نشرت صحيفة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية، حوارا أجرته مع
إيهاب بدوي، سفير نظام عبدالفتاح
السيسي في فرنسا، والناطق الرسمي السابق باسم الرئاسة
المصرية، حول تفاقم ظاهرة الإرهاب رغم السياسات الأمنية المتشددة التي يعتمدها النظام المصري، وإمكانية الحوار مع حركة الإخوان المسلمين التي لا تزال تصر على السلمية في تحركاتها، وموقفه من الإعلام الدولي الذي لم يتوقف عن توجيه الانتقادات للسيسي بسبب سوء إدارته للبلاد.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مصر في حالة حداد، بعد أن تم اغتيال النائب العام هشام بركات في 29 حزيران/ يونيو، وبعد يوم واحد قامت المجموعات المسلحة الموالية لتنظيم الدولة في
سيناء، بمهاجمة قوات الأمن وقتل العشرات منهم.
وسألت الصحيفة إيهاب بدوي حول إمكانية اعتبار تزايد نشاط المجموعات "الإرهابية" في مصر بمثابة فشل ذريع لحرب السيسي ضد "الإرهاب"، ولكنه أكد أن القضاء على "الإرهاب" يتطلب طول نفس، "وقد كانت مصر قد نجحت في هذا التحدي خلال سنوات التسعينيات"، على حد قوله.
واعتبر بدوي أن هذه الحرب لا يمكن أن تؤتي ثمارها خلال سنتين فقط، خاصة وأن هذه المجموعات المسلحة في سيناء تختلط بالسكان المحليين، وأصبحت تعتمد على الطريقة الجديدة التي تعرف بطريقة "الذئاب المنفردة"، الأمر الذي يصعب كثيرا من إمكانية مراقبة هؤلاء العناصر واستباق العمليات.
وتساءلت الصحيفة عن سبب إصرار النظام المصري على عدم التحاور مع الإخوان المسلمين، رغم أنهم ينبذون العنف. وصرح السفير المصري بأنه لا توجد أي صيغة محتملة للتفاوض معهم، لأن حركتهم تم تصنيفها من قبل السلطات المصرية "منظمة إرهابية"، على إثر الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي من قبل الجنرال عبدالفتاح السيسي في 3 تموز/ يوليو 2013.
وأضاف بدوي أن السلطات دعت من سماهم "بالإخوان الذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء" إلى المشاركة في الحياة السياسية، ولكن في إطار سياسي جديد، وليس ضمن حزب الحرية والعدالة الممثل لتيار الإخوان المسلمين.
وحول رد الفعل المصري من الانتقادات التي توجهها وسائل الإعلام في العالم للسلطات المصرية؛ قال بدوي إن الكثيرين يقدمون الدروس للنظام المصري دون أن يأخذوا بعين الاعتبار الأوضاع الميدانية، كما أنه أكد أن أغلب أحكام
الإعدام التي صدرت في حق أعضاء الإخوان المسلمين لن يتم تنفيذها.
وأضاف أن مصر تصارع اليوم للخروج من الأزمة الاقتصادية، وتحارب "الإرهاب"، وتحيط بها الأزمات في ليبيا وقطاع غزة، "ولذلك فهي تواجه تحديات ضخمة ومصيرية".
وقال إن هنالك جهودا تبذل لإصلاح جهاز الشرطة، ولكن هذا القطاع لن يصلح حاله بين ليلة وضحاها؛ بعد عشرات السنوات من الممارسات القمعية والانتهاكات.