"تنظيم القاعدة في المغرب" يلاحق قياديا في تنظيم أنصار الدين

نشرت صحيفة "جون أفريك"، الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول سعي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي للوصول إلى سنده ولد بوعمامة، القيادي في تنظيم أنصار الدين المسلح، وتصفيته بتهمة الخيانة، بعد أن أفرجت عنه السلطات الموريتانية إثر تسليمه نفسه لها وتقديمه لمعلومات هامة.
 
وقالت الصحيفة، في تقرير مراسلها بابا أحمد، الذي ترجمته "عربي21"، إن وساطات قبلية نجحت في إقناع الحكومة الموريتانية بالإفراج عن سنده ولد بوعمامة، الناطق الرسمي السابق لتنظيم أنصار الدين، ولكن مقاتلي تنظيم القاعدة الذين كانوا في السابق مقربين منه، اعتبروا ذلك خيانة وبدؤوا مطاردته من أجل قتله.
 
وأضافت أن بوعمامة الذي تولي منصب الناطق الرسمي باسم تنظيم أنصار الدين في تمبكتو، خلال سيطرته على شمال مالي في سنتي 2012 و2013، تم الإفراج عنه في نواكشوط يوم الاثنين 3 آب/ أغسطس، بعد أن قضى سنتين في قبضة جهاز الاستخبارات الموريتاني.
 
ونقلت عن جلال ولد عمر، وهو صحفي موريتاني متخصص في شؤون الجماعات المسلحة، أن "سنده ولد بوعمامة تم إطلاق سراحه بتدخل أعضاء قبيلته، والاتفاق على ألّا يشكل بعد ذلك أي خطر على أمن موريتانيا".
 
وذكرت الصحيفة أن بوعمامة كان خلال فترة سيطرة جماعته على شمال مالي صديقا مقربا من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وخاصة من القيادي الذي يتزعم كتيبة الفرقان، يحيى أبو الهمام، الذي اعتمد عليه كثيرا أثناء سيطرة هذه المجموعات على إقليم أزواد، وحتى عندما قبضت السلطات المالية على بوعمامة بتهمة التعاون مع أبو الهمام، نجح تنظيم القاعدة في تحريره هو ومحتجزون آخرون في سنة 2010، في مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسي بيير كامات.
 
ولكن بعد تشتت المجموعات المتحالفة مع القاعدة في بداية سنة 2013، بسبب العملية العسكرية "سرفال" التي أطلقتها فرنسا ضد المتمردين والمسلحين في مالي، قام بوعمامة المنتمي لقبائل البرابيش العربية بتسليم نفسه للسلطات الموريتانية، بعد تلقيه تطمينات بعدم محاكمته.

ونقلت الصحيفة عن جلال عمر، أن "بوعمامة لم يكن في يوم يشكل خطرا على أمن موريتانيا، حتى عندما كان يشغل منصبا قياديا في تنظيم أنصار الدين، وكان متحالفا مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ولكن عندما قامت السلطات الموريتانية باعتقاله، قررت الاستفادة منه كمصدر للمعلومات".

كما نقلت عن دبلوماسي موريتاني في العاصمة المالية باماكو، أن "السلطات احتفظت به في مكان سري، ومارست عليه ضغوطات في كل مرة تحتاج فيها لمعلومات حول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، تماما كما يتم عصر البرتقالة، في كل مرة نحتاج فيها لقليل من العصير"، حسب تعبيره.
 
وأضاف هذا الدبلوماسي أن "قيادات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يرون أن بوعمامة خانهم عندما سلم نفسه للسلطات، وهو الذي يعرف عنهم الكثير، وكان لهم الفضل في تحريره من قبضة السلطات المالية، ولذلك قاموا بنهب كل ممتلكاته في الصحراء المالية، ومصادرة أكثر من مئة جمل على ملكه، قبل أن يرسلوا له رسالة تهديد تفيد بأنهم يسعون وراء رقبته".
 
ورغم أن سنده ولد بوعمامة خرج من حسابات السلطات الموريتانية، فإنه لا يزال ملاحقا من قبل الأجهزة الأمنية في مالي، بالإضافة إلى تهديد القاعدة، وهو ما يعني أنه لا يزال بعيدا عن الشعور بالأمان.

للاطلاع على التقرير الأصلي، انقر هنا