لم تتخيل الإعلامية
اللبنانية ديما صادق، وهي التي تنتسب إلى الطائفة الشيعية، أن تغريدتها في "فيسبوك"، والتي وصفت فيها
بشار الأسد وعلي مملوك بأنهما "أسفل و أحقر خلق الله"، ستجر عليها كل تلك الشتائم.
اعتقدت ديما صادق أن وضوح التهم الموجهة إلى ميشال سماحة، واعترافه بأن بشار الأسد وعلي مملوك يعرفان بالمؤامرة التي كان يدبرها، والتي كان يمكن أن تودي بحياة المئات من البشر، ستكون كافية للتسامح مع ما قالته.
متابعة التعليقات على تغريدة صادق كشفت عن مستوى من الوقاحة والإسفاف لا يتخيله أحد، بحسب مراقبين للشأن اللبناني، وخاض الشتامون في عرضها على نحو بشع، والنتيجة أنها لم تتحمل، فما كان منها إلا أن شطبت التغريدة، لكن التعليق الذي وضعته بعد شطب التغريدة كان أكثر بلاغة منها بكثير. فماذا قالت؟
قالت ديما صادق: "لم أكن أتخيل، حتى في أسوأ الكوابيس، أن إدانة من اعترف رسميا أمام القضاء بأنه يخطط لتفجير السلم الأهلي في البلد، وإقامة مذابح على موائد رمضان، ستجلب لي كل تلك الإهانات. حسبتني أتحدث عن قضية وطنية جامعة، سيتحد فيها جميع اللبنانيين ضد إراقة دم من يصوم لله في شهر رمضان المبارك، إلا أنني كنت مخطئة. إهانتكم لم تؤثر بي. ولكن صوت والدتي المرتجف والموجوع من الإهانات والتهديدات التي تلقتها مباشرة على هاتفها جعلني أكفر بالإيمان بأي قضية محقة. نزولا عند دمعة أمي سأحذف ما كتبته. فأنتم، أيها الشتامون لا تستحقون رمقة من عينيها، فكيف بدمعة؟".
صحفي لبناني ينتمي للطائفة الشيعية أيضا قال لـ"
عربي21" مشترطا عدم ذكر اسمه، إن ما جرى لديما صادق يمثل "تعبيرا عن حالة النزق التي يعيشها جمهور حزب الله بسبب جرأة قطاعات واسعة من الشارع اللبناني على الحزب ورموزه وحلفائه، بما في ذلك بعض الشيعة أنفسهم"، مضيفا أنه لذلك تأتي الهجمة على من ينتقد سياسة الحزب أو حلفائه من الشيعة "أكثر شراسة من الهجمة على سواهم"، لأنها "تشجع الآخرين" بحسب قناعة قيادة الحزب.