كان لسيطرة
تنظيم الدولة على مدينة تدمر وقع كبير على السكان في الأحياء المؤيدة للنظام السوري في
حمص، وسبب هلعا في صفوفهم، ما دفع العديد منهم للانتقال إلى الأماكن الأكثر أمانا على طول الشريط الساحلي، من
اللاذقية شمالا وصولا إلى طرطوس، المدينة التي لم تطلها نار المعارضين بعد، على الرغم من التهديدات المتواصلة. كما تسبب تفجيرا الزهراء ووادي الذهب اللذان تبناهما التنظيم في موجة نزوج نحو الساحل.
وأكدت الناشطة سما الحمصي؛ أن
العلويين فعلا بدأوا ينزحون من حمص تجاه الساحل، وأنهم يدفعون مبالغ تتراوح بين 50 إلى 100 الف ليرة سورية مقابل نقل أثاث منازلهم إلى الساحل السوري، بعد أن يبيعوا منازلهم بأي سعر مقابل خروجهم من حمص. وأكدت أن حي وادي الذهب شهد في اليومين الأخيرين العديد من عمليات بيع للمنازل من أجل التوجه إلى اللاذقية.
وأكد أحد نشطاء اللاذقية، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الدفاع الوطني في اللاذقية ازدادت فيه نسب القادمين من حمص، وبدأوا يستأجرون بعض المنازل في كل من أحياء الزراعة والرمل الشمالي داخل اللاذقية، وأحياء مثل الدعتور وبسنادا في ضواحي اللاذقية. وأشار الناشط، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إلى أنه تعرض للعديد من عمليات التفتيش على أيدي القادمين الجدد إلى المدينة.
ناشطون من مدينة اللاذقية بدورهم أبدوا خشية من تأثير النازحين الجدد على السكان الأصليين والنازحين من باقي مناطق
سوريا، حيث يشكل النازحون من مدينة حلب وإدلب النسبة الأكبر بين النازحين في المدينة، وغالبيتهم ينحدرون من أصول سنية، وهؤلاء ربما يتعرضون للضغوط.
حالة الخوف التي تنتاب علويي الساحل السوري لم تهدأ رغم التطمينات التي قدمها قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، خلال زيارته الأخيرة بعد تحرير المعارضة لمحافظة إدلب المتاخمة لجبال العلويين، فيما باتت القرداحة، التي تنحدر منها عائلة الأسد، ضمن مرمى نيران الثوار من ناحيتي الغرب والشمال، وعلى مسافات لا تتجاوز 30 كيلو متر.
وفي المقابل، يحاول النظام السوري تكثيف الطلعات الجوية للتخفيف من أعباء وتبعات الخسائر المتلاحقة في ريف إدلب، إلا أنه لم يضرب أي هدف عسكري، وكل الضربات وعمليات الانتقام تتم بحق المدنيين العزل، وكان آخرها مجزرة في قرية الجانودية الحدودية التي راح ضحيتها أكثر من ستين قتيلا، معظمهم نازحين من مدينة جسر الشغور، عدا عن عشرات الجرحى غصت المشافي الميدانية بهم، وفق ما صرح به الناشط طارق عبد الحق من المدينة.
ويضيف عبد الحي أنه تم دفن الضحايا بحالة من الحزن الشديد، ويعيش أبناء القرية الحدودية حالة من الخوف تتسب بخروجهم من منازلهم نهارا والعودة ليلا في محاولة للتخفيف من الأضرار البشرية بعد الاستهدافات المتكررة على القرية.