أدانت منظمة "
مراسلون بلا حدود"، ما أسمته "تضييق السلطة بالجزائر على حرية الصحافة وكتابات الصحفيين"، وقالت "إن السلطة بالجزائر أصبحت ترهب الصحافة".
واستندت منظمة "مراسلون بلا حدود"، بموقفها اتجاه السلطة بالجزائر وتعاملها مع الصحافة، بمضمون رسالة الرئيس
الجزائري، عبد العزيز
بوتفليقة، التي وجهها لشعبه، يوم 19 آذار/ مارس، الجاري بمناسبة عيد النصر في البلاد.
وجاء برسالة الرئيس بوتفليقة التي قرأها مستشاره الخاص، بن عمر زرهوني: "هناك معارضة سياسية مزعومة، تدعمها صحافة لا علاقة لها بالمهنية والاحترافية هدفها تيئيس الشعب الجزائري وزعزعة ثقته في مستقبله".
وقالت المنظمة ببيان، الأربعاء، إن "المقطع الخاص بانتقاد السلطة بالجزائر للصحافة المستقلة، لم يرد مباشرة برسالة الرئيس، لكنّ أشخاصا من محيط بوتفليقة هم من أضافوها إلى الخطاب بدليل أن هذا المقطع لم يرد بنسخة الرسالة المكتوبة باللغة العربية، ووردت فقط بالنسخة المكتوبة بالفرنسية".
واعتبرت المنظمة أن "هذا دليل على أن من أضاف المقطع، أناس من محيط بوتفليقة".
وتزامنت رسالة الرئيس بوتفليقة، مع جدال تواتر عن خرجات وزير الاتصال الجزائري، حميد قرين، وتصريحاته المثيرة للجدل بخصوص اتجاه صحافة بلاده، وتهجمه المتكرر على الصحافة المستقلة، التي يصفها بـ"الصحافة المحترفة بالسب والشتم"، واتهم بعض الصحف المستقلة بـ"خرق أخلاقيات المهنة في حديثها عن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة".
وسحبت وزارة الاتصال بالجزائر، بطاقة الاعتماد السنوية، من الصحفي بوعلام غمراسة، مراسل صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يوم 25 شباط/ فبراير، المنقضي.
وقال الصحفي بوعلام غمراسة، الذي يشتغل، أيضا، بصحيفة "الخبر"، المستقلة، بتصريح لصحيفة "
عربي21"، بمناسبة ورود اسمه في بيان منظمة "مراسلون بلا حدود": "لقد سحب مني وزير الاتصال بطاقة الاعتماد على أساس أنني وصفت رئيس الجمهورية بـ(المعوّق)".
ويصحح غمراسة لـ"
عربي21"، حقيقة ما كتبه عن الرئيس، موضحا أن "الوزير اتهمني بذلك، بينما أنا قلت عنه أنه (مقعد) لأنه عاجز عن أداء مهامه بسبب المرض".
ويرى غمراسة أن "مشكلة الوزير أنه لا يفهم اللغة العربية فخلط بين "معوق" و"مقعد". ثم إنه يحاسبني أنني قلت هذا الكلام في قناة فضائية أجنبية، في حين لا دخل لذلك مع نشاطي كمراسل صحيفة الشرق الأوسط". ويتابع قائلا: "اعتقادي بأن الوزير يريد أن يقدم خدمة لمن وضعه في الحكومة، ويسعى إلى تخويف الصحافيين خاصة المراسلين، لدفعهم إلى ممارسة الحذف الذاتي وعدم انتقاد الحكومة، وبالخصوص عدم تناول مرض الرئيس وتأثيره على سير المؤسسات والأجهزة".
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن "وزير الاتصال الجزائري، سحب بطاقة الاعتماد من الصحفي بوعلام غمراسة، دون تقديم مبررات مقنعة".
وصرح وزير الاتصال، حميد قرين، بنشاط حكومي، بجامعة الجزائر، الخميس الماضي، قائلا: "يتعين على الصحافة الأجنبية بالجزائر أن تحترم قواعد اللعبة".
ودانت المنظمة، حبس الصحفي الجزائري عبد السميع عبد الحي، دون محاكمته، وقد أدخل عبد السميع السجن، قبل 19 شهرا، ورغم دعوات منظمات حقوقية محلية ودولية، موجهة إلى السلطة بالإفراج عنه، إلا أن العدالة لم تبت أصلا في قضيته، ولا أحد يعرف طبيعة التهمة التي تلاحقه.