ذكرت صحيفة "صندي تايمز" أن القادة الأتراك يشعرون بالقلق من التقدم الذي يحققه أكراد
سوريا، خاصة بعد خروج مقاتلي
تنظيم الدولة الإسلامية من
تل أبيض الأسبوع الماضي.
ويقول التقرير إن محافظ منطقة حدودية صغيرة لا يكون له عادة أثر على الساحة الوطنية، لكن محافظ منطقة سانيل أورفا عز الدين كوتشك، كان في قلب الحدث السياسي والإعلامي، حيث وجد نفسه وسط بحر من كاميرات التلفزة وهو ينسق الرد الحكومي على تدفق اللاجئين من البلدات والقرى السورية القريبة من الحدود مع
تركيا، حيث انتهت المعارك بين المقاتلين
الأكراد ومقاتلي تنظيم الدولة بهزيمة الأخير.
وتبين الصحيفة أنه كانت هناك مخاوف من تخفي مقاتلي التنظيم الهاربين من تل أبيض، بعد حلقهم لحاهم، حيث تركوا أسلحتهم واختلطوا مع الرجال والنساء الذين هربوا عبر الحدود إلى تركيا. وعندما ألمح أحد الصحافيين للمحافظ كوتشك إلى أنه قد يكون من بين اللاجئين مقاتلون من تنظيم الدولة، إنفجر غاضبا وقال: "لا، لا يوجد تهديد"، وصرخ: "لا أحد، حسنا انتهى اللقاء". ثم التفت إلى خمسة صحافيين، وطلب من الشرطة اعتقالهم.
ويشير التقرير إلى أن التقدم الذي حققه الأكراد تم الاحتفاء به كونه انتصارا وحيدا ضد قوات تنظيم الدولة، حيث استطاعوا بدعم جوي من الولايات المتحدة إجبار مقاتلي التنظيم على الخروج من عدد من القرى. ويحظى الأكراد بدعم متطوعين من بريطانيا وأمريكا.
وتستدرك الصحيفة بأن انتصارات الأكراد لم تحظ بحماس شديد من الأتراك الخائفين من وجود جيب كردي على الحدود مع سوريا. وتعاني تركيا من وجود آقلية كردية وعقود من العنف وعدم الاستقرار، الذي تسببت به الحرب مع حزب العمال الكردستاني في جنوب وشرق البلاد.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تقبلت فيه الحكومة التركية ودعمت وجود حكومة شبه مستقلة في شمال العراق، فإنها تخشى من ولادة جيب كردي في شمال شرق سوريا؛ نظرا للعلاقات بينهم وبين أكراد تركيا.
وتوضح الصحيفة أن الأكراد المنتمين لحزب الاتحاد الديمقراطي والمليشيات التابعة له، ظهروا حليفا قويا للولايات المتحدة في سوريا، رغم صلاتهم مع حزب العمال الكردستاني المصنف على أنه إرهابي في كل من تركيا والولايات المتحدة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المحلل في شؤون الشرق الأوسط سروان كاجو، قوله: "يعد الأكراد، وبشكل لا جدال فيه، القوة الأكثر فعالية لقتال تنظيم الدولة في سوريا، فهم منظمون ومنضبطون ومؤمنون بقضيتهم".
وتذكر الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحلفاءه مثل كوتشك، قد اتهموا الأكراد بالقيام بعمليات تطهير عرقي، وقد اتهم أردوغان الغارات الأمريكية بالتسبب بسقوط ضحايا مدنيين. وقال: "أنظر إلى ما حدث على الحدود، يُقتل العرب والتركمان من العالم الغربي وقوات الحماية الشعبية في تل أبيض".
ويجد التقرير أن مخاوف تركيا نابعة من عدم قدرتها على منع هروب مقاتلي تنظيم الدولة بين الجموع التي هربت من تل أبيض.
وتنوه الصحيفة إلى أن الصحف الموالية للحكومة تبنت الانتقادات التي وجهت للأكراد بالقيام بعمليات تطهير عرقي، فقد تحدثت صحيفة "ديلي صباح" نقلا عن مواطن محلي قوله إن الأكراد هددوا العرب، وقالوا إنهم سيعطون اسم قراهم للطيران الأمريكي حتى يستهدفها بغارات.
ويستدرك التقرير بأن الرواية التركية قد تقوضت عبر روايات السوريين الذين هربوا إلى تركيا وتحدثوا فيها عن اضطهاد تنظيم الدولة لهم، وتقول خالدة حسين إن الحياة في تل أبيض كانت مثل الجحيم، وتضيف: "لا أريد العودة خشية عودتهم من جديد".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه بسيطرة الأكراد على تل أبيض، فإنهم يضمونها إلى كوباني وشيزر، وهي المدن الحدودية الثلاث. ويريد المقاتلون إقامة صلات مع عفرين من أجل إقامة إقليمهم المستقل رجوفا.