بعد تقدم الثوار في جنوب
سوريا وتهديدهم للنظام في العاصمة
دمشق بشكل فعلي، كثف النظام السوري بناء تحصينات ضخمة في جبال
الكسوة التي هي أصلا ثكنات عسكرية، حيث يوجد في المنطقة الفرقتان الأولى والسابعة، المتمركزتان على عدة مرتفعات، وتشكل خط دفاع أساسي للنظام في دمشق من الجهة الغربية.
وبالنسبة لمليشيات
الشبيحة المعروفة باسم "اللجان الشعبية" في منطقة الكسوة، فقد كان لها سلوك آخر، حيث بدأ عناصر هذه المليشيات ببيع بيوتهم في منطقة السكة، أو بيوت استملكوها بعد اتهام أصحابها بالنشاط الثوري، وذلك خوفا من اضطرارهم للهروب من المنطقة بشكل سريع.
ناشطون من المنطقة تابعوا الموضوع، ووقفوا على عدة حالات بيع منازل قام بها عناصر من اللجان الشعبية.
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، تحدث الناشط أبو المجاهد الدمشقي، في ريف دمشق الغربي، عن هذه الظاهرة قائلا: "الخوف أصبح ظاهرا على تصرفات اللجان الشعبية بعد تقدم الثوار في
درعا، ووصول عدة تهديدات لهم باقتحام المنطقة من قبل الثوار".
وأضاف: "عمليات بيع المنازل التي يقوم بها عناصر اللجان عبارة عن تجهيز لأنفسهم لمغادرة المنطقة مع ضمان ثمن المنازل في جيوبهم".
ويشير الدمشقي إلى أن بعض البيوت هي "فعلا مملوكة لأفراد اللجان الشعبية الذين يقطنون منطقة السكة التابعة لمدينة الكسوة، وهم من أبناء الطائفة العلوية، ويسكنون المنطقة قبل الثورة. ولكن في المقابل، يوجد بيوت اغتصبوها من أصحابها بحجة أنهم عناصر في صفوف الجيش الحر، وتمكنوا من تحويلها لملكياتهم، وهي معروضة للبيع في الوقت الحالي".
وأضاف الدمشقي: "هناك حالات يطلب بائع البيت من مشتريه بعد أن يقبض ثمنه أن يبقى في المنزل مقابل أجرة شهرية، وكل ذلك نوع من الاحتيال على السكان الذين لاحول لهم ولا قوة في مواجهة عناصر اللجان".
وتحدث أبو مجاهد عن محاولات الناشطين تحذير الأهالي من شراء مثل هذه البيوت، خاصة تلك التي تعود ملكيتها لأفراد غائبين في المعتقلات أو غير ذلك".
وقال: "تسللنا ليلا إلى منطقة اللجان، وقمنا بنشر منشورات في الطرقات بكمية كبيرة، في حارات اللجان الشعبية، مكتوب عليها "يمنع منعا باتا شراء عقار، أو محل، أو أرض من علوي أو غير سني، ولن يعترف أحد على عملية الشراء"، ما سبب حالة من الخوف والذعر في صفوف عناصر اللجان ليبدأوا بالصياح والتساؤل عن طريقة دخول الناشطين إلى المنطقة مع عبارات الشتم والكفر وسب الذات الإلهية، مع إعطاء أمر لقوات النظام بجمع كل الأوراق، رغم أن الساعة كانت حينها الواحدة ليلا".
وكان النظام قد أقدم منذ عامين على تشكيل مجموعات اللجان الشعبية في ريف دمشق الغربي، لا سيما في منطقة الكسوة وما حولها، ليضمن عدم وجود خلايا للثوار في هذه المناطق لخطرها الشديد على مراكز ثقله غربي العاصمة.