سخر جنبلاط من "أدونيس" وقال إن تحليلاته تدفع للتقيؤ - عربي21
هاجم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الشاعر السوري العلوي علي إسبر الملقب بـ"أدونيس"، قائلا إنه لا يزال يلقي باللوم على الشعب السوري في جميع الكوارث التي تمر بها البلاد.
ورد جنبلاط على تصريحات لـ"أدونيس" المؤيد للأسد لجريدة "السفير" اللبنانية، التي قال فيها إن الأزمة في سوريا لم تعد "ثورة شعبية"، مستدلا بهجرة نسبة كبيرة من السوريين خارج بلادهم، وقدوم مقاتلين أجانب لمناطق الصراع في سوريا.
وقال جنبلاط: "الشاعر، والمثقف الكبير، والطامح لجائزة نوبل أدونيس، يحور ويدور في جدليته الفكرية، ليجد كل الأعذار لإدانة التوجه الأساسي للشعب السوري في الحرية والكرامة، وينسى أو يتناسى أن الشعب السوري وعلى مدى ستة أشهر انتفض سلميا في كل سوريا، وكان جواب النظام إطلاق النار، والاعتقال، والتعذيب دون تمييز".
كما برّر الزعيم الدرزي انتقال الثورة في سوريا من السلم، إلى العسكرة والسلاح، قائلا إن النظام ببطشه، هو من حوّل الثورة إلى ثورة مسلحة، قائلا إن الدخول في النقاش الفلسفي حول هذا الأمر مضيعة للوقت، وفق قوله.
وقلّل وليد جنبلاط من الوعي السياسي، والأخلاقي لدى "أدونيس"، مغردا: "ولا يرى الشاعر الكبير، بين هلالين، البراميل التي تقتل يوميا الأبرياء، ولم يسمع بما حدث لعلي فرزاد، أو إبراهيم قاووش، أو حمزة الخطيب".
وواصل جنبلاط انتقاصه من الشاعر العلوي "أدونيس"، مغردا عبر حسابه في "تويتر": "هو وأمثاله ممن يسمون بالمثقفين، فوق البشر، لكن يتسترون بقشرة موز واهية، عقّدتهم السلطة، مثل نيتشه وهايدغر، الذي استوحى منهم هتلر وخرج لاحقا بنظريته الفاشية المجرمة".
وبتغريدة ساخرة، قال جنبلاط: "ربما مخيلته الكبيرة قد تجره لتبرير أفعال النظام نتيجة وجود داعش. من يدري فإن أدونيس من كبار الفلاسفة".
وعبّر جنبلاط عن امتعاضه الشديد من سماع، أو قراءة تحليلات الأدباء المؤيدين لنظام الأسد، مغردا: "لا يمكن للمرء إلا أن يتقيأ قرفا أمام تنظيراتهم الخاوية".
ويبدو أن وليد جنبلاط أصرّ - كعادته - على إنهاء تغريداته حول "أدونيس"، بطريقة ساخرة من خصمه، ومستفزة له، حيث كتب: "طبعا لم أتقدم بالترشيح لجائزة نوبل للسلام الذي يموت حسرة شاعرنا الكبير أدونيس لنيلها".
وفي السياق ذاته، وبتغريدات فُهم منها أنها محاولة منه لقطع الطريق على من يتهمه بالتناقض، قال جنبلاط: "لم أدعي في أية لحظة بأنني كنت ملاكا في حياتي السياسية، وقمت مرات ومرات بعملية مراجعة ونقد ذاتي، وأعلم أن هذا لا يبرر ما قمت به ولا يعفيني من المسؤولية؛ لذلك أترك للمؤرخين وللتاريخ أن يحكم، ولن أكتب مذكرات لي".
وبالعودة إلى مقابلة "أدونيس" مع "السفير" اللبنانية، نجد أن الشاعر العلوي وجّه كل حديثه ضد مخالفي الأسد، ودأب على إعطاء رئيس النظام السوري التبريرات للحالة التي أوصل سوريا إليها.
كما هاجم "أدونيس" التاريخ الإسلامي، قائلا إنه لم يعرف الحرية، ولا التقدم، وتقتصر حريته فقط على "ممارسة الإسلام المتعارف عليه بين الناس فقط".
واعتبر "أدونيس" أن الدين الإسلامي نشأ على العنف، و "السلطوية"، مستشهدا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام، وزوجته خديجة، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، جميعهم كانو تجارا، متابعا: "نشأ الدين كتجارة، ومال، أي سلطة"!.
وكرّر "أدونيس" أسطوانة مؤيدي النظام السوري بالقول إن "القوى الأجنبيّة تريد تدمير النظام السوري، كما دمّرت النظام العراقي، والليبي"، وأضاف: "كيف تقود القوى الرجعية والقوى الأجنبية الثورة؟".
"أدونيس" أوضح أنه لا حل لسوريا وغيرها سوى بنظام علماني، مدني مبني على أساس ديموقراطي، إلّا أنه بيّن أن أساسيات الديمقراطية تستوجب إقصاء الدين الذي يقف حاجزا أمام تحقيق المساواة، وفق قوله.