أبو مجاهد الدمشقي، عضو المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية.
أقدم النظام منذ عامين على تشكيل مجموعات "اللجان الشعبية" في ريف دمشق الغربي، لا سيما في منطقة الكسوة وما حولها، ليضمن عدم وجود "خلايا نائمة" للثوار في هذه المناطق لخطرها الشديد على مراكز ثقله غربي العاصمة.
وتحدث الناشط أبو مجاهد عن فشل النظام في تشكيل مثل هذه المجموعات في المناطق ذات التركيبة السكانية المتماسكة، كالكسوة البلد، حيث أن سكانها هم أبناؤها وليسوا من الغرباء. ولكنه نجح في المناطق التي تضم تركيبة سكانية مختلطة كمنطقة السكة شرق الكسوة القريبة من جبل المانع، حيث أن سكانها متنوعون، ففيها أكراد وبدو إضافة لوجود سكان من أبناء الطائفة العلوية، علاوة على وجود لاجئين من مناطق الذيابية وسبية وحجيرة ونجها ممن يعانون الفقر الشديد بعد تهجيرهم من مناطقهم على خلفية المعارك الدائرة فيها.
وبيّن الناشط أن النظام تمكن من تشكيل لجان شعبية في السكة (الكسوة الشرقية) منذ عامين بعد خروج مجموعة الثوار الأخيرة منها، وبذلك يضمن عدم دخولهم إليها ثانية، فهي ذات موقع هام لقربها من جبل المانع ودخول الثوار إليها يعني تهديد الجبل الذي يعتبر من أهم مراكز النظام في الغوطة الغربية، حيث أنه ضمن سلسلة جبال تشكل خط دفاع هام عن العاصمة.
وأوضح أبو مجاهد أن المتطوعين في "اللجان الشعبية" تلقوا في البداية وعودا ببقائهم في مناطقهم مقابل رواتب شهرية قد تصل إلى 25 ألف ليرة سورية، في ظل فقر وجهل شديد تعيشها هذه المناطق، ليبدأ نشاطهم بتنفيذ عمليات الخطف ووطلب الفدية بمبالغ مالية كبيرة، ناهيك عن أعمال السرقة و"التشبيح" التي يمارسونها على سكان المناطق. لم يلتزم النظام بوعوده وزج بعناصر اللجان بداية في جبهات جوبر في دمشق، ثم في جبهات درعا، ليقتل قائدهم أبو محمود منذ شهور في معارك درعا.
ومن الجدير بالذكر أن منطقة دنون القريبة من الكسوة تخضع لسيطرة ميليشيات الجبهة الشعبية الفلسطينية التي يقودها أحمد جبريل، والتي تشارك بقتال الثوار على جبهة الطيبة وتنفذ عمليات خطف واستفزاز للمدنيين، كما أن بلدة الخيارة تشهد تواجدا لـ"الجان الشعبية" بعد تمكن النظام من السيطرة عليها عقب معاركه الأخيرة ضد الثوار على طريق درعا القديم، حيث سيطر النظام على بلدات الثورة وعين البيضا ليتوقف تقدمه عند الطيبة بسبب المقاومة العنيفة التي يواجهها من قبل الثوار.